عيد الأضحى : إجراءات صحية ومراقبة لنقاط البيع ضرورة لحماية المواطنين  من الغش 

يستعد سكان ولاية أدرار لإستقبال العيد الأضحى في العاشر من ذي الحجة والذي سيوافق هذه 28 جوان هذا العام حيث خصصت وزارة التجارة و ترقية الصادرات 16 نقطة بيع رسمية بولاية أدرار  من بين 1225 نقطة بيع عبر تراب الوطن وزع منها 13 نقطة على مستوى ولاية تيميمون و نقطتين ببرج باجي مختار ، فيما كشف رئيس الفدرالية الوطنية لمربي الماشية جيلالي عزاوي عن وفرة الأضاحي لهذه السنةو أكد من خلال تصريحه  لجريدة الشروق الإخباري بأن الاستعجال في فتح أسواق المواشي سيكون السبيل في خفض أسعار الماشية ، وفي ظل ذلك تسعى مديرية الفلاحة ومصالح حماية المستهلك لتوعية المواطنين  بخصوص التسممات الغذائية والإجابة على استفسارات المواطنين على ما يخص اختيار الأضحية والتعامل معها و كذلك مساعدة المواطنين للوقاية من مخاطر الحوادث أيام العيد الأضحى المبارك ، بالتعاون مع المصالح الأمنية مديرية الصحة و التجارة , ومن جهتها تعمل المصالح الأمنية على مراقبة تحركات السماسرة و حركة السوق وكذلك متابعة شكاوى المواطنين والموالين الذين قد يتعرضون لسرقة مواشيهم وبيعها بطرق غير شرعية من طرف السماسرة , وهو ما يتم فيه الأخذ بعدة إجراءات متعلقة بمعاقبة اللصوص و متجاوزي القوانين وذلك بالغرامات المالية أو مصادرات الثروة الحيوانية حسبما تنص عليه قوانين الدولة . 

يتميز سكان ولاية أدرار باختيارهم لأنواع مختلفة من الأغنام  يتم إستيراد بعضها مثل أولاد جلال والرومبي من مختلف الولايات كبسكرة والجلفة و البيض فضلا عن الأنواع  المحلية كالسيداون والدمان والتي تلقى رواجا وشهرة خاصة في ولاية أدرار وذلك لإمكانية تعايشها مع أجواء المناخ في الولاية ومنها

الدمان

التي تمتاز بسرعة تكاثرها و إنجابها للتوام مع كل فترة إنجاب ولها صفات تميز ذكورها عن إناثها حيث يصل إرتفاع الكباش ل 70سنتيمترا ويحدد طولها من  المؤخرة إلى الرأس  66 سنتيمتر وإتساع الصدر ب33 سنتيم  بينما يتراوح وزنها ابتداء من  وزنها من ال45 كلغ ، أما  النعاج فيصل إرتفاعها 64 سنتيم وطولها 65 و إتساع صدرها 20 سنتيم ويتراوح وزنها من37 الى 40 كلغ ، ويتميز هذا النوع من الأغنام بلونه الأسود أو البني القاتم وتارة تكون لها ألوان مختلطة وقرون مقوسة الشكل نادرا ما تتواجد عند الإناث منها ، كما تتسم هذه النوعية من الأغنام بإن يكون لون ذيلها. مختلف تماما عن اللون الأصلي للحيوان

  

السيداون 

السيداون

 بينما تنافسها سلالة السيداون التي ينتشر تواجدها في معظم الولايات الجنوبية مثل  إن صالح و تيندوف و إيليزي و تمنغست وتيميمون وأدرار وبرج باجي مختار ، تعرف هذه النوعية من الاغنام بلونه الأصفر أو البني المحمر و أذنين كبيرتين متدليتان و تكون قليلة القرون عادة يصل إرتفاعها 75 سنتيم وطوله من المؤخرة للرأس ب74 سنتيم و إتساع الصدر 34 ويقدر  حجمها بدءا من 46 كلغ بينما يصل إرتفاع الإناث 69 سنتيم و يتراوح طولها الى 64 سنتيم ويبلغ وزنها 37 كلغ .

إجراءات صحية لتحسيس المواطنين في إختيار أضاحي العيد  

يسعى  المواطنون  للبحث عن الأضحية المناسبة خلال فترة العيد وكثرة الطلب على الأغنام في الأسواق يدعوا هذا للحاجة لتأمين سلامة المواطنين الذين قد يتجاهلون الإجراءات الصحية المتخذة أثناء إختيار الأضحية , بينما يلجأ  البعض منهم للبحث عن خبراء في المجال الصحي والبيطري للإجابة عن إستفساراتهم فيما يخص سلامة الأضحية من أي أمراض متنقلة أو عدم حصولها على مواد كيميائية ومسمنات , ومن جهة أخرى سيحتاج المواطنون لمن يحرس على سير التشريعات القانونية في تقنين الأسعار و مواجهة مساعي السمامسرة لإستغلال فرصة عيد الأضحى للربح السريع , وفي هذا الشأن فقد تم تخصيص مراقبة خاصة لنقاط بيع المواشي والقيام بحملات لصالح المواطنين تهتم بالتوعية من التسممات الغذائية كالحملات التي تقوم بها جمعيات الحماية المستهلك التي صرح لنا فيها السيد برابح عامر بأنه من خلال حملة تحسيسية للوقاية من التسممات الغذائية التي تحمل شعار ” التسممات الغذائية قضية الجميع” بأن ولاية أدرار تشهد هذه الحملة التي ستستمر طوال فصل الصيف وتشرف عليها مديرية التجارة بالتنسيق مع جمعيات حماية المستهلكين و غرفة التجارة والصناعة “توات ” بولاية ادرار , وبتزامن فترة العيد الأضحى مع فصل الصيف فسيكون هنالك مداومات على المراقبة الصحية لنقاط البيع ومراقبة الحيوانات الموجهة للبيع بالتعاون مع المصالح البيطرية والصحية , يتم من خلالها تقديم توصيات للمواطنين والإجابة عن تساؤلاتهم , فيما يخص إصابة الأغنام بالامراض أو توجد علل أوزوائد بارزة على أجسامها .

 كما أن الحملة ستخصص مدة ثلاثة أيام لمراقبة المذابح و السهر على توعية المواطنين فيما يخص تسممات اللحوم أو وجود العلل بها ,والذي يرجع في غالب الأوقات إلى التلقيح الغير منتظم للحيوانات أو تقدم مسمنات كيميائية  بشكل مفرط تتسبب في تلوث وتسمم اللحوم بعد فترة من نحر الأضحية , كما سيتبعها تقديم نصائح للمواطنين عن كيفية حفظ اللحوم في فترة الصيف لتجنب التسممات الغذائية   

.

نصائح المواطنين الخاصة من الأستاذ هيدور التوهامي 

من خلال لقائنا مع الأستاذ توهامي هيدور خبير في مجال الفلاحة وزراعة الخضروات و مستشار فلاحي للمديرية الفلاحية بولاية أدرار  قدم لنا عدة نصائح يتوجب على المواطنين الأخذ بها من أجل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم  .النصائح المختلفة تبدا قبل شراء الأضحية 

فيذكر السيد هيدور بأنه يتوجب على مشتري الأضحية أن يجيد إختيار الأضحية التي تملك حيوية وصحة ممتازة ويبدأ ذلك من خلال مراقبتك لنوعية الاضحية حيث يفضل دوما اختيار الذكور من الأغنام في نقطة البيع و مراقبة حركيتها في نطاق مكان البيع , ناصحا بتجنب الأغنام التي يبرز عليها الخمول , كما دعى لترقب حركية الأغنام و الكشف عن طبيعة عملية تبرزها أو تبولها بشكل صحي , وكذلك مراقبة شكل القرون ,إذ يلزم تجاوز الكباش التي تملك قرون مكسورة أو يبرز منها نزيف دموي , ومن الناحية الجسمانية فيلزم مراقبة سن الحيوان بان يكون متوسطا في العمر و أن يملك جسم قوي و له مساحة صدر عريضة , ومن اجل تجنب الغش في نوعية الحيوانات التي تملك أجساما عريضة وسمنة مفرطة بسبب تناول  المسمنات الكيميائية والأملاح فيكون ذلك بتلمس منطقة الذيل المتصل بالجسم فإن كانت  شحمية ومنتفخة فذلك يدل على صحتها ومن جهة أخرى على المقتني الأضحية أن يراقب نسبة العضلات اللحمية فما بين الرقبة والرأس , كما يتوجب مراقبة نوعية الاغذية التي يقدمها الموال للأضحية ما إن كانت أغذية طبيعية أم أغذية تحوي مواد كيمياوية التي لها آثار صحية سلبية تسبب الضرر على المستهلكين .

 وفي لقائنا بالأستاذ هيدور فقد اجابنا على عدد من الأخطاء الشائعة بين المستهلكين 

حيث أثبت  لنا صحة الفكرة الرائجة عن علاقة سن الأضحية بعدد أسنانها إذ  يفضل ما بين الأرباع والأسداس  لكونه في متوسط العمر وله بلوغ وله قيمة غذائية وله لحم طازج فكلما كان كبير يصبح لحمه قاس والأصغر يكون طيب .

كما نصح  بالحفاظ على القيمة الغذائية المقدمة للماشية بعد إقتنائها وذلك  بتقديم الحشائش الخضراء و تبن او العليقة المركزة المكونة من خلطة الشعيرة والعلف  

كما يلزم تجاوز المضادات الحيوية حيث أن احترام أساليب التغذية هي ما تحافظ على وزن الحيوان بإعطائه الأكل المناسب و الشعير و الذرة و العلف .

 كما يعتبر تقديم الأضحية وذبحها من أهم الشعائر الإسلامية التي تميز عيد الأضحى والتي يحرص الإسلام على تنفيذها قدوة بالنبي إبراهيم عليه السلام , حيث تتم هذه الشعيرة كل سنة خلال بداية موسم الحج وذلك خلال أيام التشريق التي تلي وقفة يوم عرفات , و تحرص المصالح البيطرية والفلاحية على توعية المواطنين فيما يخص طريقة الذبح بالشكل الصحيح والذي من شأنه منع حوادث قد تصيب المعني بالذبح بالخطر أو حتى الأضحية بحد ذاتها والذي يرجع لعدة اسباب منها , نقص الخبرة أو تجاهل قواعد الأمان الصحية و التي تبدأ من إختيار المكان المناسب لممارسة شريعة الذبح و طريقة إمساك الأضحية بالشكل الصحيح من خلال حمله من قوائمه الخلفية والدفع به للأمام ليتحرك بمفرده , كما يدعوا الأستاذ هيدور لضرورة التعاون في إمساك الأضحية ساعة الذبح لشد قوائمها ورأسها بشكل صحيح لتجنب إصابتها بأي كسر , أوتحركها بشكل يتسبب بالخطر على من يمارس عملية الذبح , ومن جهة أخرى يحذر خبراء الصحة والطوارئ المواطنين من عدم إتباع الأساليب الخاطئة المتعلقة بشحذ السكاكين أو عمليات الشوي و إشعال النار بالحطب مما يتسبب سنويا في حالات متعددة من الإصابات و الحروق 

يعتبر عيد الأضحى من الشعائر الدينية التي يحرس الجزائرييون على تأديتها في ظل مساع الكثير من السماسرة لإستغلال هذه الفترة لتحقيق الربح على ظهر المواطن , الذي هو بحاجة حملات تحسيسية تحرص على حمايته من الإستغلال و تدفع به لقضاء فترة العيد بشكل صحي و آمن. 

كتبه: رافعي محمد محي الدين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.