الجزائر تحقق اكتفاءً ذاتيًا وتوفر 1.2 مليار دولار بفضل الإنتاج الوفير للقمح الصلب
شهدت الجزائر موسم حصاد ودرس مميز لعام 2024، حيث أشار وزير الفلاحة والتنمية الريفية في عرض حال قدمه خلال اجتماع مجلس الوزراء، برئاسة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى تحقيق البلاد وفورات بلغت 1.2 مليار دولار بفضل الإنتاج الوفير من القمح الصلب. هذا الإنجاز وضع الجزائر على أعتاب الاكتفاء الذاتي التام.
وأكد بيان مجلس الوزراء أن الرئيس تبون أمر بتحديد هدف استراتيجي لتوسيع المساحات المزروعة في الجنوب الكبير إلى 500 ألف هكتار هذا التوسع يشمل استثمارات دولية، مثل استثمار قطر في 117 ألف هكتار، وإيطاليا في 36 ألف هكتار، بالإضافة إلى استثمارات وطنية تغطي 120 ألف هكتار.
وأوضح الرئيس تبون أن الاكتفاء الذاتي التام أصبح قريبًا من التحقيق، معتمداً على إنتاج 80% من احتياجات البلاد من القمح الصلب. وأشار إلى أن القمح الصلب يمثل تقليدًا في الإنتاج والاستهلاك الجزائري، خاصة وأنه منتج نادر في السوق العالمية مقارنة بالقمح اللين.
إلى جانب ذلك، أمر الرئيس بزيادة إنتاج حب الذرة ومنع حصاد هذا المحصول في مرحلة النضج غير التام كأعلاف خضراء. كما وجه وزير الفلاحة بضرورة إشراك الفلاحين في برامج التوعية والتحسيس لتحسين مردودية الهكتار، مشيرًا إلى أنه يجب ألا يقل إنتاج الهكتار الواحد في الجنوب عن 55 قنطارًا، نظرًا للإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها هذه المناطق، بما في ذلك توفر الماء والكهرباء.
تعاون جزائري مع إيطاليا للتنمية في تيميمون و إفريقيا بقيمة 6 مليارات دولار
وخلال أشغال “القمة الإيطالية الإفريقية” في روما التي عقدت خلال شهرجوان الحالي ، صرحت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بأن خطة التنمية التي تعتزم إيطاليا إطلاقها في إفريقيا، والمعروفة بـ “خطة ماتي“، ستبلغ قيمتها الأولية أكثر من 5.5 مليار يورو (5.95 مليار دولار)، بما في ذلك الضمانات العامة لمشروعات الاستثمار.
وأكدت ميلوني أن الهدف من القمة هو تقديم رؤية إيطاليا لتنمية إفريقيا، مشددة على أن “خطة ماتي” تهدف إلى نهج جديد متساوي للنمو معًا. وأضافت أن المزايا التي ستجنيها إيطاليا من تطوير “خطة ماتي” عديدة، مؤكدة أن ما يحدث في إفريقيا يمس إيطاليا بشكل مباشر، من الهجرة إلى الأمن وسلاسل التوريد.
وفي بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي (قصر كيجي)، تم الكشف عن لقاء بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون على هامش قمة مجموعة الدول السبع. وأشار البيان إلى إحراز تقدم في المحادثات المتعلقة بمشاريع “خطة ماتي” الموجهة إلى إفريقيا في قطاعي الزراعة والتكوين المهني، بالإضافة إلى الالتزام بالجهود المشتركة لعملية روما بشأن الهجرة والتنمية.
أوضح البيان أن المشروع يشمل الزراعة المستدامة من خلال مجموعة الصناعات الزراعية الإيطالية “بونيفيكي فيراريزي”، حيث سيتم الحصول على امتياز استراتيجي بحوالي 36 ألف هكتار ليتم تطويرها مع أنشطة زراعية وصناعية بالتعاون مع شركاء جزائريين. ووصفت الحكومة الإيطالية هذا المشروع بأنه “أكبر استثمار في الزراعة المستدامة الذي قامت به إيطاليا حتى الآن في الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط”.
كما أكدت مصادر مطلعة أن الطرف الإيطالي سيحصل على مساحات تقدر بـ 36 ألف هكتار لإقامة مشروع ضخم ومتكامل لإنتاج القمح والبذور ومشاريع أخرى للصناعات الغذائية التحويلية بتيميمون يمثل هذا المشروع انضمام الجزائر رسميًا إلى “خطة ماتي” الإيطالية الموجهة للقارة الإفريقية في الشق الزراعي، بعد القطاعات الأخرى مثل الطاقة والتعليم العالي والبحث العلمي، وقريبًا قطاع الصحة.
وأعلنت حكومة روما عن مشروع لمتابعة المحاصيل الزراعية، وخاصة الحبوب، عبر الأقمار الصناعية، بدءًا من الحرث والبذر وصولًا إلى عمليات الجني، مما يعزز التعاون التكنولوجي بين إيطاليا والجزائر ويدعم التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة.
بفضل هذه الخطوات، تسير الجزائر بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب وتعزيز الأمن الغذائي، مما يساهم في تخفيف العبء المالي على خزينة الدولة وتعزيز الاقتصاد الوطني.
تعميق دراسة مشروع ربط شبكات الكهرباء بين شمال وجنوب الجزائر لتعزيز الاستقرار الطاقوي
وقد أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون بتعميق دراسة مشروع ربط شبكات الكهرباء بين شمال وجنوب البلاد، وذلك وفق بيان صدر عن المجلس إذ وأوضح البيان أن هذا المشروع يتطلب دراسة إمكانية تعزيز الشبكة الكهربائية في مناطق بشار، أدرار، ورقلة، وعين صالح، بشكل مؤقت حتى يتم ربطها بالشبكة الوطنية في الشمال. تأتي هذه الخطوة استجابةً للاحتياجات المتزايدة للكهرباء في المناطق الجنوبية، خاصة خلال فصل الصيف، ومع توسع النشاطات الاقتصادية في الجنوب الكبير.
وفي هذا السياق، وجه الرئيس تبون وزير الطاقة باعتماد تقنية مد خطوط الكهرباء في باطن الأرض بدلاً من الأعمدة التقليدية، خصوصًا داخل المدن. يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز الأمان من التأثيرات الطبيعية وتفادي الخسائر.
كما أمر الرئيس بتضمين مشروع ربط الشبكات الكهربائية مخططًا لتموين خطوط السكك الحديدية بالكهرباء، المزمع إنشاؤها عبر مختلف المشاريع في الجنوب الكبير، بما في ذلك الاستثمارات الفلاحية.
الرئيس تبون يأمر بتذليل العقبات الإدارية لدعم توظيف الشباب ويوافق على مشاريع تنموية جديدة
حماية ذوي الاحتياجات الخاصة وعصرنة الدفع الإلكتروني
تمت الموافقة خلال الاجتماع على مشروع قانون يتعلق بحماية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وترقيتهم. كما تم تقديم عرض مرحلي حول تقدم عملية الرقمنة، وعرض مشترك حول التدابير المتخذة لعصرنة أنظمة الدفع الإلكتروني وبالهاتف النقال، مما يعكس التزام الحكومة بتحديث البنية التحتية الرقمية وتعزيز الشمول المالي.
توظيف الشباب في الهياكل الرياضية
أكد الرئيس تبون على ضرورة إزالة العقبات الإدارية التي تعوق توظيف الشباب في الهياكل والمرافق التابعة لقطاعي الشباب والرياضة في الولايات الجنوبية، مشددًا على أن يتم ذلك وفق الإمكانيات والاعتمادات المتاحة. يهدف هذا التوجيه إلى تمكين الشباب من الحصول على فرص عمل والمساهمة في تنمية هذه المناطق.
ربط السدود الكبرى وطنياً
وجه السيد الرئيس الحكومة بمباشرة عمليات ربط السدود الكبرى على مستوى الوطن وفق خطة زمنية مضبوطة. تأتي هذه الخطوة لتعزيز استدامة الموارد المائية وضمان تزويد مختلف المناطق بالمياه بشكل منتظم.
متابعة انشغالات المواطنين
جدد الرئيس تبون توجيهاته لأعضاء الحكومة بضرورة متابعة انشغالات المواطنين بشكل صارم والتواصل الدائم معهم. وشدد على أهمية إعلام المواطنين مسبقًا عبر الإذاعات المحلية حول أي صيانة أو تذبذب تقني يتعلق بتزويدهم بالطاقات المختلفة، لضمان شفافية الخدمات واستمراريتها.
مركز استشفائي جامعي بتيزي وزو
وافق مجلس الوزراء على إبرام صفقة بالتراضي بين مجمع كوسيدار ووزارة السكن، ممثلة بمديرية التجهيزات لولاية تيزي وزو، لبناء مركز استشفائي جامعي بسعة 500 سرير. من المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تحسين الخدمات الصحية لسكان ولاية تيزي وزو، وتوفير رعاية طبية متقدمة.
كتبه: رافعي محمد محي الدين