إستغلال نفايات النخيل لصناعة الأسمدة العضوية إبتكار من طلبة بجامعة أدرار 

مفاعل حيوي لصناعة السماد العضوي من نفايات النخيل فكرة مبتكرة للطالبين مولاي علي يوسفات ورضا بلبالي من جامعة أدرار ، جذب الجهاز الأنظار خلال مشاركته في المعرض الدولي للزراعة و المواشي والصناعات الزراعية الذي إحتضنه قصر المعارض بالعاصمة في 22 ماي إلى 25 من نفس الشهر و الذي ضم عددا من المشاركين الدوليين و الشركات الرائدة في صناعة الآلات الفلاحية وصناعة العلف و تربية الدواجن وغيرها 

الطالب مولاي علي يوسفات

اعتقدوا أننا مشاركين من دولة خارج الجزائر !

هكذا وصف الباحثان  ردود أفعال الزوار وهم يشاهدون العرض الذي قدمه الطالبان عن مشروعهما الذي قدم فكرة مغايرة عن صناعة الأسمدة العضوية ، ليس بإستخراج السماد من نفايات النخيل فقط بل في كمية الإنتاج والتي تقدر ب 4 طن الى 5 أطنان خلال شهر واحد ، فهو جهاز أوتوماتيكي يعمل بدعمه بالمعلومات اللازمة حتى ينفذ الأوامر وينتج حسب الكميات المطلوبة ، بينما يعتبر كونه جهازا موجها لحماية البيئة أهمية استراتيجية وبيئية في خضم بحث الجميع عن استخدام الطاقات البديلة و السعي لحماية المناخ الذي يشهد تلوثا كبيرا وارتفاعا في درجة حرارة الكوكب التي قدرتها تقارير الأمم المتحدة ب1.1 درجة مئوية والذي يرجع لإنبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون والميثان في الجو فضلا عن تلوث التربة والجفاف الذي تسبب في تقليص عدد الأراضي الصالحة للزراعة .

 تعتبر هذه العوامل المؤذية للبيئة اليوم ضرورة قصوى تدعو الباحثين والمبتكرين لخلق إكتشافات تحافظ على البيئة وتقلل من إنبعاثات الغازات الدفيئة .

                                               

نفايات النخيل وفرة في المادة وفوائد 

” إخترنا استخدام نفايات النخيل بحكم وفرته و توفر مادة اللينوسيليلوزية lignocellulosique به بنسبة عالية و التي لها قدرة على التحلل “

النخيل هو جزء من تراث مدينة أدرار الصحراوي التي تقع في الجنوب الغربي للجزائر، وهي من الولايات الجزائرية التي تتوفر على طاقات نفطية و آبار الغاز، آخرها كان اكتشافا نفطيا بحاسي إيلاتو بمنطقة سبع يفوق 150 مليون برميل حسبما كشفت عنه شركة سوناطراك فضلا على تشجيع مشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية و طاقة الرياح.

 سمحت هذه الإكتشافات والصناعات على تشجيع البحث العلمي في جامعة أدرار أحمد درايعية التي يدرس فيها الطالبان يوسفات و بلبالي بنفس التخصص للسنة النهائية ماستر كيمياء بقسم علوم المادة ، يذكر الطالبان خلال حديثهما معنا  أنهما كانا في صدد التحضير لمشروع مختلف من بين عدة ابتكارات تم عرضها على حاضنة الأعمال بالجامعة ، التي ساهمت في منحهم الفرصة لإختيار مشروع صناعة مفاعل حيوي لانتاج السماد الطبيعي من مختلف النفايات العضوية وخاصة بقايا النخيل.

تكوّن الطالبان بجامعة أحمد درايعية في الجنوب الغربي للجزائر حيث يقطنان، وقد وجدا ضالتهما في إستغلال النفايات و بقايا النخيل التي يمثل مشكل تكدسها معضلة كبيرة لدى أصحاب الحقول ، حيث يصعب إزالتها أو تحللها كما تشكل خطرا على الفلاحين بسبب إمكانية تعرضها للحريق في أي لحظة ، و قد تكون مؤذية للأطفال بسبب الشوك الذي يوجد على أطراف أوراق النخيل . تتمثل بقايا النخيل المتكدسة في السعف أو القطع الخشبية التي يتم رميها بعد حملات التقليم التي تتبع تلقيح أشجار النخيل أو نهاية الحصاد ، و لا تنحصر مشكلة تكدس نفايات النخيل على ولاية أدرار فقط بل تشهدها معظم الولايات الجنوبية التي تعرف زراعة النخيل كغرداية وورقلة و تقرت وغيرها من الولايات الجنوبية وهو ما قد يفتح آفاق لهذا المشروع بأن يمتلك موزعين من مختلف الولايات .

كما تملك أشجار النخيل كميات مرتفعة من المادة اللينوسيليلوزية بخلاف أنواع النباتات الأخرى مما  يساهم في صعوبة تحللها بسرعة ويرفع من قيمة إنتاجيتها  

مشاتل من مختلف الولايات طالبت بتقديم عينة من المنتوج

حسبما ذكر صاحبا المشروع فإن تواجدهما في المعرض الدولي للفلاحة بالجزائر العاصمة مكنهما من التواصل مع عدد من أصحاب المشاتل الذين اقترحوا تسليمهم عينات من السماد لتجريبها في مشتلاتهم الزراعية ، فرصة ستقدم أهمية كبيرة لتقدم وتطور المشروع الذي سيتم تجريبه في مناطق مختلفة من ولايات الوطن مع تنوع في المناخ ونوعية التربة المستعملة

رقمنة المشروع أفق لتطوير العمل

يقدم هذا الابتكار لحد الآن في شكل مشروع تخرج ، تم تسجيل إبتكاره بإسم الطالبين يوسفات مولاي علي و بلبالي رضا ضمن منصة INAPI الدولية لتسجيل الإبتكارات وقد حصل على دعم الجامعة ومديرة حاضنة الأعمال ويشرف على هذا الابتكار الأستاذ البروفيسور سليمان قلوم ، لا يزال الطريق طويلا نحو استكمال المشروع والترويج له في السوق ، إذ يطمح مبتكرا المشروع لتطويره ورقمنته بدمجه مع تطبيقات الهاتف المحمول والذكاء الاصطناعي والتوسع لتحويل النفايات العضوية وتثمينها اعتمادًا على مختلف البقايا النباتية و حتى بقايا الأكل ، وكذلك صناعة الاسمدة السائلة.

شباب أدراري وطموحات عالية للمستقبل

 تشهد ولاية أدرار في الآونة الأخير عدة نجاحات لشبابها و طلبتها الذين أصبحوا يبدعون في ابتكار الإختراعات من قلب بيئتها الصحراوية والسعي لبذل مجهود لإبراز مقدرتهم على ذلك من خلال مختلف المنصات التي تشيد بدعمهم و بإنجازاتهم ، متجنبين معظم العوائق التي تتسبب في سد طموحاتهم كالبعد الجغرافي بين المنطقة وعاصمة الدولة ، كما يعد تحفيز حاضنات الأعمال في الجامعة فرصة ثرية تدفع بالطلبة لتحقيق طموحهم في إنشاء المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة والدفع بوتيرة الإنتاج والتشغيل. وخلق خطط مستقبلية راجحة لما بعد التخرج .

كتبه: رافعي محمد محي الدين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.