توصيات لإعادة تأهيل مكتبة الشيخ سالم بن براهيم تلميذ الشيخ محمد بلكبير وتعداد مآثره

سعي نحو بعث مكتبة الشيخ  الحاج سالم بن براهيم تلميذ الشيخ محمد بلكبير لتثمين دروسه ومآثره العلمية , وإعداد كتاب وموقع إلكتروني بإشراف لجنة علمية خاصة لتسهيل البحوث العلمية وذكر مسيرته وخصاله .

نظم ملتقى تأسيسي للذكرى السنوية للشيخ الحاج سالم بن براهيم بالمكتبة العمومية للمطالعة العمومية بأدرار بحضور السيد محمد حسوني والسيد أمين بن مالك مكلفين بمهمة لدى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد الله غلام الله بجانب عائلة وأحفاد الشيخ سالم بن براهيم وتلامذته إضافة لشخصيات دينية  هامة من ولاية أدرار و تيميمون موطن الحاج سالم  وقد خرجت توصيات الملتقى الذي نظمته مدرسة الشيخ سالم بن براهيم بالدعوة لترسيم هذه الذكرى سنويا و  دعت لإعادة تأهيل مكتبته لتساهم في تسهيل الوصول للمعلومات والمصادر البحثية عنه وهو ما يسهل جمع أعماله وتثمينها لتصبح في متناول الباحثين والدارسين , كما عملت التوصيات على  إعداد كتاب خاص يتناول حياة الشيخ ومسيرته إضافة لموقع إلكتروني يحمل إسم الشيخ بإشراف لجنة علمية خاصة و إنتهت التوصيات للدعوة لجمع أعمال الملتقى وتدوينه وطبعها لتصبح في متناول الباحثين والمراكز الإسلامية والبحثية يعتبر الشيخ سالم من بين الشخصيات الدينية التي ارتبط اسمها بولاية أدرار كونه واحد من أهم تلامذة الشيخ محمد بالكبير  وأكثرهم ملازمتا له في مسيرته إذ ناب عنه في العديد من  خطب الجمعة وتقديم الدروس الدينية وفي حديثنا مع تلميذه إبراهيم بن إبراهيم إمام خطيب بمسجد الجيلاني وهو أحد تلامذة الشيخ سالم وإبن أخيه ومدرس في مدرسته حيث ذكر لنا بأن هذا الملتقى يحيي الذكرى الثالثة لوفاة الشيخ سالم الذي أفنى حياته في علوم الدين فقد نشأ في حفظ القرآن ثم التحق بمدرسة الشيخ محمد بالكبير بتيميمون ولما رجع الشيخ لأدرار وأغلقت مدرسته في تيميمون لحق به لأدرار أثناء افتتاح مدرسته الجديدة هناك ولازمه في طلب العلم حتى أنه كان يخلفه و يشرف على تدريس القرآن و إمامة المصلين في الصلواة الخمس و خطب الجمعة كما أنه كان مكلفا برعاية الشيخ محمد بالكبير دوما ويشرف حتى على بعض من اعماله في البستنة و قد أبرز لنا السيد ابراهيم بن براهيم عن مآثر الشيخ الذي كان يحرس على بر والديه ومعلمه الشيخ محمد بالكبير ,وقد تميز بصفة حسن الظن بالناس وعدم التعرض لهم ,وحرصه الدائم على ملازمة مجالس العلم والعلماء حيث لم يتخلى عن ذلك رغم كونه قد نال مناصب إدارية هامة طيلة حياته  كمديرا للشؤون الدينية ثم مفتشا جهوي للغرب الجزائري لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وعضوا للمجلس  الإسلامي الأعلى الذي لم يحل بينه وبين سعيه لتدريس القرآن والإمامة بالناس ,كما قد أخبرنا احد تلامذته العيد الشامي من ولاية غيليزان عن أهمية هذا الملتقى الذي يمثل تظاهرة ثقافية وروحية  يتعارف فيها طلاب العلم و تمثل فرصة سانحة لإثراء تراث توات و الجزائر عموما .

وحسبما صرح لنا الشيخ أمحمدي محمد شيخ المدرسة القرآنية سيدي بن عبد الله البوبكري بقصر سيموطة بلدية أولاد سعيد في ولاية تيميمون بأن الشيخ سالم كان ملازما لشيخه محمد بن لكبير دوما على مدار ستين عاما وقد أفنى حياته في العلم و الأخلاق العالية و خدمة القرآن وتثبيت المذهب المالكي والعقيدة و السمحة وقد تخرج على يده العديد من الطلبة من داخل الوطن وخارجه وأن من خصاله أنه كان يسعى لأخذ العلم من العلماء و أمهات الكتب , حيث عرض الملتقى سيرة الحاج سالم  و مؤهلاته العلمية من خلال جلستين علميتين حملة الجلسة الاولى عنوان الشيخ سالم سيرة ومسيرة حيث ذكر فيها  الدكتور العيد الشامي من ولاية غيليزان  عن مسيرة الشيخ لما كان  طالبا لدى الشيخ محمد بالكبير الذي تتلمذ على يده  حينما قدم من مدينة العريشة بتلمسان إلى تيميمون  بحي مولاي الحسين حيث كان  يأخذ عنه الدروس وتعليم الدين الإسلامي , ويذكر أن الشيخ سالم كان قد حفظ القرآن كاملا في سن الثلاثة عشر عاما على يد شيخه احمد بن سالم الجلاب , ثم تتلمذ على يد الشيخ بالكبير الذي أعجب بعزيمته و صبره فجعله ملازما له وكان عونا له في تعلم اصول التجويد وضبط الاحكام و شروحات التوحيد , حتى انه قد خلف عنه في الامامة سنة 1944 عندما سافر الشيخ بالكبير الى كرزاز, وقد  افتتح الشيخ سالم مدرسته في تيميمون لكنه اضطر لإغلاقها بسبب مضايقات الجيش الفرنسي عليه سنة 1949, ثم قدم الأستاذ الطيب كحلاوي مسيرة الشيخ في إطار مساره الوظيفي في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بعد الاستقلال حيث عين كإمام للصلوات الخمس سنة 1964 بمسجد الشيخ الجيلاني ثم عين إماما ممتازا عام 1972 , وقد عين في مفتشية التعليم الأصلي بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف عام 1977 ثم مديرا للشؤون الدينية والأوقاف عام 1981 

 وقد تطرق الشيخ مأمون قاسمي عن حياته بين المشيخة والعضوية في المجلس الأعلى للمجلس الإسلامي الذي عين فيه عام 1984 حيث عين بعد سنة منها مفتشا جهويا لولايات الجنوب الغربي سنة 1985 ورغم توليه للمناصب الإدارية والجهوية ظل متمسكا بمهمته الاصلية في التدريس والامامة بكل من مسجد الجيلاني ومسجد شيخه محمد بالكبير حتى أنه قد أخلفه في الإمامة عندما سافر للعلاج في الخارج سنة 1992وهو ما جعله ينال الإستحقاق لتعيينه عضوا في المجلس الإسلامي الاعلى بمرسوم رئاسي سنة 1998

 أما الجلسة الثانية فتحدثت عن مؤهلات الشيخ وخصائصه في حياته الفقهية إذ قدم الشيخ عبد الكريم الدباغي مداخلته العلمية بعنوان مؤهلات الفقيه العلمية والسلوكية وتعظيمه للعلم وخصاله التي تميزة بالتواضع و التوقير  وتناول الدكتور محمد بن لكبير مداخلة بعنوان مظاهر الربانية في الفقيه وثمراتها التي حصدها بوفائه في الدين وعدم تحريف نصوصه والتلاعب بالأحكام الدينية أما الأستاذ عبد الرحمن بن سبع فقد تناولت خصائص الفقيه الرباني ودوره الرسالي في بعث الرسالة الاسلامية السمحة حيث أشاد بخصال الشيخ سالم مستشهدا بقول الشيخ سالم أن الكمال هو أن يكون ظاهرك مع الخلق و باطنك مع الخالق حيث كان يدعو دوما الالتزام بالعلم و التفقه بالدين وعدم الخوض في التأويلات الشخصية للفتاوى الدينية 

يسعى الملتقى التأسيسي لتثمين حياة الشيخ سالم كواحد من أشد طلبة الشيخ محمد بالكبير إلتزاما و سعيا لترسيخ المذهب المالكي ومناهجه وذلك بإعداد كتاب يروي مسيرته ويسهل على الباحثين الوصول لمآثره وعلومه الفقهية , حيث تمت فعاليات هذا الملتقى على ظل الذكرى الثالثة لوفاته التي كانت في الأول من جمادى الأولى 1438 الموافق ل8 من يناير سنة 2019 .

 كتبه : رافعي محمد محي الدين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.