تحرير 150 أسيرا فلسطينيا مقابل 69 أسيرا لدى حماس وتمديد للهدنة ليومين إضافيين
خسائر على الجانب الاسرائيلي بينما تتجه الأنظار نحو تأثير مواقع التواصل الإجتماعي في تقليل الكراهية تجاه الإسلام و تحرير 150 من الأسرى الفلسطينيين على مدى أربعة أيام من الهدنة بين حماس وإسرائيل مقابل تسليم69 من الأسرى لدى حماس ومساع لتمديد الهدنة بوساطة قطرية .
بعد أكثر من 53يوما من الحرب على غزة أعلن الإحتلال قبوله بتمديد الهدنة مع حماس ليومين إضافيين هذا الثلاثاء في خامس يوم للهدنة والذي دخل حيز التنفيذ منذ الجمعة الماضية بوساطة قطرية إذ تم الإفراج عن 50 أسيرا على مدى أربعة أيام الأولى من الهدنة حسبما صرح به المتحدث بإسم الخارجية القطرية ماجد الانصاري في بيان صحفي ، فيما تم الإفراج بالمقابل عن150 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية معظمهم من سجن عوفر ببلدية البيرة و سجن المسكوبية ، ويحصى بأن عدد السجناء الفلسطينيين يبلغ 7500 أسير حسب آخر إحصاء لشهر نوفمبر الجاري من بينهم 72 امرأة و250 طفلا ,
هذا و قد صرح القيادي في حماس سابقا أسامة حمدان “أن إجبار الاحتلال على الإفراج عن 150 أسيرا من بينهم النساء و الأطفال و الأسرى هو ثمرة لبطولة القسام …”و في هذا الصدد صرح الخبير العسكري فايز الدويري لقناة الجزيرة أن حركة المقاومة الإسلامية حماس نجحت في إلزام الإحتلال الإسرائيلي بتعهداته المبرمة في اتفاق الهدنة الذي بدأ سريانه منذ بداية الإتفاق فيما دعت حماس لتمديد الهدنة ووقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى .
ومن جهتها عمد الإحتلال على منع كل مظاهر الفرح و البهجة لدى عائلات الأسرى الفلسطينيين ، الذين صرح العديد منهم عن المعاناة القاسية داخل السجون الاسرائيلية من أبرزهم الأسيرة إسراء جعابيص 38 عاما و التي تعرضت لحروق بسبب إنفجار أسطوانة للغاز بسيارتها على بعد خمسين مترا من حاجز اسرائيلي ليتم إحتجازها بتهمة محاولة قتل شرطي فيما كان قد أفاد ذويها بأن تفجير سيارتها نجم عن نيران أطلقتها قوات الإحتلال على سيارتها ، ليتم سجنها على مدى 11 عاما في حالة إنسانية يرثى لها إذ تم حرمانها من المتابعة الصحية و منع أولادها وعائلتها من زيارتها .ومن جهتها منعت إسرائيل الرهائن من إبداء أي تصريحات للإعلام , رغم كشف بعد العائلات التايلاندية بأن أبنائهم قد رجعوا بصحة جيدةولم يمسسهم سوء خلال الإعتقال .
فيما روى الطفل نزار الذي تم تحريره من السجون الإسرائيلية عن التعذيب الذي يطال السجناء من ضرب مبرح للأطفال و الكبار , حيث تعرض الطفل نزار لكسر في يديه , كما عبر عن سوء العناية الصحية وحرمان الأسرى من أدنى المعاملات الإنسانية , وقد تم إعتقال الطفل المدعو محمد نزال داخل السجون الاسرائيلية منذ 3 أشهر بعدما صدر بحقه حكم بالسجن الإداري لمدة 6 أشهر
و تبلغ حصيلة الشهداء بغزة بعد اتفاق الهدنة إلى ما يفوق 14 ألف قتيل بينهم 6150طفلا و4 آلاف إمرأة ، بينما يرتفع عدد المصابين لما يفوق 36 الفا و يبلغ عدد المفقودين 7 آلاف شخص حسب تصريحات لحماس .
إسرائيل تتكبد خسائر عسكرية وإقتصادية مع بداية الحرب
وقد صرح رئيس الأركان الإسرائيلي للجيش بأن الجيش قد تكبد إصابة ألف ضابط و جندي منذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر منذ بداية الحرب حيث أعلنت كتائب القسام عن تدمير 335 آلية عسكرية حسب آخر إحصائيات لليوم 48 من تصاعد أحداث الحرب على غزة ، إذ صرح الناطق بإسم كتائب القسام المدعو بأبو عبيدة “ بأن العدو يخفي خسائره الحقيقية التي نعرفها و نشاهدها …” في تأكيد منه على أن الكيان الصهيوني يعمل على تزوير الحقائق و الأرقام فيما يخص خسائره في الحرب والتي بلغت تقديراتها الأولية 51 مليار دولار في حين كشفت التقارير الإقتصادية بأن الكيان يتكبد خسارة 260 مليون دولار يوميا
كما أشارت التقديرات الإقتصادية على أن الكيان الصهيوني قد تكبد خسائر مابين 51 الى 60 مليار دولار بما يماثل 10% من الناتج المحلي للكيان ، فمنذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر كانت قد عرفت دولة الكيان فقدان 360 الف جندي ، فيما أعلنت وزارة الاقتصاد عن فقدانها لأكثر من 10 بالمئة من موظفي قطاعات التكنولوجيا الذين تم توجيههم للتجنيد الإحتياطي حيث أعلنت بعض الشركات عن فقدانها لأكثر من 30% من الفئة العاملة مع تصاعد أحداث الحرب ، حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست بأن تكاليف جنود الاحتياط بلغت 1.3 مليار دولار ، مما كلف دولة الكيان الصهيوني تكبد خسارة 1.2 مليار دولار أسبوعيا على خلفية تعطل جهات العمل بالقطاعات الإنتاجية و الصناعية .
وقد تقدم أكثر من 70 ألف مواطنا من الكيان المحتل خلال الشهر الماضي لتسجيلهم كعاطلين عن العمل ، مما تسبب بخسائر أسبوعية تصل لحد 600 مليون دولار بسبب نقص العمالة ، وقد حذرت مؤشرات standard &poor’s من إنكماش مؤشرات الإقتصاد إلى 5 بالمئة بالربع الأخير من 2023 فيما توقعت JPMorgan CHase and Coإنكماش بمعدل 11بالمئة على أساس سنوي بنهاية الربع الأخير لعام 2023 ، وقد رجحت هذه الخسائر الإقتصادية الفادحة عن تراجع الكيان عن حربه ووقف إطلاق النار خصوصا بتزامن تصاعد الأحداث مع نهاية الربع الأخير من العام إذ شهد شهر أكتوبر الفارط إنخفاض سعر صرف الشيكل لأدنى مستوياته منذ 2012 إلى 4.08 ، وعلى الجانب الزراعي فقد صرح رئيس إتحاد المزارعين لدولة الاحتلال بأن الخسائر بغلاف غزة تلكف الكيان خسارة 75 بالمئة من الخضروات و 20 من الفاكهة و 6.5بالمئة من الحليب و الألبان ، حيث يعرف غلاف غزة بإسم “رقعة الخضار الإسرائيلية ” وهي من أكبر الأراضي الخصبة مساحة التي تعتمد عليها دولة الإحتلال في امداداتها الغذائية .
القرآن الكريم يجذب أنظار صناع المحتوى نحو طريق الإسلام
جذبت صور و فيديوهات أحداث الحرب الإسرائيلية على غزة أنظار الشباب عبر مواقع السوشيال ميديا رغم التضيقات التي عرفتها هذه الأخيرة بخصوص تعليقها للمحتوى الخاص بفلسطين المحتلة حيث برزت صانعة المحتوى الأمريكية ميغان رايس على منصة ” التيك توك “ بعدما أشهرت إسلامها للعلن ، حيث كانت تنشر محتوى يحاكي المأساة التي يعانيها الأطفال و الآباء في غزة بعد الأسبوع الاول من تصاعد الأحداث ، إذ عبرت عن إستيائها مما يحدث في فيديو نشرته وهي تعبر بكل حزن ” لن أنسى صورة ذلك الطفل الذي فر هاربا من البناية التي تعرضت للقصف وهو يحمل قطته “ ، كما دفعتها مشاهد شجاعة و صبر الفلسطينيين لتأمل في القرآن الكريم و تأمل الإسلام من خلال تنظيم قراءات للقرآن و التعرف على مبادئه ، إذ اجتذبها حرص القرآن على إعطاء الحق للمرأة في الطلاق و الزواج مجددا ، كما أسست ناديا لقراءة القرآن رغم تلقيها للعديد من الإنتقادات من مساندي الكيان الصهيوني ، لكن فكرتها توسعت لتصبح عبارة عن تجربة رائجة خاضها العديد من رواد السوشيال ميديا وهم ينشرون مقاطع عن تجاربهم مع سور القرآن الكريم .
وقد إنضمت شابة اخرى لحملة قراءة القرآن وهي صانعة المحتوى المدعوة أليس في سعي منها لمعرفة سر تماسك الاطفال و الأسر الفلسطينية بالإسلام و معتقداتهم حيث ذكرت بأنها لو كانت تعيش مأساتهم لكانت قد شككت في الكثير من الأشياء و أهمها وجود الإله ، فقد عبرت عن استيائها من معاملة المسلمين بشكل خاطئ دوما رغم معرفتها إرتباطها بالعديد من الأصدقاء المسلمين الذين عرف عنهم الطيبة و الصبر و الإخلاص لدينهم
، فيما شاركت شابة في مبادرة ميغان لقراءة القرآن تدعى ” جاك جاك وايلدز “ لتشهر إسلامها بعد أيام قليلة من ذلك عبر فيديوا لها وهي تنطق الشهادتين باللغة الإنجليزية ،حيث كشفت من خلال اطلاعها على القرآن الكريم بأنه دين متسامح و يحفظ حقوق النساء و يحافظ على الأسرة كما أبدت استغرابها لتناول القرآن لأسماء العديد من الشخصيات الشهيرة التي سمعت عنها في التوراة و الإنجيل كالنبي نوح وعيسى عليهم السلام للتشارك فيما بعد بمظاهرات نظمها اليهود بشيكاغو لإيقاف العدوان لمنظمة ” يهود من أجل السلام ” الذين رددوا عبارة “لاتفعلوا ذلك بإسمنا “في إشارة منهم على إنتهاكات دولة الكيان بإسم الشعب اليهودي ، كما وعدت “ جاك ويلدز ” بأنها ستردد الشهادتين في أحد المساجد قريبا باللغة العربية ,فيما صرح عدد من اليهود بأنهم يشعرون بالعار مما تفعله اسرائيل وإستخدامها مصطلح معاداة السامية في غير محله إذ أصبح عدد من اليهود يخشون التعريف بأنفسهم بأنهم يهود على خلفية الأحداث .
شارك في مظاهرة تضامنية مع غزة ليشهر إسلامه بعدها
أعلن شاب يدعى تشانس إسلامه بعدما شارك في مظاهرات تضامنية مع غزة حيث صرح بأنه قد جرب عدة ديانات مسبقا لكنه لم يكن مرتاحا لها ويشعر دوما بالضياع ، و بعد مشاركته في مظاهرة تضامنية مع غزة ، لينظم بمساعد صديق مسلم له يدعى اس جي إلى أحد المساجد ويعلن إسلامه .
وقد أصبح الإسلام ينال شعرت كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية الأحداث بغزة مما جعل القضية الفلسطينية ترجع لأدراج المجتمع الدولي عبر عدة هاشتاغات متداولة مثل #freepalstain
و الذي ينوه على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه بعدما نالت الرواية الاسرائيلية النصيب الأكبر لعقود وهي تغطي على الحقائق
شحن الكراهية و الإسلاموفوبيا السلاح الاسرائيلية الجديد تحت حماية درع معاداة السامية
مع تصاعد الصراع بغزة أصبح الكيان الصهيوني يهدد كل من يطعن فيه ويتهمه بمعاداة السامية في سعي منه على لتضليل الرأي العالمي ، من جهته عمل الكيان على تصعيد لهجته ضد المسلمين و شحن الكراهية ضد الإسلام حيث تنامت مظاهر الكراهية بعد تصريح الرئيس الأمريكي بايدين بأن حماس قد قتلت اليهود في السابع من أكتوبر ،حيث تسبب تصريحه في ارتكاب جرائم معادية للإسلام أبرزها مقتل طفل فلسطيني يبلغ ستة سنوات على يد رجل بالغ 71 امريكي بولاية إلينوي جنوب شيكاغو ،إذ أصيب الطفل ب26 طعنة فيما أصيبت والدته ب16 طعنة في ذات الوقت حيث كرر الجاني كلمات معدية للإسلام “ أنتم أيها المسلمون يجب أن تموتوا ” .
فيما تم إلقاء القبض على مسؤول سابق بإدارة أوباما يدعى ستيوارت سيلدووترز بعدما وجه كلمات معادية للإسلام لبائع أطعمة متجول من أصول عربية مسلمة بنيويورك اتهمه فيها بالإرهاب ،وعبر عن فرحته بقتل الأطفال الفلسطينيين ، وقد تمت إدانته بجرائم الكراهية و المضايقة و المطاردة في العمل مكتب الإدعاء العام بمنهاتن
ومن جهة أخرى ظهرت عدة فيديوهات على السوشيل ميديا يدعوا فيها الإسرائيليون للكراهية ضد الإسلام و تشجيع مقتل الأطفال وأمهاتهم مبررين قولهم بأن ما يحدث هو دفاع عن النفس بدعم من القنوات الإعلامية التي تؤيد جهرا إبادة سكان غزة .
تزييف الحقائق لصالح الرواية الاسرائيلية
يعمد الكيان الصهيوني على تزييف الحقائق و تبرير جرائمه من خلال إلقاء تهم مزعومة ومفبركة تتهم حماس و كتائب القسام ، و من أبرز التبريرات ترويجها لحقيقة أن المستشفيات بغزة قد أصبحت قواعد عسكرية خاصة بحماس زاعما على أن حماس تملك قاعدة داخل مستشفى الشفاء إذ أحاطت دبابات الجيش الإسرائيلي بمستشفى الشفاء وهددت بقمعه إن لم يتم إخلاءها في الوقت المناسب ، لتتمكن إسرائيل من التوغل بعدها لداخل غزة والإستيلاء على مستشفى الشفاء كاشفتا عن وجود أنفاق مزعومة و أسلحة وأجهزة إلكترونية تركها رجال المقاومة خلفهم عبر فيديوا نشره جيش الإحتلال ، لتليها فيما بعد تصريحات رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك الذي كشف بأن الأنفاق قد تم بنائها من طرف إسرائيل منذ عقود مما شكل إرتباكا لدى الرأي العام .
أصبح تزييف الحقائق من أهم الامور التي تعتمد عليها اسرائيل من أجل تضليل الرأي العام و الحصول على الدعم ، فيما يتم توجيه التهم لكل من يعارض أفكارها بتهم دعم الإرهاب و معادات السامية .
كتبه : رافعي محمد محي الدين