عدسات ملهمة: روايات فوتوغرافية تجمع بين جمال المساجد، التراث الثقافي وتحديات عدسة المصورين الشباب

معرض الصورة لفوتوغرافي ولنا في بيوت الله حكاية بولاية أدرار يبرز قصص مصورين فوتوغرافيين من مختلف ولايات الوطن وهم يحطون الرحال بولاية أدرارمن تنظيم جمعية توات آرت  .

بمشاركة 28 مصورا بالصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية بولاية أدرار من تنظيم جمعية توات آرت وذلك بدار الثقافة بولاية أدرار استعرض عدد من المصورين مشاركاتهم بصور تروي قصص المساجد والحكايات التي جمعتهم بها لإلتقاط أفضل الصور 

رحلتي الفوتوغرافية في تصوير مسجد الأمير عبد القادر

“لكل منا حكاية، ولي في بيت الله حديث يتجسد في عدسة هاتفي البسيطة. هذه هي قصتي في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث ارتبطت رحلتي بمسجد يعكس تراث قسنطينة، مدينة تمزج بين الماضي العريق والحاضر الحيوي”

المصور سريدي وائل من ولاية قسنطينة

يروي المصور سريدي وائل من ولاية قسنطينة رحلة شغفه مع التصوير منذ عام 2019، حيث انطلق  في عالم التصوير باستخدام هاتف Oppo بسيط ولكن رغم ذلك، كانت تلك اللحظات الأولى مع تصوير الطبيعة في ولاية الطارف هي البوابة التي فتحت لي أبواب عالم التصوير , شارك سردي بصورة لمسجد الأمير عبد القادر وهو ثاني أكبر مسجد بالجزائر ويتسع لخمسة عشر ألف مصلي لتظهر صورته المشاركة معالم المسجد التي اختار المصور التقاطه مع موعد الغروب مباشرة مع اشتعال الإنارة التي عكست هندسة المسجد التي امتزجت مع خلفية السماء وقت الشفق , ليظهر عراقة المسجد و التراث الاسلامي الاصيل لمدينة قسنطينة شرق الجزائر , ومن خلال صورته الفتوغرافية الثانية يبرز المصور سردي وائل رجلا يرتدي عباءة وهو يقرأ القرآن في قاعة المسجد , يذكر لنا المصور بأن إلتقاط الصورة قد شكل تحديا له إذ طلب منه صاحب الصورة إلتقاط صورته لمرة واحدة لاغير , ليتحدى المصور ظروف إلتقاط صورته من خلال تعديل الإضاءة ووضع صاحب الصورة في المكان المناسب حتى يتمكن من إلتقاط صورته المشاركة والتي تبرز روحانيات الصلاة و الخشوع الذي يعيشه قارئ القرآن وهو في قاعة مسجد الأمير عبد القادر .

, يحاول المصور سردي الموافقة بين دراسته في تخصص علوم المادة بالجامعة و حبه للتصوير والذي جعل منه هواية ومهنة حرة في ذات الوقت من خلال عمله كمصور في عروض الأزياء ومرشد سياحي في ذات الوقت بولاية قسنطينة وهو مافتح له المجال لتطويع خياله لإلتقاط صور تبرز جمال الطبيعة من مختلف الولايات .

طموحي الحالي هو إنشاء بصمة فوتوغرافية تميزني، والإستمرار في تطوير مهاراتي بجانب دراستي. أنا هنا لأخلق تأثيرًا من خلال أعمالي، ومشاركة تجاربي في عالم الصورة.

المصور سريدي وائل من ولاية قسنطينة

يذكر سردي بأن فترة الحجر الصحي كانت لها مكانة هامة في تشجيعه على دخول عالم التصويرمن خلال الدورات عبر الإنترنت مع شباب من غرب الجزائر الذين يتبادلون خبراتهم وأفكارهم حول التصوير 

تأثرت بتجربة المصور أحمد بن غروزي من مستغانم، ووجدت نفسي تحاول تقديم جوانب مختلفة للحشرات تحت العدسة، مع إضافة لمسة فنية تجعل وجودها يختلف بالعين المجردة.

يهتم سردي بإلتقاط صور للحشرات باعتماد عدسات الزووم بكاميرته حتى لالتقاط التفاصيل عن الحشرات بلمسات فنية تختلف عن رؤيتها بالعين المجردة 

ينوي سردي وضع بصمته العالمية في عالم التصوير الفوتوغرافي والذي أبرزه من خلال مشاركته في الصالون الوطني للصورة الفتوغرافية بأدرار

قد تكون الحياة في قسنطينة مثل تلك القصص التي نحكيها، مليئة بالتفاصيل الجميلة التي تنعكس في عدستنا الشخصية. إنها رحلة تجمع بين التاريخ والفن، في بيوت الله التي تحمل في جدرانها حكاياتنا وأحلامنا

المصور سريدي وائل من ولاية قسنطينة

*.* 

“رحلة فوتوغرافية في العاصمة الجزائرية: قصة مصور ومرشد سياحي يروي تجاربه وتحدياته”

بمسجد الديار الخمس بالعاصمة، حيث يظهر طفل يقرأ القرآن داخل المسجد مع الإضاءة الخافتة وأشعة الشمس المتسللة من الشقوق توضح صورة المشارك علاء بلواعر حكاية صورة تظهر تفاصيل الاضاءة وترسم قصة طفل يقرأ كتاب القرآن الكريم تحت نور الشمس , ذكر لنا صاحب الصورة علاء لواعر بأنه قد التقطها خلال ادائه صلاة العصر في يوم كانت تغطي فيه السحاب سماء العاصمة , فوجد نفسه يلتقط الكاميرا وهو يلتقط صورة الطفل داخل المسجد في لقطة خاطفة , 

يعمل بلواعر كمرشد سياحي بولايات الساحل وقد اكتشف شغفه بالتصوير من خلال رحلة تخييم ببجاية  جمعته مع أصدقائه كانت تلك الرحلة تحديدًا لاكتشاف الطبيعة، يذكر المصور بأنه كان يمتلك كاميرا صغيرة من نوع سوني كان ينوي استخدامها لتوثيق صوره مع اصدقائه لتنقلب قصته رأسا على عقب وهو يستخدمها لتوثيق جمال الطبيعة والمناظر الطبيعية في الجزائروالذي سرعان ما حول هذا الاهتمام إلى هواية لديه 

يلتقط  علاء أهم المعالم السياحية بالجزائر  بعد عناية واستقصاء مسبق لمختلف البقاع السياحية بالوطن عبر الانترنت , فقد زار مختلف ولايات الوطن تقريبا لدرجة أن شبهه البعض بالرحالة إبن بطوطة و يتمنى زيارة عين صالح وتمنراست مستقبلا 

من بين اللحظات التي تركت أثرًا عميقًا في قلبه، تذكر زيارته لتلمسان ورؤية المسجد الكبير وقد تم ترميمه فقرر التقاط صورة للمسجد بعد الترميم لتوثيق اللحظة وتاريخ هذا المكان الديني ليشارك به في صالون الصورة الفوتوغرافية بأدرار,  يعبر علاء عن ندمه لعدم تصوير المسجد قبل الترميم، ولكنه يفتخر بتوثيقه للمسجد بعد التجديد ويأمل أن تصبح صورته مسجلة في تاريخ المكان.

رغم الشغف والإبداع، يواجه علاء التحديات كمصور في العاصمة والتي تظهر  في صعوبات الحصول على تصاريح للتصوير في بعض المناطق  الاثرية والتراثية والتي تقف كعائق في إبراز جماليات المدن والتراث المادي للجزائر، وبالرغم من ذلك فهو متحفز دوما لكي  يروي قصة حياته من خلال عدسة كاميرته، مسجلاً تفاصيل تاريخية وحكايات إنسانية في رحلاته الممتعة والتي لا تتوقف.

عدسة الجمال والتراث: قصة مصورة شابة تحمل اسم العائلة وتروي رحلتها الفوتوغرافية”

تتألق عدسة سمية العايدي بجمال الفن وروعة التصوير، ورغم صغر سنها، إلا أنها استطاعت أن تجعل من التصوير شغفًا يملأ حياتها. في رحلتها المثيرة في عالم الفوتوغرافية، استمدت سمية الدعم والإلهام من عائلتها الداعمة، التي لم تبخل بدعمها المادي والمعنوي.

بدأت سمية رحلتها بحب التصوير، ولكن كان دعم العائلة هو العامل الرئيسي الذي سمح لها بتحقيق طموحاتها. اقتنت الكاميرات والمعدات الضرورية، وشاركت في العديد من الدورات التي أضفت إلى مهاراتها وتقنياتها الفنية.

تألقت سمية في دورة عند سالم دحماني وعند صلاح الدين ميموني، حيث أثبتت نفسها وتأهلت في  تصوير الأعراس وكانت أول مشاركة لها في صالون وطني، خطوة جديدة تعكس تقدمها وجعلتها تتألق في عالم التصوير الفوتوغرافي.

تحمل سمية مشاعر الامتنان والشكر لدعم والديها، اللذين لم يقدموا فقط الدعم المالي، ولكن أيضًا الدعم الروحي الذي يعزز ثقتها بنفسها وإمكانياتها. يظهر ذلك جليًا في الصورة التي التقطتها بعنوان “الجيل المحفوظ في اللوح المحفوظ”.

تعكس هذه الصورة لحظة جميلة ونقية، حيث يظهر طفل يكتب لوحته بجدار من الطين، مما يبرز الجمال البسيط والأصالة في التعلم. الصورة تنقل قصة الجيل الجديد الذي يستمد تعليمه وحكمته من التراث والتقاليد.

في الصورة الثانية، نتجول في أروقة مسجد الفتح، حيث تتمازج الألوان والأضواء لتصنع لحظة سكون وخشوع. الهدف من هذه الصورة هو إيصال صوت الأذان، إشارة إلى الجمال الروحي والروحاني في المكان، وتحفيز المشاهد على الاتجاه نحو الصلاة.

كتبه : رافعي محمد محي الدين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.