صناعة المحتوى محطة لتقديم الفن والتراث المحلي لولاية أدرار خلال رمضان

قهوة الشومارة عمل بفكرة من شباب أدرار يحظى بمتابعة سلاسل كوميديا صنعها شباب من ولاية أدرار على مواقع التواصل الإجتماعي لعرض برامجهم الفنية

لشهد الموسم الرمضاني لهذه السنة حضور أول عمل تلفزيوني من إنتاج محلي لولاية أدرار بإسم قهوة الشومارة المقدم في قالب عمل كوميدي قصير ,تناول بطولة جماعية لبلعوط من أداء الممثل المسرحي سيد علي جباري و قنيفحة من الممثل خليدو و أمسي من أداء أسامة كنزح وشخصية يمينة من أداء الممثلة هابة يمينة ,تدور الاحداث حول بلعوط يسعى للإستيلاء على مقهى بمسمى قهوة الشومارة والتي تعني في القاموس المحلي مقهى  البطالين ,التي يملكها شخصية أمسي من أداء كنزح أسامة حمل العمل شكلا مختلفا بتقديمه شخصيات متنوعة تحضر كضيوف للحلقات فضلا عن المشاهد خارجية لولاية أدرار ونمطها العمراني إضافة للهجة المستخدمة بشكل مبسط لتصل للمشاهد ,بينما حرس النص على تقديم المشاكل التي يعاني منها المواطن في قالب كوميدي و المشاكل اليومية التي يعيشها المواطن كإرتفاع الأسعار و الزواج و التحايل من طرف المؤسسات المزيفة ,وبعيدا عن عالم التلفاز حرس صناع المحتوى في ولاية ادرار على تقديم أعمال خاصة بمناسبة الشهر الفضيل على شكل سلسلات قصيرة تقدم قصصا مختلفة بشكل أعطى صورة عن التراث الأدراري و قصورها ,حيثتم تصوير معظم الأعمال في البيئة الصحراوية كسلسلة جنان الجامع و سلسلة زيتنا في دقيقنا واولاد القصبة المسرحية و دنيا ساعة .

الثقافة الأدرارية تجد نفسها في صناعة المحتوى 

تمثل صناعة المحتوى منصة هامة لمن يسعى لصناعة الفنون السينمائية والتلفزية في ظل انعدام الإنتاج التلفزي لصالح القنوات التلفزية و حصر معظم القنوات الجزائرية عرض إنتاجاتها في المواسم الرمضانية , وهو ما يشكل صعوبة لدى هذه المؤسسات لتبني إنتاج الأفلام و المسلسلات , فيما وجد الشباب المحلي باب صناعة المحتوى مفتوحا أمامهم لعرض أعمالهم وتقديمها دون الحاجة لعرضها على التلفاز وتتجسد أفكارهم بعيدا عن كل العوائق الانتاجية  .

قدمت اعمال على شكل سلاسل قصيرة أعدها شباب من ولاية ادرار وانتجت بعضها مؤسسات تصوير محلية قدمت النمط المعماري لقصور ولاية أدرار والمنازل المبنية بالطين وكذا الحقول والبساتين , وقد إعتمد الحوار على إستخدام التراث الشعبي المحلي كسلسلة جنان الجامع بموسمه الرابع  التي قدمت قصصا عن حياة سكان القصور و العادات والأفعال المشينة التي يسعى أهلها لتخطيها بإعتماد الحوارعلى اللهجة التواتية المحلية وتقديم الممثلين بملابس تراثية تعكس المنظر الجمالي للصورة 

وفي نمط آخر قدمت سلسلة زيتنا في دقيقنا قصة تحكي عن الحياة الإجتماعية بين شابة تم خد لانها من طرف إبن خالتها الذي وعدها بالزواجوتخلى عنها في مابعد , تبدوا القصة من ناحيتها الدرامية وهي تقدم قصةتحكي عن المشاكل العائلية التي ترتب عن صراعات المصاهرة وزواج الأقارب في قالب مسلسل درامي أما صناع المحتوى للأولاد القصبة فقد قدموا عملا بشكل تراثي يصور الحياة اليومية لسكان القصور الأدرارية قديما و المعاني الثقافية التي يحافظون عليها في حياتهم والنزاعات داخل أحياء القصور .

أضحت صناعة المحتوى على شكل اعمال وسلاسل كوميديا و دراما تلقى رواجا مؤخرا في الجنوب و تلقى تفاعلا كبير بين المتابعين لما تقدمه من فرصة لإثبات مواهبهم في التمثيل , إلا أنها تظل بحاجة لدعم تقني من خلال عمليات التصوير والحرص على إستخدام سيناريوهات موجهة لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص مثلما يتم إعتماده من طرف عدة متخصصين في نشر المحتوى الموجه لمواقع التواصل الإجتماعي و منصات تقديم المحتوى .

رافعي محمد محي الدين


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.