أدرار تحتفي ب1000حافظ صغير للقرآن الكريم بمسرح هواء الطلق
شهدت مدينة أدرار احتفالاً رائعاً واحتفائياً استضاف العديد من الحافظين الصغار والمواهب الناشئة، حيث شهدت النسخة الأخيرة تكريم 1000 حافظاً و100 منشد صغير و100 خطيب صغير برعاية والي الولاية العربي بهلول ، في حفل جمع أكثر من 30 ألف متفرج بمسرح هواء الطلق.
من بين أبرز الأحداث في الحفل كانت مشاركة ضيف الطبعة، الخطيب الجزائري محمد الفاتح من وهران، الذي أثرى الفعالية بكلماته المؤثرة والملهمة.
وفي لحظة مؤثرة أيضاً، تم تكريم العروسي أمين، البالغ من العمر 12 عاماً، من بلدية بودة، الذي يتمتع بموهبة فريدة في حفظ القرآن الكريم وإجادة الآيات. بدأ أمين رحلته في تعلم القراءة منذ سن الست سنوات فقط، لكنه نجح في إتقانها بسرعة وسهولة مذهلة.
وفي سياق متصل، ألهب منبر سيدي محمد بلكبير بوجود الخاطب الصغير الذي ألقى خطبته بأسلوب مؤثر وجذاب، معبراً عن مواهبه الكبيرة وموهبته في الكلام.
وفي لفتة رائعة، ظهر الخاطب الصغير مرتديا برنوس محمد بلكبير بعد غياب دام 23 عاماً، مما أضفى على الحفل جواً من الفرح والتألق.
ولم يكن الحفل خالياً من التغطية الإعلامية، حيث شارك في تنشيطه ما يقارب 18 صحفي صغير وبهذا الحفل الاحتفائي، تأكدت مدينة أدرار من مكانتها كمركز لاحتضان المواهب الصغيرة وتشجيعها، وسط جمهور متفاعل ومتحمس لدعم هذه المواهب المبدعة في مختلف المجالات.
إفتتاح مقرَّي مؤسسة الحافظ الصغير والصحفي الصغير: نافذتا للمواهب والإبداع في ولاية أدرار
في خطوة تعكس الاهتمام الكبير بالطفولة وتنمية مهاراتهم، تم افتتاح المقر الرسمي لنادي الحافظ الصغير والصحفي الصغير في حي 140 مسكن بولاية أدرار. وقد شهد هذا الافتتاح حضوراً مميزاً من قبل والي الولاية ومجموعة من الشخصيات الرسمية.
تم تنفيذ المشروع بفضل التعاون بين السلطات المحلية ومقاولة أويس للإستثمار، حيث بلغت التكلفة المالية للمشروع12 مليون دينار جزائري. ويأتي هذا المقر ليكون مركزاً لتنمية المواهب والإبداع لدى الأطفال والشباب في الولاية.
حيث سيسهم وجود المقر الخاص في تسهيل قيام الأندية المختصة برعاية الطفولة، حيث يحصل الأطفال على فرصة لتطوير مهاراتهم في مجالات متنوعة مثل حفظ القرآن والتجويد، بالإضافة إلى اختصاص الصحافة والإعلام لدى نادي الصحفي الصغير.
تم تشكيل جمعية خاصة لنادي الحافظ الصغير، تضم 55 عضواً وتتخذ من الولاية مقراً لها، وتحت إدارة 7 إطارات محلية بإشراف مدير الإدارة المحلية،.
تتطلع مؤسسة الحافظ الصغير إلى تقديم برامج تربوية وتثقيفية تعزز القيم القرآنية وتحافظ على الموروث الثقافي لولاية أدرار. ومن جانبه، يأتي نادي الصحفي الصغير ليكون نافذة إعلامية تغطي أحداث الولاية وتنشر روبورتاجات وفيديوهات من إعداد الأطفال، مما يعزز دورهم في المجتمع ويسهم في تنمية مهاراتهم الإعلامية والتواصلية.
إن هذا الافتتاح يمثل بداية جديدة واعدة لتعزيز الطفولة ودعمهم في مساراتهم التعليمية والمهنية مستقبلا إذ صرح والي الولاية مسبقا لقناة أقواس بأن هذه النوادي تعتبر بمثابة مرحلة ما قبل التوجيه للأطفال.. “
احتفاء بالحافظ الصغير: تواقيع على مستوى الريادة والشراكة
تحتفي ولاية أدرار بإنجازاتها الثقافية والتربوية من خلال سلسلة من الاحتفالات والتوقيع على الاتفاقيات التي تهدف إلى دعم برنامج الحافظ الصغير في طبعته الرابعة لعام 2024 بمبلغ 43 مليون دينار جزائري شهدت هذه المراسم الرسمية حضورًا مميزًا من الشخصيات البارزة في الولاية، مما يعكس التزام السلطات المحلية بتعزيز التعليم والثقافة.
البداية كانت بتوقيع اتفاقية تمويل برنامج الحافظ الصغير بمشاركة مجمع إتصالات الجزائر في 22 من شهر جانفي. حيث تم تكريم الحرفيين النشطين بتسليم أول بطاقة إلكترونية حرفية، ليس هذا فحسب بل كانت البداية لسلسلة من الاتفاقيات التي تعكس التزام المؤسسات بدعم المبادرات الثقافية والتربوية.
وفي الحادي عشر من مارس، شهد فندق توات توقيع اتفاقية أخرى مع مجمع سونطراك، وذلك ضمن جهود الولاية لتعزيز التعليم ودعم المبادرات الثقافية. ولم يتوانَ البنك الوطني الجزائري عن دعم هذه الجهود، حيث جاء توقيع الاتفاقية الثالثة في الأول من أبريل، مع وعد بتقديم الدعم لما يقارب من 1200 مكرمًا من الحافظ الصغير والخطيب والمنشد الصغير.
إن هذه الاتفاقيات تمثل خطوات هامة نحو تعزيز التعليم والثقافة في ولاية أدرار. ومن خلال الشراكات المبرمة، يمكن توسيع دائرة الفرص التعليمية للشباب في المنطقة وتعزيز المجتمع بأسره.
ولكن العمل لم ينته بعد، بل يتطلب مواصلة الجهود المشتركة وتعزيز الشراكات الإستراتيجية لضمان أن يصل التعليم والثقافة إلى كل فرد في المجتمع. فهذه الجهود المشتركة تعكس روح الريادة والشراكة التي تحملها ولاية أدرار نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتقدمًا.
كتبه : رافعي محمد محي الدين