الجزائر و فيروس كورونا…التدارك

إتصالات الجزائر تصنع الرداءة بامتياز مع سبق الإصرار والترصد، ولكأنها تنافس دولة أخرى في البطء وشُحّ التدفق، أو أنّ الأمر ليس من قبيل الصدفة_والله أعلم_، فلا داع للدراسة عن بُعد، لأنها ستصبح بُعداً عن الدراسة مع الوقت بهكذا انترنت، علما أننا لم نصل بعد لتك المرحلة من الوعي والمسئولية لنحقق أمرا متاحا عند جل الدول النفطية لو صح التعبير، فجائحة كرونا لو استمرت _لاقدر الله_ بهذا المنحنى المتصاعد، فمن المستحيلات السبع العودة لمقاعد الدراسة في هذا الموسم الذي شارف على الإنتهاء.

Ads

  ولو أن التعليم عندنا مازال يسابق التاريخ والجغرافيا للوصول إلى الجودة، والإضافة النوعية للمجتمع والمحيط، فالجزائر فيها مايربو عن خمسين جامعة، هذا إضافة إلى المعاهد والمدارس العليا الكثيرة، غير أن بصمة ما يسمى التعليم العالي تبقى ضئيلة في ظل الأزمات، فإن لم تتولى الجامعة قيادة الأمة في عز أزماتها فمتى ستقودها إذن؟، هذا مع اجتهادات بعض المخابر الجامعية التي تحاول الوصول إلى لقاح أوجهاز للتشخيص المبكر عن الفيروس أو بعض المعقمات، بيد أنها تبقى نزرا يسيرا، إذا ما قارناها بعدد الجامعات والمخابر التي تصرف عليها الملايين كل عام، لكنها اختفت عندما احتاجها الوطن، ورئيس الجمهورية تبون أدرك ما أصاب جامعاتنا من الوهن، فكان دائما ما يؤكد على ضرورة إعادة الجامعة إلى الريادة، وإشراكها كرقم صعب في معادلة  التنمية واقتصاد المعرفة.

Ads

وجائحة كرورنا كانت القطرة التي أفاضت الكأس، فالعلم الذي أنتج الوباء، هو العلم نفسه الذي سيقضي عليه، ولايَفُل الحديد إلا الحديد، إن مشكلة الجزائر أنها جعلت من الجامعات مقاعد للتلقين وتسليم الشهادات التي تحمل أصحابها وقليل من يحملها، ناهيك عن جموع الملتقيات العلمية والفكرية التي تنتهي بتوصيات تبقى حبيسة الأدراج إلى أجل غير  مسمى، مما تولد عنه روتين مكرور المشاهد، ينفر منه الطلبة والمهتمون، إضافة إلى نظام LMD الذين طُبّق ارتجالا وتسرعا، ليتمخض عنه القطيعة مع المجتمع والعالم الخارجي، والتحديات التي يخوض فيها الوطن تباعا، فبعد تخلف الجامعة عن الركب تصنيفا وجودة، وجد الرعاع والرويبضة الكراسي شاغرة فملؤها، فالطبيعة لاتقبل الفراغ، قد لا ننكر أن النظام الفاسد المنتهي كانت له يد طولى لما آلت إليه حال جامعاتنا من الركود، غير أنه ليس شماعة نعلق عليها إخفاقنا الصارخ كل حين،  والقرار السياسي الجديد الذي قد يتيح الفرصة للجامعة ويوفر لها كل العوامل اللجستيكية والضرورية لتحمل المسؤولية وصناعة القرار، فهل ستكون في الموعد يا ترى ؟،  كحال جامعات الدول الكبرى التي حملت على عاتقها تكوين قاعدة بحث علمي ذكي، يواكب المستجدات ويقدم البديل الناجع إذا هبت النكباء، ويسابق الزمن في المخابر للوصول إلى ترياق للفيروس المستجد، علما أن حاملي الدكتوراه عندهم قليل جدا، مقارنة بدكاترة العالم العربي الكُثُر المحجورين في منازلهم اليوم.

وربما حين قال وزير التعليم العالي عندنا بعفويته أن مستوى جامعاتنا صفر، علما أنه أستاذ جامعي، وقد تدارك الأمر بعدها في بيان رسمي، كان يلمح لشيء ما، أو أنه كان ينتظر ردة فعل في الميدان طال انتظارها… يتبع

كتبه: مبروكي محمد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.