“ثلاجة الصحراء” تبريد بلا كهرباء! و رمز للإستدامة البيئية

ثلاجة الصحراء”،إبتكار يتميز بالتصميم الذي يعتمد على الطين والياجور والرمال، محاكاةً للغرف التقليدية المعروفة باسم “تاقزا” محليا . تحتل هذه الثلاجة مكانة مميزة في الحفاظ على الطعام لفترات تفوق شهر ونصف، وذلك بفضل إستغلال درجات حرارة التبخر والبرودة التي تتكون عند تبليل الجدران بالماء فهل يعد هذا الإبتكار حلاً لتحديات البيئة الصحراوية

https://www.facebook.com/photo/?fbid=357942633515226&set=pcb.357943430181813

تمكن شباب متطوع من الجمعية الوطنية لمتطوعي الجزائر ببناء ثلاجة الصحراء على مستوى دار البيئة بأدرار في بادرة هي الأولى من وطنيا ,حيث تهدف إلى تعزيز الإبتكارات التي تساهم في إستدامة الطاقة والحفاظ على البيئة ,من جهة أخرى فإنها ستشكل ملاذ هاما بالنسبة للقاطنين بالمناطق الصحراوية التي لم يتم ربطها بالشبكة الكهربائية بعد .

تتميز هذه الثلاجة التي أطلق عليها “ثلاجة الصحراء ” بأنها تصميم  يحاكي غرف الطين وتعتمد في بنائها على مواد صديقة للبيئة بإستخدام الياجور والرمال والطين يتم بناؤها بشكل متوازي المستطيلات على الرمال , ويكمن السر في عمل هذه الثلاجة هو استغلال درجات حرارة التبخر والبرودة التي تنشأ عند تبليل الجدران بالماء ويتم تغطيتها بصفيحة خشبية مغلفة  بالحلفاء , والتي تضمن حفظ الأطعمة والخضروات في داخلها لمدة قد تصل لحوالي شهرين تقريبا , وقد صرح لنا بن عابد مولاي عمار رئيس المكتب الولائي لجمعية متطوعي الجزائر بأدرار بأن هذا الإبتكار سيساهم في مساعدة الفلاحين لحفظ منتوجاتهم من التلف و الضياع بإستغلال مواد صديقة للبيئة بعيدا عن إستخدامات الغازات الدفيئة الملوثة المضرة التي قد تتسبب بها الثلاجات الكهربائية و سيبقى كنموذج بدار البيئة بأدرار وهو في إطار عملية تطوعية نسعى للترويج لها سعيا لحماية البيئة والحفاظ على العمل التطوعي في المجال البيئي كما لها أن

https://www.facebook.com/photo/?fbid=357943023515187&set=pcb.357943430181813

ويلقى هذا الإبتكار رواجا كبيرا في الدول الإفريقية المجاورة فضلا على أن له علاقة بالحضارة التواتية القديمة التي تنتمي لها أدرار كغرف التبريد الطينية التي كان يتم بنائها  قديما من طرف السكان القدماء لحفظ الطعام والمسماة ” بالتاقزا ” , والتي يرجع تاريخها لقرون قديمة جدا, حتى أنها قد استعملت في الحضارة الفرعونية القديمة حسبما صرح به أعضاء الجمعية .

تشير مديرة دار البيئة بأدرار بن بلخير كلثوم  إلى أن المشروعات التطوعية تلعب دورًا أساسيًا في نقل الوعي بحماية البيئة. بالتعاون مع المجتمع المدني، تسعى لتكثيف العمليات التحسيسية ودعم المبادرات البيئية، وخاصةً تلك التي تأتي من الشباب والمتطوعين

حيث يشارك الأفراد في نشر الوعي حول إستدامة الحلول البيئية واستخدامها في المناطق النائية. كنموذج للحفاظ على الموارد وتوفير وسيلة للمجتمعات للحفاظ على الطعام وتحسين ظروف حياتهم.
يشكل هذا الإبتكار الفريد في ولاية أدرار مثالاً حيًا على كيفية استخدام الموارد المحلية والتكنولوجيا البسيطة لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق النائية كما يعكس الرؤية البيئية والمستدامة للمجتمع المحلي، ويعتبر قدوة لغيره من المناطق التي تواجه تحديات مماثلة في الحفاظ على الموارد والبيئة.

كتبه : رافعي محمد محي الدين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.