المصورون الهواة قصة تحد وسعي نحو إيصال قصص المجتمع وعاداته وتقاليده
يعمل المصورون الهواة على نقل صورة للمجتمع عبر عدسات كاميراتهم بين السعي للاحترافية ومواجهة التحديات التي تعيق نقل قصتهم للعالم , تنقلنا نحو معرض الصورة الفوتوغرافية بأدرار لنتعرف على بعض من المصورين الهواة وقصصهم التي نقلتها تلك الكاميرات , حضر المعرض مصورون محليون وآخرون من أرجاء الوطن بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 من ديسمبر 1960, حيث مثل المعرض صورا تعبر عن العادات والتقاليد بالجزائر وتنوعها الفلكلوري و الفنتازي وحسبما ذكر لنا المصور أبا علال وهو رئيس فرع للمرصد الجزائري للمصورين حيث يهدف المرصد على رفع المستوى الثقافي للمصورين وتحقيق التعارف بين الهواة و المحترفين محليا ودوليا وإقامة معارض لمساعدة المصورين لتبادل الخبرات بينهم ومواجهة التحديات التي تمس بهم , إذ تعبر الصور التي ينقلها الهواة عن القصص الإنسانية من خلال توضيح الملامح الشخصية للموضوع الإنساني وهو يقدم رمزية عن المشاعر و رمزية عن العادات والتقاليد المختلفة .
“عدستي إنعكاس لثقافتي وتقاليد منطقتي ” هكذا وصفت لنا المصورة بن حمادي هاجر عما تمثل هواية التصوير بالنسبة لها ,وهي مصورة هاوية قدمت من ولاية عين صالح تسعى لتمثيل ثقافة عين صالح و الملابس التقليدية التي تتميز بها النساء والرجال فتقول وهي تقدم لنا تعريف عن صورتها التي تعبر عن ملابس النساء والغطاء الفضي والخلال الذي يوضع في الرأس المسمى محليا “ لحرام”و الخواتم التي يتم جلبها من مالي والنيجر هو ما يعبر عن التبادل التجاري بين الأفارقة والجنوب , بينما تعبر صورتها الثانية التي تمثل رجلا وهو يرتدي الشاش المسمى محليا “”بالتنقيبة “يمثل أصالة عين صالح و حسب ما وضحت المصورة فأن هذه الصورة تبرز الفارق بين طريقة لفة الشاش بين الرجل في عين صالح والذي اختارت أن يكون رجلا كبيرا في العمر يرتديها على طريقتها الأصلية ويوضح الاختلاف بينه وبين الطوارق والولايات المجاورة التي تضع شاشا طويل اللفة , تقول بن حمادي هاجر أن هذه الموهبة تحتاج للتحدي و الإبداع لتخرج مواهبك و الإصرار الدائم عليها ثم قدمت نصيحتها للشباب المصورين الهواة بأن لا يتخوفوا من الفشل وأن لا يضعوا إرتفاع أسعار المعدات ضمن اهتماماتهم فبوسعهم الإكتفاء فقط بالهاتف حتى ينتهي عملهم .
تسعى الجزائر في السنوات الأخيرة على تركيز عملها لدعم القطاع الثقافي والسياحي وهو ما يحتاج لدعم كبير ,بينما قدمت صورة أحد المشاركين من بلدية أولف قصة جذبت الإهتمام عن مجاهد يدعى الحاج أعموري حسب ماروى لنا ملتقط الصورة المدعو داوود بوشنة بأن موضوعه يتناول قصة رجل من أولف كان يعمل مع أخيه في مؤسسة فرنسية للتنقيب عن البترول إبان الحرب التحريرية حيث فقد إحدى أصابعه بسبب حادث اصابه من احدى المضخات ,بينما تعبر صورته الثانية الأطفال الذين يتعلمون القرآن على الألواح بما يمثل جزءا من الموروث الصحراوي لتعلم القرآن , تعبرالصورالتي يلتقطها الهواة بعفوية عن لحظات تحتاج لتوثيقها و التعبير عن مشاهد ثقافية كالصورة التي إلتقطها المصور محارزي الطيب من زاوية كنته الذي يمثل صورة الرقصة التارقية المسماة بالسبيبة إلتقطها في إحدى المهرجانات ,وهو مصور هاوي دخل المجال في عام 2010 حيث ذكر لنا أن التصوير يدعوك لإكتشاف الجديد كل مرة ومواجهة التحديات , يسعى المصورون الهواة لتوصيل الأفكار الإنسانية ويسعون لتوثيق لحظات عفوية تقع أمامهم لكنهم يقعون دوما أمام العوائق الاجتماعية والقانونية التي تعيقهم عن إلتقاط تلك اللحظات فقد ذكر أحد المصورين السيد أحمد مناصرية من الجزائر العاصمة أن المجتمع لايتقبل إلتقاط الصور للأشخاص أحيانا بسبب القواعد السائدة في المجتمع و خصوصيته ,لكن على المصور أن يراعي دوما هذه القواعد وطريقة تعامله مع الشخص الذي يريدإلتقاط صورة له بتجهيزه نفسيا و التحدث معه بلباقة , كما يجب على المصور إحترام الاملاك الخاصة و الممنوعة ,
بحديثنا مع عدد من المصورين تحدث الكثير منهم على العراقيل التي تواجه المصورين الهواة بسبب عدم تمكنهم من شراء المعدات أو عدم توفرها بالأساس مما يكون مانعا على إكسابهم الاحترافية في العمل الفوتوغرافي .
تتنوع المواضيع المتناولة لدى المصورين حيث يهتم الكثيرين باستغلال التنوع الجغرافي بالجزائر للتعبير عن الجمال الكامن في الجبال والشواطئ والصحراء ,إذ تمثل ولاية أدرار موضوعا مميزا يمكن المصورين من التعريف بالطبيعة العذراء كما وصفها احد المصورين الهواة المدعو خويلدات نبيل بمشاركته في العديد من المعارض الوطنية والدولية أتاحت له الفرصة لتبادل الخبرات مع المصورين و دعى لضرورة هيكلة الأوضاع وتنظيمها بتوفير هيئات وجمعيات تهتم بالتصوير فيما ذكر المصور الهاوي محمد جمعات من تمنراست أن هدفه من التصوير هو الحفاظ على الذكرى التي يعيشها و قد اكتسب ذلك من خلال احتكاكه مع المحترفين والمصورين من مختلف المناطق حيث بذل مجهوده للتعلم في الدورات وورشات التصوير ويسعى لتأسيس ناد مهتم بالتصوير بمنطقة بإسم نادي الاهقار الفوتوغرافي للمساهمة في تكوين المصورين .
التصوير في الطبيعة لايكون ملتزما بالحدود الجغرافية حيث أوضحت ذلك المصورة الهاوي حسناء سعيدي بتصويرها لكنيسة سانتا كروز بوهران وهي كنيسة اسبانية بنية في القرن السادس عشر ذكرت المصورة بأن الهواية تحتاج للمثابرة دون الأخذ بالعوائق حيث كانت بدايتها في هذا المجال بإستخدام الهاتف فقط ثم انتقلت نحو استخدام الكاميرا الفوتوغرافية
تبقى اهمية أخذ الصور الفوتوغرافية في الطبيعة بحاجة إلى توفر وسائل النقل لى المصور وضرورة توفر الإضاءة المناسبة في مواقع التصوير .
كتبه :رافعي محمد محي الدين