الملتقى الوطني الأول حول زوايا العلم والتصوف برقان
في إطار تعزيز دور الزوايا الدينية والتصوف في تنمية الفرد والمجتمع، نظمت المدرسة الداخلية القرآنية للشيخ مولاي عبد الله الرقاني -رحمه الله- بالتعاون مع جامعة أحمد درايعية الملتقى الوطني الأول تحت عنوان “زوايا العلم والتصوف ودورها في تنمية الفرد والمجتمع”.
افتتح الملتقى برعاية وزير الشؤون الدينية والأوقاف وبإشراف والي ولاية أدرار وبحضور شخصيات حكومية ودينية بارزة من بينهم مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الدينية والزوايا والمدارس القرآنية.
تضمنت فعاليات الملتقى جلسات علمية وورش عمل تناولت أدوار الزوايا في حفظ الهوية الوطنية وتنمية المجتمع المحلي والوطني. كما تم التطرق إلى أهمية التصوف في تعزيز اللحمة الوطنية والمساهمة في التنمية الاجتماعية.
تميز الملتقى بمشاركة واسعة من الشخصيات الدينية والأكاديمية والسياسية، وأسهم في إبراز دور الزوايا والمدارس القرآنية في المجتمع الجزائري وتعزيز قيم التسامح والوسطية فأكثر من 50 ورقة بحثية علمية تم تقديمها، بالإضافة إلى مشاركات من أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن، تناولت موضوعات تاريخية وثقافية ودينية متعلقة بدور الزوايا والتصوف في الجزائر ودول الجوار.
ويعد هذا الملتقى خطوة مهمة نحو تسليط الضوء على دور الزوايا الدينية والتصوف في المجتمع الجزائري ودورها الحيوي في تعزيز التعايش والاستقرار الاجتماعي.
ويهدف الملتقى الوطني الأول الذي نظمته المدرسة الداخلية القرآنية للشيخ مولاي عبد الله الرقاني إلى إبراز دور الزوايا كحصون تحافظ على الهوية الوطنية وتعززها ثقافيًا وعلميًا. يسعى الملتقى أيضًا إلى تسليط الضوء على أهمية الزوايا في التنمية المحلية والوطنية والدولية، بالإضافة إلى دورها الاجتماعي الإصلاحي وتعزيز اللحمة الوطنية.
خلال افتتاح الملتقى، ألقى مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الدينية والزوايا والمدارس القرآنية، السيد محمد حسوني، كلمة نيابة عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أكد فيها على أهمية الزوايا كتراث روحي وديني وثقافي عميق يحتفى به منذ القرن الحادي عشر. كما أشار إلى دور الزوايا في تأطير الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية في المجتمع الجزائري، وكذلك في دفاع أبنائه عن الوحدة الوطنية والقيم الإسلامية والعروبة.
من جانبه، أكد رئيس ديوان الشؤون الدينية والأوقاف أن ولاية أدرار تحتل المرتبة الأولى في تحفيظ القرآن الكريم، وأشاد بدور الأئمة الذين يتخرجون من الزوايا في نشر الاعتدال والوسطية. وأشار إلى أن الزوايا الجزائرية تستقطب الطلاب من دول الجوار لتعلم وحفظ القرآن الكريم، وذلك لما تمثله من رمزية وتقدير للدور الإسلامي.
من جهة أخرى، أشاد والي ولاية أدرار بترسيم الملتقى كتقدير لجهود الشيخ مولاي عبد الله الرقاني في خدمة الإسلام، مؤكدًا أن الزوايا تلعب دورًا هامًا في تأطير الحياة الاجتماعية والدينية والثقافية، وتعتبر حصنًا ضد العواصف التي تهدد وحدة البلاد.
فيما يتعلق بدور الزوايا في التعليم والتربية، فقد أكد شيخ المدرسة القرآنية مولاي عبد الله الرقاني على أن الزاوية تمثل العز والتمكين ومكانًا للعبادة، وتلعب دورًا محوريًا في تعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية وتقديم خدمات اجتماعية للمجتمع.
وبهذه الطريقة، يتناول الملتقى الوطني الأول أدوار الزوايا على المستوى المحلي والوطني والدولي، ويسلط الضوء على أهميتها الثقافية والدينية والاجتماعية في بناء الهوية الوطنية وتعزيز اللحمة الاجتماعية، ويستعرض أيضًا تحديات الحاضر وأفاق المستقبل لهذه الزوايا التاريخية ودورها المستقبلي في المجتمعات.
الزوايا في الجزائر: دعامات الترسيخ الديني والثقافي
.تُعتبر الزوايا والمدارس القرآنية من العناصر الحضارية والثقافية الأساسية في الجزائر، حيث تلعب دورًا بارزًا في تعزيز الهوية الوطنية ونشر القيم الدينية السمحاء كما يُعتبر الملتقى الذي نُظم في زاوية الشيخ مولاي عبد الله الرقاني بولاية أدرار مناسبة لاستعراض دور هذه المؤسسات في تحقيق التنمية الشاملة للفرد والمجتمع. إذ تم تفعيل الملتقى الذي شهد مشاركة واسعة من الجهات الدينية والأكاديمية كما تعد المدارس القرآنية من الدعامات أساسية في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الروحانية والثقافة الإسلامية في المجتمع الجزائري و تقوم هذه المؤسسات بتعليم ونشر العلوم الدينية والقيم الإسلامية السمحاء، و المساهمة في تنمية الفرد وتحقيق التقدم الاجتماعي كما تُعتبر الزوايا والتصوف محركًا أساسيًا للحياة الدينية والثقافية في الجزائر، حيث تلعب دورًا هامًا في تأطير الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية للمجتمع
و حظي المشاركون بجولة في مكتبة مخطوطات العائلة الرقانية برقان، التي تحوي مخطوطات ذات قيمة علمية وثقافية واجتماعية، مما يبرز دور الزوايا في المحافظة على التراث الديني والثقافي للمنطقة وتعزيز الروابط الروحية بين الطريقة الرقانية وموريديها في دول الحوار.
تجسد هذه الفعالية العلمية التزام الحكومة الجزائرية بدعم وتقدير دور الزوايا والمدارس القرآنية في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الإسلامية والوسطية، وتسليط الضوء على أهمية تلك المؤسسات في بناء وتعزيز الهوية الوطنية.