ثورة إيلون ماسك في احتلال أدمغة البشر
ايلون ماسك و قصته مع شريحة ذكية
صرح مؤخرا إيلون ماسك صاحب شركة نورالنيك المتخصصة في علوم الأعصاب وشرائح المخ بأنه سوف يتم زراعة شريحة في الدماغ أثناء العرض التقديمي بمعرض show and tell {صورة 3}الذي نظمته شركة نورالينك في نهاية نوفمبر السابق يمكنها أن تساعد المصابين بالشلل على المشي وتعيد وظائف كثيرة مثل البصر والسمع لمن فقدوها، عن طريق زراعة هذه الشريحة الإلكترونية في الجمجمة بإزالة جزء بسيط من الجمجمة وزراعة الشريحة مكانها مع وضع أقطاب كهربائية وكشف كذلك إيلون ماسك أنه من المتوقع بدء التجارب على البشر في شركته خلال 6 أشهر القادمة بعد نجاح تجربتهم بزراعة شريحة كمبيوتر بحجم قطعة نقود معدنية في دماغ الخنازير و القرود .
أجرت شركة نيورالينك (Neuralink) {صورة 2}مسبقا عرضًا توضيحيًا حيًا عرض فيه على الجمهور إشارات عصبية في الوقت الفعلي على أحد الخنازير الذي أطلق عليه اسم جيرترود (Gertrude) من بين ثلاثة خنازير خضعت لتجربة، حيث خضع هذا الأخير لعملية زرع الشريحة دامت شهرين تقريبا و قالت الشركة الناشئة التي تم إطلاقها في عام 2016 بتمويل أساسي من ماسك أنها تصمم خيوطًا مرنة أرق 10 مرات من شعر الإنسان بهدف علاج إصابات الدماغ، إلى جانب تمكين التعايش بين البشر والذكاء الاصطناعي وتم اختبار التصميم على ما لا يقل عن 19 حيوانًا مختلفًا باستخدام الروبوتات بمعدل نجاح يبلغ نحو %87 ، وذلك وفقًا لعرض المشروع العام الماضي حيث شبه ماسك هذه القطعة “بساعة فيتبيت(Fitbit) الذكية في الدماغ”{صورة 4}. إذ وصف الأمر بأنه مثل وجود جهاز (Fitbit) في جمجمتك مع أسلاك صغيرة، مع إمكانية اقتران الجهاز بتطبيق هاتف ذكي عبر البلوتوث منخفض الطاقة وكان هذا أحد العروض التوضيحية الأولى للشركة فيما يتعلق بتقنية الدماغ الحاسوبي التي ستمكن من مساعدة عديد من مرضى شلل و الأعصاب في تخطي المرض .
شكك العديد من الخبراء في أمر هذه الشريحة الإلكترونية ، لا سيما بشأن ادعاءات ماسك الأكثر غرابة مثل السماح للناس بقراءة أفكار الآخرين وحفظ الذكريات وإعادة عرضها واستدعاء سياراتهم عبر الأفكار – والتي تبدو أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى العلم الفعلي وفي هذا السياق قال أندرو جاكسون أستاذ علم الأعصاب بجامعة نيوكاسل في تصريح لموقع Business Insider في عام 2020: “لا أريد أن أقول إن هذا الأمر لن يحدث، لكنني أعتقد أن علم الأعصاب أكثر هشاشة نحن لا نفهم الكثير حول كيفية عمل هذه العمليات في الدماغ” من جهة أخرى سخر أستاذ أندرو هايرز من إيلون ماسك في تعليق نشره في موقع Insider Musk قال فيه إن مزاعم الاندماج مع الذكاء الاصطناعي هي المكان الذي ينطلق فيه ماسك إلى “أرض الخيال الطموحة”.
نيرورالينك ليست الوحيدة في إكتشاف الرقاقة الذكية
شركة “نيورالينك” ليست الوحيدة التي بادرت في تطور تقنية واجهة الدماغ Brain-Computer Interface) BCI)، حيث توقع الرجل إيلون ماسك إطلاق أول شريحة إلكترونية مع حلول عام 2020 ولكن تعذر عليه ذلك بسبب عدم حصول شركته على الموافقة من طرف الجهات التنظيمية، بل واجهتها شركة أخرى تسمى “سينكرون Synchron” التي حصلت بدورها على ترخيص رسمي من طرف إدارة الأغذية والعقاقير لبدء الاختبار البشري في الصيف الماضي و صارت منافسة لها تأسست Synchron في عام 2016 مؤسسها ومديرها التنفيذي توماس أوكسلي واتخذت من نيويورك مقراً لها، وقد طورت زراعة دماغية لا تتطلب قطعًا في الجمجمة لتثبيتها ، على عكس منتج Neuralink. هدفها هو مساعدة المرضى المصابين بالشلل على تشغيل الأجهزة الرقمية بعقلهم وحده و وفقًا لشركة أبحاث السوق Pitchbook يعمل في Synchron حوالي 60 موظفًا وقد جمعت حوالي 65 مليون دولار حتى الآن من المستثمرين. برغم أنها أقل من شركة Neuralink ، حيث يوجد 300 موظف مقسمين بين سان فرانسيسكو و أوستن ، تكساس. وقد جمعت 363 مليون دولار من المستثمرين حتى الآن، حيث تفوقت Synchron على Neuralink الشهر الماضي من خلال زرع جهاز في مريض في الولايات المتحدة لأول مرة. حصلت على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) للتجارب البشرية في عام 2021 وأكملت دراسات على أربعة أشخاص في أستراليا أعلنت شركة Synchron هي شركة متخصصة في الطب الحيوي للأوعية الدموية العصبية، أن واجهة الكمبيوتر الدماغي Stentrode (BCI) سمحت للمرضى بتنفيذ المهام على جهاز كمبيوتر فقط باستخدام عقولهم.
وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، فإن رقاقة صغيرة في الدماغ أعادت الحياة إلى الرجال الذين يعانون من شلل الأطراف العلوية. وحقق المرضى متوسط دقة ضغطة بنسبة 92 و 93% وسرعات كتابة تبلغ 14 و 20 حرفًا في الدقيقة دون رفع إصبع، ويستخدم الفريق الأوعية الدموية كطريق طبيعي للوصول إلى الدماغ، وهي مزودة بأجهزة استشعار تسجل النشاط، ثم يتم إرسال هذه الإشارات من خلال وحدة القياس عن بعد إلى جهاز كمبيوتر صغير مُلصق بصدر المريض. {صورة 6}
ويفسر هذا الجهاز الإجراءات التي يريد الفرد تنفيذها على جهاز الكمبيوتر القريب، مثل إرسال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والتسوق عبر الإنترنت.
أجريت التجارب البشرية على رجلين مسنين، وهما جراهام فيلستيد و فيليب أوكيف، حيث يعاني فيلستيد صاحب لعمر 60 عامًا، من مرض العصبون الحركي (MND) ، ويعاني أوكيف يبلغ من العمر 75 عامًا، من التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وكلاهما يعاني من عدم القدرة على تحريك أطرافهما العلوية نتيجة لذلك.
جهاز Stentrode صغير ومرن، مما يسمح له بالمرور بأمان عبر تقويس الأوعية الدموية في الدماغ، ولاحظ الفريق أن الإجراء مشابه لجهاز تنظيم ضربات القلب ولا يتطلب جراحة دماغ مفتوحة. {صورة 7}
كما أنه بمجرد زرع الرقاقة، يتم وضع المستشعرات عبر الأوعية وإدخالها في وحدة القياس عن بعد الداخلية التي تتصل بجهاز إرسال لاسلكي مثبت بصدر المريض، ويتم جمع نشاط الدماغ بواسطة المستشعرات، والتي يتم إرسالها إلى جهاز الإرسال الذي يفسرها في مهام الكمبيوتر. {صورة 8}
شركة نيورالينك تتهم بانتهاك حقوق الحيوان
تخضع شركة “نيورالينك” للاجهزة الطبية، التي يملكها إيلون ماسك، لتحقيق فدرالي انتهاكات محتملة لحقوق الحيوان، وسط شكاوى داخلية للموظفين من تسريع التجارب على الحيوانات دون فائدة، ما يتسبب في موت الكثير منها كما وردت في تغريدة الشرق Now و وفقا لوثائق راجعتها وكالة “رويترز” فإن شركة “نيورالينك”تخضع لتحقيق فيدرالي بسبب انتهاكات محتملة لرعاية الحيوان وسط شكاوى داخلية للموظفين من أن اختبارات الحيوانات الخاصة بها يتم التعجيل بها،مما يتسبب في معاناة ووفيات لا داعي لها، وقال أحد المصادر إن التحقيق يركز على انتهاكات قانون الرفق بالحيوان الذي ينظم كيفية تعامل الباحثين مع بعض الحيوانات واختبارها ووفقا لمراجعة “رويترز” لعشرات من وثائق الشركة والمقابلات مع أكثر من 20 موظفا حاليا وسابقا فقد جاء التحقيق في وقت تزايد فيه معارضة الموظفين بشأن اختبارات الشركة على الحيوانات، بما في ذلك الشكاوى من أن الضغط من الرئيس التنفيذي ماسك لتسريع التطوير قد أدى إلى تجارب فاشلة، مما زاد من عدد الحيوانات التي يتم اختبارها وقتلها.{صورة 5}
تساهم هذه الرقاقات مستقبلا في معالجة بعض مشاكل السمع والبصر فضلا عن بعض المشاكل النفسية، كما أنه من الممكن مستقبلا أن تعالج العديد من الأمراض المتعلقة بالأعصاب، يمكن كذلك التواصل مع الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها، فيرى إيلون ماسك أن هذه التقنية من شأنها أن تقوم بدمج العقول البشرية مع الآلات بالشكل الذي يسمح لتطوير سلاح بشري متطور لمواجهة سيطرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل، بالإضافة إلى توسيع كيفية تفاعل البشر مع بعضهم البعض ومع العالم وحتى مع أنفسهم. وفي هذا السياق قال ماسك: “لن تستطيع نيورالينك فجأة تملك الرباط العصبي وتبدأ في السيطرة على أدمغة الناس”. فهو في النهاية يريد تحقيق التعايش مع الذكاء الاصطناعي.
كتبته : العماري عربية شهرزاد