تدهشك بالحقائب الجلدية المميزة التي صنعتها بأناملها و هي تصف الجلود بالمادة الحنون , تهتم الحرفية بونايرة نجاة بصناعة الجلود منذ مايقارب العشر السنوات بمحلها بمركز الصناعات التقليدية بولاية أدرار تحافظ على المادة الخام لحفظ الجلود عبر طيها بشكل خاص حتى تحافظ على خامتها .
تعتبر صناعة الجلود من أقدم المهن عبر التاريخ بالجزائر التي كانت تملك عددا كبيرا من مراكز الدباغة لكنها تعرف تراجعا كبيرا في وقتنا الحاضر بسبب إقبال المصانع على الصناعات البلاستيكية التي تباع بقيمة مالية أقل بكثير من الجلد الطبيعي , حيث تذكر الحرفية بونايرة بأن توفر الجلود والمادة الخام قد أصبح صعبا جدا بالوقت الحالي وقد تظطر دوما للسفر نحو المدن الشمالية كالعاصمة ومناطق من الشرق الجزائري للحصول على الجلود و التي تباع بأسعار غالية جدا يتم استيراد معظمها من أوروبا وآسيا .
” يؤسفني بشدة رمي الجلود القيمة خلال العيد الأضحى بالطرقات ”
عبرت بونايرة عن أسفها من التصرفات الغير المسؤولة في رمي الجلود القيمة والتخلص منها بشكل يضر بالبيئة و المحيطة وعدم استغلالها في مراكز الدباغة المسؤولة عن دباغة الجلود القيمة بالجزائر كجلود الخرفان والماعز والأبقار , فالجلود مادة قيمة وبوسعنا أن نصنع منها العديد من المقتنيات والمواد .
حيث تقوم الحرفية في بادئ الأمر بتفريز أنواع الجلود من خلال معرفة ملمسها و خشونتها وحسب نوع الحيوان الذي تم إستخراج الجلد منه كجلود الأبقار و الزواحف كالثعابين والحوت والتماسيح وغيرها .
إذ تحرص على إستغلال الجلود التي تقوم باقتنائها في صناعة حقائب اليد وأدوات الزينة بشكل معاصر , يتناسب مع متطلبات العصر الحالي , حيث تقوم بإختيار ألوان الجلود المناسبة و تناسقها مع التصميم , إذ تعمد على تصميم الشكل الأساسي بورشتها و تنقش الرموز على الجلود لتعطيها شكلا مميزا عن غيرها .
صعوبة الحياة لم توقفني عن السعي للعمل
تقدر بونايرة بشكل كبير دعم زوجها المرحوم لها الذي ساعدها لتحصل على متجر خاص بيها , إذ تذكر بونايرة بأن زوجها كان حرفيا في صناعة الجلود وكان رجلا مخلصا لعمله و دفعها لتحمل المسؤولية كاملتا وهو ما جعلها ذات شخصية قوية تحملت مشاق الولوج لحرفة الجلود وتجاوز الصعوبات المتمثلة في إقتناء الجلود بمفردها و تحمل المصاريف بعدما توفته المنية .
لا تكتفي بونايرة نجاة بصناعة الجلود فهي تتقن حياكة الصوف و خياطة الملابس وتدعوا دوما الشباب والفتيات لإتقان عملهم والحرص على إمتلاك حرفة ما تشغلهم وتفيدهم طوال حياتهم .
كتبه رافعي محمد محي الدين
تابعوا الحلقات كاملةعبر رابط الحلقات إضغط هنا