فيلم وثائقي ” نازلة يهود تمنطيط “….مغالطة تاريخية باسم “أنصاف اليهود “

 والدعوة الى الاعتراف بالمحرقة الاولى لليهود في تمنطيط .

أنا على يقين أن أحداث هذا الفيلم الوثائقي هي مستمدة من المقاربة التحليلية للأنتروبولوجي الفرنسي AGP Martin في مؤلفه Les ksours berbérophones du Gourara أشار إليه الباحث “رشيد بليل ” في كتاباته الكثيرة عن المنطقة، ولم يشر هدا الفيلم حتى الى اسم هذا الانتروبولوجي الكولونيالي واعتقد انه حتى المشاركين في هذا الفيلم لا يعرفون هذا الاسم حتى يعرفو مغالطته التاريخية باسم “أنصاف اليهود “وانساقوا وراء أضواء الكاميرات والأضواء الكاشفة التي أعمت عيونهم عن الحقيقة التاريخية وأنصاف شيخ المجاهدين الشيخ المغيلي قدس الله سره، والذي قدمت قراءة في نص AGP Martin في ملتقى علمي عنوان المداخلة: الشخصيات الإصلاحية المجددة في إقليم توات من مقاربة الدراسات الكولونيالية ” الشيخ المغيلي التواتي والشيخ سيدي موسى والمسعود القواري انموذجا “
معرجا عن المناظرة التي وقعت بين الشيخ المغيلي و الشيخ سيدي موسى المسعود التسفاوتي شيخ القورارة ،والذي أسس مسجد “كموس” في الحدود المتاخمة لأرض “كالي” وكيف تعامل سيدي موسى مع اليهود وقلل من نفوذهم بالحكمة لأن الشيخ سيدي يعتبر شخصية فكرية مجددة غير جهادية ، وأن اليهود لم يكونوا في صراع مع القبائل القورارية ، حيث أن الإشكال كان مطروحا فقط في المعاملات الدينية الفاسدة واحتكار المعاملات التجارية الغير عادلة، حيث حول سوق تيميمون من “تاحتايت” الى السوق المسمى سوق سيدي موسى لتقليل نفوذ اليهود وبنى مسجده الشهير بالمسجد العتيق على النمط المريني الأمازيغي ولازالت منارته تحاكي النمط المعماري الإباضي في البناء والتشييد ، إضافة إلى أنه كسر شوكة اليهود في معاهدة الذمة والمعروفة تاريخيا بين اليهود وبين القبائل القورارية العربية والأمازيغية وتنصيب الشيخ سيدي أحمد أوعثمان نجل الشيخ سيدي عثمان شيخ تيميمون كسلطة روحية على تيميمون ، وكل هذا بإيعاز من الشيخ المغيلي التواتي التلمساني الأصل عندما مر من تيميمون في طريقه إلى “ات سعيد” لتطهير قصر “ات باموسى” وقصر ” ات هارون ” من الممارسة العبرية المغلوطة وأن اسمي “موسى وهارون” لديه دلالة رمزية التراث العبري .
ثانيا : إن الشيخ المغيلي في تلك الرحلة فقد زوجة المسماة ” لالة اوت العالبي” بالزناتية وهي ترجمة ” لالة زينب بنت الشيخ عبد الرحمان الثعالبي “ مؤسس القصبة في الجزائر العاصمة حاليا ولازال ضريحها إلى اليوم بين أولاد سعيد وأرض جبال “تبشرين” والتي جرت فيها احداث معركة تاريخية كبيرة أيام الدولة السعدية المغربية بقيادة القائد المعروف “بالصفار” حسب بعض المخطوطات التي بحوزتنا عندما رفض سكان القورارة دفع الجزية لدولة السعيدة تحت إمرة الأمير مولاي سماعيل وجهز جيش كبيرا لإخضاع القورارة التي رفض أهلها دفع الجزية ووقعت مجزرة رهيبة راق فيها الدم الغرير من قبائل زناتة ومن العرب الهلالين خلق عظيم والوثيقة تبدأ ( لما انزل الله من الهول العظيم والعذاب الاليم فيما جوى في بلاد تقورارين وبلاد توات في ارض تبشرين ……يتبع) وأصبحت من تلك الفترة منطقة تبشرين مسكونة بأرواح القتلى كما ترويه الذاكرة الجماعية للمنطقة ….( سوف أفرد لها بحثا علميا خاص)…
ثالثا : المغالطة الكبرى التي انساق اليها الباحثون هي عندما وصف “ AGP Martin “ الشيخ المغيلي بالمضطهد لليهود ” L’oppresseur ” عندما حارب اليهود وأخرجهم من أرض توات وأن حربه على اليهود كان بدواعي شخصية ذاتية وهو الثأر لابنه الذي قتل على يد اليهود وذهب الى أبعد الحدود عندما قال بأن تمنطيط فقدت بريقها الثقافي والاقتصادي والحضاري إشارة إلى دور اليهود في التنمية الاقتصادية والثقافية في توات والأدهى والأمر أن فيه من أشباه المثقفين من يمارسون العهر والتهريج الثقافي ، والذين أخذو منحى هذه المقاربة الى أبعد الحدور عندما وصفو معركة المغيلي باليهود ووصفها “بالمحرقة الاولى ” للأسف الشديد.
رابعا : ما يشعرني بالقيئ هو أن الباحث والمثقف المحلي غير مضطلع تماما على هذه الدراسات الأجنبية وأغراضها الكولونيالية ودخل في حالة “قوم تبع” دون وعي أو إدراك لهويته العربية والأمازيغية والإسلامية وهمه الوحيد هو التمظهر أمام الميكروفونات والكاميرات التليفيزونية ممارسا دور الناطق الرسمي باسم التاريخ والثقافة دون يعي انه يمارس البغاء باسم الثقافة والتاريخ .

أقلامنا فدا الشيخ المجاهد المغيلي
كريم احراش

تعليق 1
  1. محمد يقول

    سدد الله خطاك دكتور بوخاري

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.