الأزمة الإنسانية في غزة: دمار غير مسبوق ونداءات عاجلة للمساعدة

أعلنت وزارة الصحة في غزة في كشف صادم،عن حصيلة مروعة بلغت 11208 شهداء، بينهم 4506 أطفال، و3027 امرأة، و678 مسنا، و29500 جريح، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر. وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية أيضًا عن 2,700 تقرير عن أشخاص مفقودين، من بينهم 1,500 طفل ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لجهود الإنقاذ وهو ماتوضح مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانوال ماكرون في مقابلة مع بي بي سي، والتي طالب من خلالها الكيان الصهيوني لوقف القصف على غزة، مؤكدا بشكل خاص على تأثير ذلك على المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن. ودعا ماكرون إلى الالتزام بقواعد الحرب الدولية والقانون الإنساني، معربا عن قلقه إزاءتصاعد الأحداث في المنطقة , فيما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي ماكرون بقوله بأنه قد قام بخطأ فادح لمتهما حماس بإطلاق النار على المعابر الآمنة و إستخدام المدنيين كدروع بشرية داعيا لنزوح شعب غزة للجنوب

كما كشفت تقارير صحية عن الوضع المزري إلى مرافق الرعاية الصحية، حيث اضطر مستشفى العودة في غزة إلى إغلاق أقسام العمليات والأشعة، ولم يقدم سوى خدمات الطوارئ بعد نفاد الوقود. ويرسم مدير مجمع الشفاء صورة قاتمة، مشيراً إلى أن الفرق الطبية غير قادرة على العمل بينما تتراكم الجثث، مما يشكل تحديات أمام الدفن المناسب.

وتشير التقارير الواردة من مصادر إعلامية إلى أن طائرات الإحتلال الصهيوني إستهدفت مستشفى الشفاء، وقصفت بئراً وخزانات مياه، مما أدى إلى تفاقم الأزمة. وأصبح مرضى التنفس الصناعي مهددين بالوفاة بسبب انقطاع الكهرباء والأضرار الناجمة عن قصف قوات الاحتلال، مما أدى إلى توقف بعض الأجهزة عن العمل.

مدير مجمع الشفاء الطبي يكشف أن المستشفى محاصر بالكامل، والقصف مستمر في محيطه وطائرات الاحتلال تطلق قنابل مضيئة شرق رفح مما يزيد من حدة الفوضى , وبشكل مأساوي، تم قصف مستشفى الولادة التابع لمجمع الشفاء، مما أدى إلى إستشهاد طبيبتين.

أودت غارات الاحتلال الجديدة على الأحياء السكنية شمال وجنوب قطاع غزة بحياة أكثر من 20 شخصا، مما يزيد من حصيلة القتلى المتصاعدة. وفي غرب غزة، إستهدف قصف صهيوني منزلاً مأهولاً، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرات خطيرة، مشيرة إلى تضاعف معدلات الوباء في غزة. ومن المثير للصدمة أن نصف مستشفيات غزة خرجت عن الخدمة، مما يحد بشدة من قدرة الرعاية الصحية في المنطقة. كما كشفت وزارة الصحة في غزة أن جميع المستشفيات في شمال غزة،قد أصبحت شبه خارجت عن الخدمة مما يفاقم الأزمة الصحية.

وسقط مستشفى المهدي للولادة، غرب غزة، ضحية قصف قوات الإحتلال، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف النازحين الذين لجأوا إليه. أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن 1.5 مليون شخص في قطاع غزة أصبحوا بلا مأوى، مما يسلط الضوء على حجم النزوح والاحتياجات الإنسانية.

وتمتد الأزمة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الرعاية الصحية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية 2280 فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن تدمير 59 مسجدًا بالكامل وإلحاق أضرار جزئية بـ 136 مسجدًا آخر. وزارة الصحة الفلسطينية تكشف عن فقدان 198 من الطواقم الطبية، وتدمير 53 سيارة إسعاف، وتعطل 135 مؤسسة صحية، وخروج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا عن الخدمة.

ومع وصول الوضع في غزة إلى مستويات غير مسبوقة من الدمار، فإن النداءات العاجلة للحصول على المساعدة الدولية أمر بالغ الأهمية لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وضمان الرعاية الطبية للجرحى، وتخفيف معاناة السكان النازحين. إن المجتمع الدولي مدعو إلى إدانة العدوان المستمر ومحاسبة المسؤولين عنه والعمل على إيجاد حل دائم وعادل للصراع.

كتبه : رافعي محمد محي الدين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.