فعاليات ليالي مسرح الصحراء الدولية تعيد إحياء مسرح الشارع من جديد
ستة عشر دولة تتنافس ضمن فعاليات ليالي مسرح الصحراء الدولية التي ستنقل عروض المسرح نحو الفضاء المفتوح بالصحراء , مناطق سياحية بامتياز ستحتضن عروضا دولية .
عاشت ولاية أدرار فعاليات افتتاح مهرجان ليالي مسرح الصحراء الدولية التي استقبلت وفودا مشاركة في الفعاليات المسرحية من16 دولة، بعاصمة الولاية أدرار التي تحتضن دولا عربية واوروبية مشاركة ، حيث أشرفت وزيرة الثقافة صورية مولوجي على فعاليات افتتاح المهرجان مع وفد من الفنانين و النجوم الجزائريين منهم الفنانة القديرة بيونة و بوعلام بونيني وكمال بوعكاز ونضال الجزائري و مفيدة عداس و مراد صاولي ونجمة ستار أكادمي سهيلة بن لشهب ومجموعة من نخبة الفنانين المرافقين لها حيث وصفت وزيرة الثقافة صورية مولوجي من خلال كلمتها التي ألقتها بأن هذه التظاهرة ستفتح جسورا من داخل وخارج الوطن لتبادل التجارب الثقافية والمسرحية , و أكدت وزيرة الثقافة بأن هذه الفعاليات ستساهم في نشر الأمن الثقافي ولا سيما البعد الإفريقي الذي سيتعزز بالفعل الثقافي , كما أنها دعت بدورها مختلف الفاعلين في القطاعات الوزارية و المجتمع المدني لإثراء ودعم هذه التجربة الثقافية التي ستجعل ولاية أدرار قطبا ثقافيا بارزا بامتياز, وأوضحت الوزيرة بأن هذه الفعاليات ستمكن جمهور ولاية أدرار من اكتشاف طاقات إبداعية مختلفة المشارب و المدارس , وركزت الوزيرة على دور هذه الفعاليات التي ستدعم إمكانات الولاية من الجانب السياحي بأن يكتشف ضيوف الجزائر سحر مدينة أدرار وقصورها التي وصفتها بأنها لؤلؤة من درر الصحراء التي تزخر بإمكانات سياحية مذهلة و ثمنت وزيرة الثقافة جهود المصالح الولائية مباركة لمحافظ المهرجان عقباوي الشيخ الذي تمكن من تجسيد فكرة ليالي مسرح الصحراء الدولية التي ستقدم آفاقا جديدة للشباب المبدعين والمسرحيين وإثراء تجاربهم في شتى التخصصات والميادين وتبادل تجاربهم المسرحية , حيث يتضمن برنامج الفعاليات ورشات فنية في الكتابة الدرامية والتمثيل والتعبير الجسدي إضافة لورشة للأطفال التي حظي بالمشاركة فيها شباب من مختلف ولايات الوطن .
هذه التظاهرة ستفتح جسورا من داخل وخارج الوطن لتبادل التجارب الثقافية والمسرحية , و أكدت وزيرة الثقافة بأن هذه الفعاليات ستساهم في نشر الأمن الثقافي ولا سيما البعد الإفريقي الذي سيتعزز بالفعل الثقافي
وتعود فكرة تنظيم هذه الفعاليات لمحافظ المهرجان عقباوي الشيخ الذي عمل على تحقيق فكرته منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ممثل و مخرج مسرحي ، له مسرحيات عرضت في داخل الوطن وخارجه وأسس جمعية فرسان الركح التي دأبت على تحقيق حلم مسرح الصحراء الدولي بعد عرضه على وزارة الثقافة و السلطات الولائية، و قد خصصت وزارة الثقافة مبلغ 600 مليون دينار جزائري لاحتضان الفعاليات وتمكين الشباب من التعرف على المسرح وتبادل التجارب والخبرات المسرحية مع مختلف الثقافات.
حظيت الفعاليات بدعم من السلطات الولائية التي تسعى لإنعاش الجانب السياحي للولاية والحفاظ على الموروث الثقافي إذ أفاد والي الولاية بأن دعم مثل هكذا مبادرات يندرج ضمن برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتعزيز الإنتاج الثقافي وتشجيع إنشاء القاعات السينمائية والمسارح ودعم المسارات التكوينية في الفنون , ولا سيما تعزيز الثقافة المحلية و الرقي بها من خلال إبراز الموروث الثقافي التقليدي وإيصاله للمحافل الدولية ,و صرح والي الولاية بأن هذه الفعاليات ستتضمن عروضا مسرحية تخرج من قاعات العرض نحو مسرح الشارع التي أطلق عليها فضاء مسرح الصحراء والتي من شأنها دعم القطاع السياحي والتعريف بالمواقع الأثرية للمنطقة كما تضمن ورشات تكوينية في الكتابة الدرامية والتمثيل والتعبير الجسدي والسينوغرافية اضافة لورشة للطفل تضم متربصين من مختلف بقاع الوطن .
هذه الفعاليات ستتضمن عروضا مسرحية تخرج من قاعات العرض نحو مسرح الشارع التي أطلق عليها فضاء مسرح الصحراء والتي من شأنها دعم القطاع السياحي والتعريف بالمواقع الأثرية للمنطقة.
بدأت فعاليات الحفل الإفتتاحي بعروض كرنفالية تعبر عن الثقافات المختلفة لولاية أدرار وقصورها حيث مثل كل وفد منها أحد الدول المشاركة في العروض التنافسية المسرحية المجر وألمانيا و الدنمارك واليابان وجمهورية مصر العربية وتونس وسلطنة عمان و العراق والأردن واليمن وليبيا والسودان و فلسطين و الصحراء الغربية تضمنت العروض رقصات البارود وعروض الفروسية حيث تميز العارضون بملابس تقليدية تمثل العرائس حسب عادات توات والعادات التارقية كما ظهرت مجموعة من العارضين تمثل العادات الفلاحية للمنطقة من الحرث والبذر وبناء الفقارات إضافة لعرض راقص مثل فيه مجموعة من الأطفال رقصة سارة الشهيرة في ادرار بالرقص بالعصي الخشبية , والتي تابعتها وزيرة الثقافة و السلطات الولائية و الوفود الحاضرة للمهرجان , إذ أشادت الفنانة القديرة بيونة بهذه العروض الافتتاحية و بجهود القائمين بها , كما إنبهر عضو لجنة التحكيم الدولية الدكتور فضل الله من الخرطوم من العروض وثمن قيام المهرجان بعرض مسارح في الفضاءات المفتوحة في الصحراء ,فيما دعى سفير اليونسكو علي مهدية لدعم هذه التظاهرة التي تعبر عن الثقافات والموروث الشعبي للمنطقة .
لقد قدمت العروض صورة فنية تمثل صرحا نموذجي للقصر التي تعكس ثقافات المنطقة على مستوى ملعب 18 فبراير حيث توزعت بشكل نماذج سينوغرافية تمثل قو
هك نحو ساحة الحفل التي تضم صورا عن الخيم التارقية الجلدية المتميزة , إضافة إلى الأطفال حفظة القرآن من الحافظ الصغير وهم يحملون ألواح قراءة القرآن الكريم مجسدين الصورة الثقافية التي يتبعها سكان المنطقة منذ القدم بالقراءة الجماعية على الطرق الصوفية المتبعة وتواصلت فعاليات الحفل الإفتتاحي بوصلات فنية تعكس عادات المنطقة كفن الطبل لفرقة التويزة من بودة و عروض التاكوبا للفن التارقي من جمعية تيمنطاف الذي تميز بعروض بصرية نالت إعجاب الحضور واختتمت العروض بوصلة موسيقي للفنانة هدى حمودة .
عروض فنية على خشبة المسرح و وعروض فضاء الصحراء
سطرت برامج الفعاليات دخول ما يقارب العشرين عرضا داخل المنافسة والتي ستتنافس بين منافسات عروض الصالة وعروض فضاء الصحراء والذي مثل يعد سابقة من نوعها تحيي أحد أهم أنواع الفن المسرحي المسمى بمسرح الشارع الذي ولع به الجزائريون منذ عهد الحرب التحريرية و الذي يعود لشكل من الأشكال الفنية الإرتجالية التي تعرض عروضا في هواء الطلق على العامة في المنتجعات والمناطق السياحية والتجمعات والحدائق وغيرها , ويمثل هذا الفن موروث ثقافي يمثل فن القوال المشابه لفن الحكواتي في الشرق الأوسط ,والذي كان الفنان المسرحي عبد القادر علولة أحد رواده في سنوات الثمانينات والتسعينات , حيث تسببت الأحداث الارهابية في التسعينات بتوقيف هذا النوع من العروض والتي ستحيا من جديد على إثر هذه الفعاليات التي برمجت عروضا المسرحية لتعرض في المناطق السياحية في بلديتي تمنطيط بقصر تفوغاي وتماسخت بينما ستعرض عروض متفرقة خارج إطار المنافسات في بلديات مختلفة كبودة ورقان وأولف ، حيث ستشرف على هذه العروض لجنة تحكيمية من واساتذة مختصين في المسرح والفنون يترأسها الدكتور فضل الله من الخرطوم ، بينما عروض الصالة التي تجرى بالمسرح الجهوي فيشرف عليها لجنة خاصة بعروض الصالة يترأسها الدكتور د. عبد الحليم بوشراكي , ستحمل الجوائز المقدمة أسماء فنانين جزائريين رحلوا عنا على غرار أحمد بن عيسى و الموسيقي الطيب لعبوبي .
كتبه : رافعي محي الدين