تزامنا مع إنطلاق موسم جني التمور بإقليم توات توقعات بتراجع في الإنتاج بسبب تفشي وباء البوفروة

يشهد إقليم توات بولاية أدرار حاليا موسم جني التمور وهو ما يعرف بالمصطلح المحلي بالفرين،وسط مخاوف وشكاوي الفلاحين من  إنخفاض نسبة منتوج التمور لهذا الموسم  مما يؤدي إلى تذبذب وارتفاع في أسعار التمور المحلية بمختلف أنواعها  على مستوى الأسواق الداخلية والخارجية منها، بعدما كان هذا الإقليم في الماضي القريب من أكبر مصدري التمور إلى دول الساحل الإفريقي.وإن حافظت المنطقة  على استقرار في الإنتاج ووفرته ، فإنها تواجه تحديات عدة، لا سيما ارتفاع التكاليف وانخفاض الأسعار، كما تعاني الواحات الممتدة على مستوى الولاية  في المدة الأخيرة من أوبئة طارئة تهدد المحاصيل لموسم 2023.

ويتمثل الإشكال الأساسي الذي يواجهه قطاع التمور حالياً  بالمنطقة في اجتياح جائحة “عنكبوت الغبار” أومايعرف ببوفروة في واحات النخيل ،و هو عبارة عن نسيج عنكبوتي من الخيوط الحريرية يحيط بالثمار وتلتصق به حبات الرمال التي تحملها الرياح مما يؤدي إلى تصلب الثمار وعدم بلوغها مرحلة النضج وتبدأ بالتساقط مبكرا وتسببت هذه الآفة بإلحاق الضرر بـما يزيد عن مليونين و500 مليون نخلة مثمرة عبر مختلف المحيطات والبساتين التقليدية والحديثة بالولاية.. ويرجع هذا الظهور المبكر لبوفروة إلى الظروف المناخية الملائمة لظهور هذه الحشرة الطفيلية كالحرارة الشديدة والزوابع الرملية التي تشهدتها المنطقة منذ أواخر شهر أفريل المنصرم وهي الفترة التي توافق وجود التمر في مرحلة ما بين «البلح” و”البسر” حيث يكون التمر في هذه المرحلتين غير صالح للاستهلاك ويفصله عن مرحلة النضج التام ما بين 60 إلى 90 يوما حسب الظروف المناخية وحسب الصنف، وعوامل السقي المعتمد عليها في المنطقة حسب ما أكدهماأكده مختصون وباحثون بمحطة التجارب الزراعية الصحراوية بأدرار

ولتفادي هاته الظاهرة الفتاكة بمنتوج التمر والحصول ، أكد الباحث بمحطة التجارب بولاية أدرار، التابعة للمعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي، الدكتور عبد القادر لعبودي، على ضرورة إستعمال المبيدات والأسمدة الطبيعية  “يقتصر ذلك على مكافحة آفة بوفروة (غبار التمر) الذي يسببه عنكبوت صغير. غير أن نسبة قليلة جدا من النخيل، لا تتعدى 5 بالمائة، يتم علاجها، وذلك لعدم انتشار هذه الآفة في كل الواحات” ’كما أكد على تكاثف جهود الخبراء والباحثين مع الفلاحين للبحث الجاد والمعمق في آليات الحد من انتشار هذا المرض الخطير والفتاك بواحات النخيل

التحضير لدخول الموسم الفلاحي توبر
.قصرالنفيس رڨان ادرار 2022 صورة لمصطفى اباعلال

و للإشارةوللإشارة عرفت زراعة النخيل بولاية أدرار خلال السنوات الثلاث الأخيرة زيادة في المساحة المزروعة والتي وصلت إلى أكثر من 18.320 هكتار بإجمالي تجاوز 2.6 مليون نخلة منها قرابة 1.9 مليون نخلة منتجة. و تتوزع مختلف أصناف التمور عبر أقاليم توات و تديكلت بنسب متفاوتة منها أصناف رئيسية و ثانوية و مبكرة ومتأخرةو متأخرة في النضج حيث تشمل بعض الأصناف تمور “لحميرة” و “بانخلوف” و “الشيخ” و “تقازة” و “تقربوشت” و “الفرانة” و”أحرطان” و “تندكال” و “تيناصر” و “تيمليحة” و “تينقور” و “أزرزاي” ، حسب معطيات مديرية المصالح الفلاحية.

وقد حققت الولاية كمية تجاوزت 600.000 قنطار من التمور بمختلف أصنافها خلال الموسم الفلاحي الحالي منها تمور موسمية مبكرة و تمور حولية  متأخرة في النضج عبر واحات النخيل المنتشرة على مستوى تراب الولاية،وفق ذات المصدر.

 مقال لتيطافي نذير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.