“تمكين”: برنامج جديد يوفر مرافقة وتمويل لأصحاب المشاريع المصغرة بأدرار
إطلاق منصة تمكين لدعم ومرافقة أصحاب المشاريع المصغرةوالذي يهدف إلى تعزيز قدرات رواد الأعمال الصغار وتزويدهم بالمهارات اللازمة لضمان نجاح واستمرارية مشاريعهم و حديث مباشر جمع بين وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة و أصحاب المشاريع المصغرة خلال الصالون الجهوي الذي نُظِّم لعرض وبيع منتجات المستفيدين من جهاز القرض المصغر الذي ضم ولايات الجنوب الغربي البيض النعامة بشار وتيندوف
في إطار زيارته للصالون الجهوي الذي نُظِّم لعرض وبيع منتجات المستفيدين من جهاز القرض المصغر، ألقى وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة ياسين المهدي وليد الضوء على الاهتمام المتزايد بالمقاولاتية ودعم الشباب في الجزائر مؤكدا في تصريحاته الحثيثة أهمية هذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى الجهود المبذولة من قبل الحكومة لتعزيزه .
إذ يولي قطاعه اهتماماً كبيراً بتوفير فرص العمل واستحداث الثروة من خلال دعم المؤسسات الناشئة والمصغرة والمقاولين الذاتيين. وتأتي تصريحاته هذه في سياق استعراض الإنجازات والبرامج التي تم تنفيذها في ولاية أدرار منذ عام 2020، حيث تُعتبر هذه الولاية نموذجاً للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد من خلال تعزيز المقاولاتية ودعم الشباب، تستمر الحكومة الجزائرية في تحقيق أهدافها في بناء اقتصاد قوي ومستدام، وتوفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
كما أوضح الوزير أن الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر قد قامت بتمويل أكثر من 1,500 مشروع في ولاية أدرار منذ عام 2020. ومن جهته فقد أشار الوزير إلى أن الوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية قد مولت أكثر من 2,400 مؤسسة مصغرة، منها 609 مؤسسة تعمل في قطاع الفلاحة. والذي يعد من أبرز محركات التنمية الاقتصادية المحلية.
تسعى الحكومة إلى تثمين البرنامج الطموح الذي باشرت به ولاية أدرار في مجال الفلاحة.والذي يتضمن منح أراضٍ فلاحية بمساحات صغيرة للشباب، بهدف استحداث مؤسسات مصغرة لإنتاج الطماطم في منطقة “مراقن” شمال عاصمة الولايةو يتميز هذا البرنامج بمرافقة الشباب من قبل القطاع، مما يضمن توفير الدعم اللازم لهم لتحقيق النجاح في مشاريعهم الفلاحية.بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتعزيز القطاع الفلاحي كأحد القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الوطني.
حركية المؤسسات الناشئة ودور جامعة أدرار
أكد الوزير أن مجال المؤسسات الناشئة يشهد حركية ملحوظة في ولاية أدرار، مشيداً بدور جامعة أدرار في مرافقة الطلبة الجامعيين حاملي المشاريع الرياديةإذ تحصي 39 طالباً يحملون مشاريع مبتكرة ومؤسسات ناشئة حاصلة على وسم “لابل” هذه المبادرات تساهم في خلق بيئة محفزة للابتكار والإبداع بين الشباب الجامعي، مما يسهم في تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع واقعية تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعيةكما أشار الوزير إلى دور مركز تنمية المقاولاتية وحاضنة الأعمال بجامعة أدرار، حيث تم تسجيل 69 مشروعاً تمت مرافقتهم من قبل إطارات الجامعة ووكالة دعم المقاولاتية. هذه الجهود تعكس التعاون المثمر بين القطاع الأكاديمي والحكومي لدعم ريادة الأعمال وتوفير البيئة المناسبة لنمو المؤسسات الناشئة.
لقاء تشاوري مباشربين وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة و أصحاب المشاريع المصغرة
استمع الوزير خلال لقاء جمعه مع أصحاب المشاريع المصغرة و الطلبة الجامعيين بمقر ولاية أدرار إذ تميز اللقاء بتبادل الأسئلة والإجابات المباشرة بين الوزير والشباب، حيث شرح للمستفيدين كيفية وضع ملفاتهم والتعاون مع الوكالة الوطنية للمقاولاتية. كما قدم مدراء الوكالات وممثلو المؤسسات الوطنية والمحلية حلولاً فورية للتحديات المطروحة سعيا منهم لمرافقة ودعم الشباب والتسويق، وتقريب الخدمات الإدارية منهم.
كما أوضح الوزير أن المقاولين الذاتيين يمكنهم إقامة نشاطاتهم في محل إقامتهم أو في فضاءات عمل مشتركة دون التعرض لخطر حجز المقر الشخصي أو العائلي بسبب الديون أو الأضرار الناتجة عن نشاطهم. كما بيّن أن القانون الأساسي يمنح المقاول الذاتي عدة امتيازات، منها:
- نظام ضريبي تفضيلي بنسبة 5% من إجمالي المداخيل خارج الرسوم، حتى حد أقصى خمسة ملايين دينار جزائري.
- الإعفاء من إلزام القيد في السجل التجاري.
- فتح حساب بنكي تجاري.
حيث يخضع المقاول الذاتي لعدة التزامات، تشمل الحصول على رقم التعريف الضريبي، والتصريح لدى هيئة الضمان الاجتماعي لغير الأجراء. كما يجب على المقاول الذاتي إيداع طلب التسجيل في السجل الوطني للمقاول الذاتي، والتصريح بالوجود لدى مصالح الضرائب المختصة إقليمياً، بالإضافة إلى إيداع شهادة إدارية سنوية تتضمن رقم الأعمال السنوي المحقق.
تسهيل التسويق وإقامة سوق دائمة بأدرار
في رده على تساؤلات حول مسألة التسويق، أشار الوزير إلى التنسيق مع مصالح الولاية لإنشاء سوق دائمة تُمكّن أصحاب المشاريع المصغرة من تسويق منتجاتهم والتعريف بتراث المنطقة من خلال منتجات الحرفيين في الصناعات التقليدية. كما أعلن الوزير عن فتح أول وكالة جهوية للصندوق الوطني للمؤسسات الناشئة في ولاية أدرار، بالإضافة إلى التحضير لتنظيم ندوة وطنية حول التكنولوجيا الفلاحية بمشاركة المؤسسات الناشئة والمبتكرين، لتمكين قطاع الفلاحة من استغلال التكنولوجيات المطورة محلياً.
تأتي هذه المبادرات في إطار توجيهات السلطات العليا للبلاد لتعزيز القطاع المقاولاتي، ودعم الشباب في تحقيق طموحاتهم الاقتصادية، مما يسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
مع هذه الجهود المبذولة، يبدو أن ولاية أدرار على مشارف مستقبل واعد في قطاع المقاولاتية. تستفيد الولاية من مجموعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب ودعمهم في إطلاق مشاريعهم الخاصة. يتوقع أن تساهم هذه الجهود في خلق المزيد من فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
تتجلى أهمية هذه البرامج في قدرة المؤسسات المصغرة والناشئة على تحقيق نمو اقتصادي ملموس، خاصة في قطاع الفلاحة الذي يعد من القطاعات الحيوية. من خلال تقديم الدعم المالي والفني للشباب، تسهم الحكومة في تعزيز قدراتهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في الاقتصاد الوطني.
إطلاق برنامج “تمكين” لدعم أصحاب المشاريع المصغرة
تم الإعلان عن إطلاق برنامج “تمكين” من ولاية أدرار، لدعم ومرافقة أصحاب المشاريع المصغرةوالذي يهدف إلى تعزيز قدرات رواد الأعمال الصغار وتزويدهم بالمهارات اللازمة لضمان نجاح واستمرارية مشاريعهم.
في إطار هذه التظاهرة الترقوية، تم عرض شريط وثائقي يشرح أهداف منصة “تمكين” والخدمات التي تقدمها. تستهدف المنصة تقديم المرافقة الجوارية لأصحاب المشاريع المصغرة، مما يمكنهم من اكتساب مهارات في التسيير المالي والإداري. كما نُظمت دورة تكوينية لمجموعة من أصحاب المؤسسات المصغرة بهدف تحسين قدراتهم في إدارة مشاريعهم.
أوضح الوزير ياسين وليد أن القطاع يسعى لمواكبة النشاط المقاولاتي والدينامكية الاقتصادية في الولاية، خصوصًا في مجالات الفلاحة والصناعة وأضاف أن برنامج “تمكين” يشمل التكوين والتمويل لحاملي المشاريع، حيث ستوفر المنصة وسائل مخصصة لمواكبة القرب وتمويل المشاريع. بالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ إجراءات إضافية لدعم وتمويل المؤسسات المصغرة.
وأشار الوزير إلى أن البرنامج سيجند أكثر من 900 إطار للمرافقة الجوارية والتحسيس والتكوين في مجال المقاولاتية، بهدف التخفيف من التحديات التي يواجهها أصحاب المشاريع المصغرة في مراحل البداية والتسيير.
وأكد ياسين وليد أن برنامج “تمكين” يأتي في إطار جهود الحكومة لتعزيز القطاع المقاولاتي وتمكين الشباب من تحقيق طموحاتهم الاقتصادية، مما يسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
التحديات والفرص المستقبلية امام اصحاب المشاريع المصغرة بأدرار
رغم النجاحات المحققة، يواجه قطاع المقاولاتية في أدرار بعض التحديات التي تتطلب تضافر الجهود للتغلب عليها. من بين هذه التحديات، الحاجة إلى تحسين البنية التحتية وتوفير بيئة أعمال ملائمة تتيح للمشاريع الناشئة النمو والازدهار. كما أن تعزيز القدرات الفنية والإدارية للشباب يعد من الأمور الضرورية لضمان نجاح مشاريعهم.
في المقابل، توفر ولاية أدرار فرصاً كبيرة للنمو في قطاعات متعددة، بما في ذلك الفلاحة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة هذه الفرص يمكن استغلالها بشكل أفضل من خلال تقديم الدعم المستمر وتطوير البرامج التي تستهدف تمكين الشباب وتحفيزهم على الابتكار والإبداع إذ يمكن القول إن ولاية أدرار تشهد مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية بفضل الجهود المبذولة في دعم المقاولاتية والمشاريع الناشئة. بفضل التمويل والمرافقة المستمرة، سيتمكن الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. يعكس هذا التوجه التزام الحكومة بتعزيز دور الشباب في بناء مستقبل البلاد، وتوفير البيئة الملائمة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم.