تناغمت قصة آية الطفلة المحبة للطبيعة على ركح المسرح الجهوي بأدرار تلك الفتاة التي تجد نفسها ضائعة في الصحراء وتقع في قبضة عقرب شريرة تجبرها على خداع رفاقها خلال ثاني عرض مسرحي ينتجه المسرح الجهوي بأدرار بعد محرقة رقان لمحمد بلقيصرية , تهدف المسرحية لنشر رسائل التعاون والصداقة والحفاظ على نظافة الطبيعة وستجوب المسرحية عدة ولايات في جولة فنية من خلال المشاركة في العروض والمهرجانات أبرزها مهرجان خنشلة الموجه للطفل، وسيشارك في المهرجان الوطني للعرائس بتموشنت خارج إطار المنافسة و التي سيكون فيها مخرج العمل رئيسا للجنة التحكيم وذلك خلال الفترة 9إلى 26 من جوان , كما سيتم إدراجها ضمن المخبر المسرحي بعد عرضها على المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، إذ صرح مدير المسرح الجهوي بأن المسرح الجهوي لأدرار يعتزم إقامة إتفاقيات و تكوينات بالشراكة مع المعهد وذلك من خلال جلب الخبرات والتكوينات أو إرسال التقنين والممثلين من أجل تبادل الخبرات وتنمية مواهبهم في الاطار المسرحي الفني “
أن المسرح الجهوي لأدرار يعتزم إقامة إتفاقيات و تكوينات بالشراكة مع المعهد وذلك من خلال جلب الخبرات والتكوينات أو إرسال التقنين والممثلين من أجل تبادل الخبرات وتنمية مواهبهم في الاطار المسرحي الفني ” ,
,كما أكد لنا بأن المسرح الجهوي يسعى لتقديم أعماله بشكل أكاديمي من جهة الشكل والمضمون تضمن له دخول مسرحياته ضمن المخابر المسرحية ليتم دراستها و نقدها بشكل أكاديمي فعال يقدم فائدة للمسرح بأدرار والجزائر , كما إحتضن المسرح الجهوي هذا الموسم عدة عروض وطنية وعالمية من خلال فعاليات مسرح الصحراء الدولية و مهرجان النخلة الذهبية ويهدف لبرمجة عروض وطنية مختلفة يتم انتقاؤها بشكل أكاديمي حتى تبرمج للعرض على خشبته.
تعاون الممثلين على الخشبة هو ما ينجح العمل المسرحي
صرح صناع العمل عن سعادتهم بهذه التجربة الموجهة للطفل والتي يخوض معظمهم غمارها لأول مرة , إذ ذكر مسؤول البرمجة عبد النور فران بأن المسرحية قد إستهلكت مجهودا كبيرا حاولنا فيه تحدي أنفسنا لتقديم عمل موجه للطفل يدرس كل الجوانب الفكرية و المعرفية , و المحافظة على خصاله , كما أكد مخرج العمل ياسين تونسي بأن تعاون الممثلين مع بعضهم في العمل المسرحي هو سر النجاح , وذلك من خلال مشاركتهم في صناعة الماريونات و السينوغرافيا التي تعاون فيها حرفيين من ولاية أدرار .
تشارك الممثلان معلم عبد الجليل و زناني فاطمة في عدة مشاهد بشكل متكامل بينهما من خلال دور النحلات الخادمات ودوره الثاني المتمثل في الدبور الشرير الذي لقي تفاعلا شديدا من الأطفال بسبب أسلوبه الكوميدي كما قد رشح ذات المثل لنيل شهادة علي معاشي بالعاصمة بمناسبة يوم الفنان عن دوره المونودرامي في عرض “زعفران” لعبد القادر رواحي
زناني فاطمة
كانت أمنيتي التمثيل في عمل خاص بالطفل
مسرح الطفل :تربية وأخلاق قبل كل شيء
لبى الأطفال من مدرسة حاسي صاكة الدعوة لمشاهدة العرض الشرفي لمسرحية الأميرة والنحل و عبروا عن فرحتهم بمتابعة المسرحية الذي برز خلال تعلقهم بالممثلين على اختلاف أدوارهم وبالخصوص بطلة القصة آية التي لعبت دورها ميسوم منى ،و تنوعت اللوحات الفنية الممتزجة مع عبق من التراث الأدراري لترسم قصة توجه للأطفال وترسم عليهم الإبتسامة وهم يتمتعون بمجريات مغامراة الأميرة آية التي تحتفل بعيد ميلادها لكن القدر يضعها في مغامرات تجلبها لعالم الصحراء من إخراج وتصميم ياسين تونسي الذي قدم عدة مسرحيات موجهة للطفل وبالخصوص في فن الماريونات الذي يمثل جزءا هاما خلال مسيرته التي تعدت الأربعين عاما , حيث صرح لنا” بأن المسرحية تهدف لتقديم رسائل عن التعاون والصداقة وكذا نظافة المحيط في شكل قصة مغامرات تبعث له هذه الرسائل بشكل غير مباشر ” , يعتبر المخرج ياسين تونسي من المخرجين المسرحيين الأوائل الذين يسعون لتعزيز دور مسرح الأشياء أو مايعرف بالماريونات وقد حرص على تقديم ورشة تكوينية لتعليم فن الماريونات والعرائس والذي من خلاله تم إنتقاء الممثلين من بين 35 مشاركا حيث ذكر في تصريحه بأن ” إختيار الممثل يكون عن طريق الورشة فهو ما يجعلنا نتوجه نحو الإختيار الصائب و يحدث تفاعلا بين المخرج والممثل ” , وقدبرز ذلك خلال تفاعل الأطفال مع الممثلين أثناء العرض الشرفي للمسرحية، إذ سارع الأطفال لمعانقة الممثلين والتعبير عن فرحتهم بهذا العرض الذي بوسعه أن يساهم في إعادة حب روح المسرح لدى الطفل من جديد, حيث أشاد مدير الثقافة بالعرض ذاكرا بأنه ترك أثرا طيبا لدى نفوس الأطفال و استطاع المخرج إبراز التراث المحلي والموسيقي للمنطقة , كما دعى إلى عرضه على مستوى البلديات والقصور المجاورة للولاية .
المسرح في الجنوب إنجازات شبابية وكفاح
يشارك في المسرحية ثلة من الممثلين المسرحيين الذين تم إنتقائهم خلال ورشة تدريبية تعلم الفنانون من خلالها فنون العرائس والدمى والمارونات أو ما يسمى بمسرح الأشياء حيث يذكر الممثل والمخرج رقاني مبارك رئيس جمعية الأمل للثقافة والفنون بأن مشاركته في العمل قدمت له الكثير من ناحية التعامل مع الطفل و تعلم الماريونات وهو يلعب دور سيد القبيلة و أب لبطلة القصة الأميرة آية حيث جسد جوهر فكر الأب الصحراوي والبدوي الحريص على أبنائه وقدم فكرة مشاركة الأب في حماية أبنائه وهي واحدة من الخصال التي تفيد في بناء علاقة الطفل بالأب ,ذكر رقاني مبارك بأن جو العمل جعلهم كعائلة واحدة تتعلم كيفية محاكات الأدوار .
أفادت ميسوم منى بأن التجربة كانت رائعة وممتعة وقد سبق لها المشاركة مسبقا في مسرحية جفاف التي نالت جائزة أحسن أداء جماعي خلال الطبعة الأولى لفعاليات ليالي مسرح الصحراء الدولية , أما الممثلة الببوش صليحة الحائزة على جائزة أحسن أداء نسائي في الطبعة 11 للنخلة الذهبية فقد عبرت عن ثقتها بنجاح العمل رغم تحديات تقديمها لأول عمل موجه للأطفال من خلال دور ملكة النحل التي تميزة بالسلطة والحزم وحماية مملكة النحل و مبادئها
المتمثلة في الحزم والإلتزام بالعمل وقواعد النظافة كما قدمت الممثلة تشكراتها لزوجها بسودي بشير الذي شارك كمساعد مخرج بالمسرحية , مثنية على دعمه لها خلال مسيرتها الفنية في المسرح التي كانت بداية إنطلاقها من ولاية تمنراست.
تثمن الممثلة زناني فاطمة مشاركتها لأول مرة في عمل موجه للطفل بعدما شاركت في عدة أعمال مسرحية كتنيسم ,سفر و دموع الخريف معبرة عن إمتنانها لمخرج العمل الذي ساعدهم في التكامل مع بعضهم , ومن جهة أخرى برز دور الفنان مغفور عبد الجليل في شخصية البهلوان الذي قدم صورة مضحكة و تهريجية التي تناقضت مع شخصية العقرب الشريرة لمسعود ليندة التي تؤدي شخصية حشرة مفترسة تسعى لتناول الحشرات وتهديد الأميرة آية، و تضيف مسعود ليندا بأن شخصيتها شريرة حقا لكنها مهمة في هذا العمل للتبرز فيه تناقضات الخير والشر، و بقالب كوميدي تشاركت مشاهدها مع شخصية البهلوان الذي مثل صورة المواجهة بين مكر العقرب و براءة البهلوان , و يشير مغفور عبد الجليل بأن الحظ كان له النصيب الكبير في مشاركته في هذا العمل الذي إعتبره مناسب للأطفال بشكل إحترافي كما أنه قد شارك مسبقا في أعمال التهريج و ألعاب الخفة لتكون له علاقة خاصة في مسرح الطفل .
تتجه ولاية أدرار في بناء طريق فني خاص بالفن الرابع بشكل أكثر أكاديمي، إلى جانب احتضانها فعاليات وطنية دولية جعلته يلقى الاشادة من تنبئ بمستقبل ناجح لمسرح الجنوب.