حرب أسعار النفط في زمن الكورونا

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السعودية، بالمسؤولية عن انخفاض أسعار النفط بعد “انسحابها من تحالف (أوبك+) وعزمها زيادة الإنتاج”.

وقال بوتين في تصريحات خلال اجتماع لمناقشة سوق النفط العالمي نقلتها وكالة “سبوتنيك” (حكومية)، إن “أسباب انخفاض أسعار النفط والإنتاج، ترتبط في المقام الأول بفيروس كورونا، وما أدى إليه من تقليص الإنتاج وانخفاض الطلب في قطاع المواصلات والصناعة وغيرها”.

وأضاف: “السبب الثاني لانهيار أسعار النفط، هو انسحاب السعودية من تحالف (أوبك+) وقيامها بزيادة الإنتاج، إلى جانب التصريحات بشأن استعداد شركائنا السعوديين تقديم تخفيضات على النفط”.

كما دعا بوتين إلى التحرك المشترك لخفض إنتاج النفط العالمي 10 ملايين برميل يوميا.

و ردت السعودية في بيانين منفصلين لها عن وزير الخارجية و الطاقة، نافيا الاتهامات الروسية حول مسؤولية الرياض عن تدهور أسعار النفط، أو انسحاب المملكة من اتفاق (أوبك+)، متهمين موسكو بـ”تزييف الحقائق”.

وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود، قال إن “ما تم ذكره عار من الصحة جملة وتفصيلاً، ولا يمت للحقيقة بصلة، وأن انسحاب المملكة من الاتفاق غير صحيح، بل إن روسيا هي من خرجت من الاتفاق”.

وأضاف: “المملكة و 22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق إلا أن روسيا لم توافق على ذلك”.

من جهته، قال وزير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان، إن “المملكة بذلت جهوداً كبيرة مع دول (أوبك+) للحد من وجود فائض في السوق النفطية، ناتج عن انخفاض نمو الاقتصاد العالمي”.

وزاد: “إلا أن هذا الطرح وهو ما اقترحته المملكة ووافقت عليه 22 دولة، لم يلقَ – وبكل أسف – قبولاً لدى الجانب الروسي، وترتب عليه عدم الاتفاق”.

وأشار أن “وزير الطاقة الروسي هو المبادر في الخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتباراً من الأول من إبريل، مما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات”.

والسعودية، هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بمتوسط يومي 9.8 ملايين برميل يوميا، تسبقها روسيا ثانيا بـ 11.2 مليون برميل يوميا، وصدارة أمريكية بـ 13.1 مليون برميل يوميا.

و في وقت سابق،

حثت وزارة الطاقة الأمريكية، السعودية وروسيا على تهدئة أسواق النفط بعد زيادة إنتاج المملكة من النفط الخام إلى رقم قياسي بلغ أكثر من 12 مليون برميل يوميا رغم تراجع الطلب على النفط.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة شايلين هاينس إن: “زيادة الإنتاج خلال هذا التوقيت من التراجع الذي لم يسبق له مثيل في الطلب العالمي أمر يدعو للإحباط ولا يجسد التخطيط التشاوري الذي نود أن نراه من شريكين ولا يفيد مصالحنا المشتركة في استقرار الأسواق”.

وأضافت أن وزير الطاقة دان برويليت، يجري محادثات مع نظيريه في الدولتين المنتجتين للنفط في محاولة لاستقرار الأسواق.

يذكر أن أسعار النفط هبطت إلى أدنى مستوى منذ أكثر من 15 سنة، على خلفية فشل دول “أوبك+” في صياغة اتفاق لتقليص الإنتاج، وانخفاض الطلب بسبب انتشار فيروس كورونا.

من جهة أخرى ،

علّق رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الأسبق، حمد بن جاسم آل ثاني، على حقيقة حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا.

وشكك ابن جاسم في تغريدتين عبر “تويتر” بوجود خلاف بين البلدين، بل ذهب إلى القول إن هناك تنسيقا مشتركا فيما بينهما.

وأضاف: “أزمة أسعار النفط الحالية تحدثت عنها كثيرا في السابق، وأنا لست خبيرا بأسعار النفط. ولكن إذا استمر وضع الأسعار الحالي على الأقل ثلاثة أشهر، سوف نصل إلى نتيجة إيجابية على المدى المتوسط والبعيد”.

وتابع بأنه حينها “ستخرج كثير من شركات النفط الصخري، وأنا أعتقد أن ما يجري بين روسيا والسعودية هو تنسيق بينهما لهذا الغرض. وليس كما يقال وضجيج أنها حرب أسعار”.

وبسبب تداعيات أزمة “كورونا”، انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، ووصل سعر خام برنت إلى ما دون 24 دولارا.

المصدر : وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.