قمة الرياض تصدر نداء عاجلا لإنهاء حصار غزة وتقديم المساعدات الإنسانية
أصدرت قمة الرياض التي أقيمت في 11 من نوفمبر سلسلة من القرارات الحاسمة الرامية إلى معالجة الأزمة المستمرة في قطاع غزة إذ حددت القمة، مجموعة شاملة من الإجراءات لإدانة ومواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ,وقررت الجزائر، التي أبدت تحفظاتها على نتائج القمة، خفض تمثيلها إلى مستوى المندوب. وتعكس هذه الخطوة مخاوف الجزائر من الضعف الملحوظ في المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل التطورات المأساوية في غزة. وأبدى دبلوماسيون جزائريون تحفظاتهم على وثائق القمة التي ساوت بين الضحية والجلاد، مشددين على ضرورة اتخاذ موقف أقوى يدين العدوان الإسرائيلي , وقد قررت الخارجية السعودية دمج القمتين الإسلامية والعربية بقمة واحدة حسب البيان الذي جاءفيه “استجابةً للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة، وبعد تشاور المملكة العربية السعودية مع جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ فقد تقرّر عقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية بشكل استثنائي في الرياض اليوم السبت عوضاً عن “القمة العربية غير العادية” و”القمة الإسلامية الاستثنائية” اللتين كانتا من المُقرر أن تُعقدا في التاريخ نفسه”.
ما نحتاجه في غزة ليس توقف القتال لبضع ساعات بل نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
رفض مبررات الدفاع عن النفس
: ما يجري في غزة يعكس ازدواجية المعايير ويتعارض مع القانون الإنساني الدولي
ولي العهد الكويتي
أدانت القمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل قاطع، ووصفته بأنه سلسلة من جرائم الحرب والمجازر الوحشية التي ارتكبتها حكومة الإحتلال الاستعماري وامتدت الإدانة إلى الضفة الغربية المحتلة والقدس الشريف، منددتا بالأعمال اللاإنسانية التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء , حيث رفضت القمة أي محاولة لتبرير العدوان بأنه دفاع عن النفس، مؤكدة على عدم صحة تلك التبريرات تحت أي ذريعة فيما ومن جهته إنتقد ولي عهد الكويت خلال القمة المعايير المزدوجة الواضحة في الوضع في غزة، مؤكدا تناقضها مع القانون الدولي الإنساني , وشدد على ضرورة اتباع نهج عادل ومنصف لمعالجة الأزمة .
وقد دعا القادة إلى إتخاذ إجراء من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض قرار الوقف الفوري للعدوان ,وتمت دعوة المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى محاسبة إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة، والمطالبة بالوصول الآمن والمستدام لتقديم الدعم الإنساني والمواد الأساسية لشعب غزة.
نتساءل إلى متى سيظل العالم يعامل إسرائيل على أنها فوق القانون الدولي؟
أميرقطر
إنهاء الإجراءات والاحتلال الإسرائيلي غير القانوني
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة إلى الشفافية فيما يتعلق بالأسلحة النووية الإسرائيلية، وحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية للكشف عن المعلومات ذات الصلة ,كما دعا أردوغان إلى فحص تصرفات إسرائيل في غزة من قبل مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية , حيث حثت القمة على وقف كافة الإجراءات غير القانونية التي تديم الإحتلال، بما في ذلك بناء وتوسيع المستوطنات، ومصادرة الأراضي، وتهجير الفلسطينيين من منازلهم .كما وأُدينت العمليات العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد المدن والمخيمات الفلسطينية، إلى جانب إرهاب المستوطنين,. ودعت القمة المنظمات الدولية إلى إدراج الجمعيات والجماعات الاستيطانية على قوائم الإرهاب بما يضمن حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه وقد أدان البيان الختامي للقمة بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس والإجراءات غير القانونية التي تنتهك حرية العبادة.وشدد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة، ودعا إلى دعم دائرة أوقاف القدس الأردنية في إدارة المسجد الأقصى. وتمت إدانة التصريحات المتطرفة والعنصرية التي يدلي بها الوزراء الإسرائيليون، بما في ذلك التهديدات النووية، باعتبارها تهديدات خطيرة للسلم والأمن الدوليين زادت من تصاعد حدة النزاع وتسببت بمقتل قتل الصحفيين والأطفال والنساء، بالإضافة إلى استخدام الفسفور الأبيض في الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان.
الإلتزام بالسلام وحل الدولتين ودعم الجهود العربية
“الوقف الفوري للعمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي”
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي
وأكد القادة مجددا التزامهم بالسلام كخيار استراتيجي، مشددين على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي والقرارات الدولية وحثت المجتمع الدولي على إطلاق عملية سلام جادة وحقيقية، على أساس حل الدولتين الذي يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني إذ أدان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ما وصفها بـ”الحرب الوحشية” ضد الفلسطينيين، والتي سقط فيها آلاف المدنيين، بينهم أطفال ونساء، ضحايا للصراع. ودعا إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وتوفير الممرات الإنسانية، وإنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان.
شددت القمة على ضرورة معالجة القضية الفلسطينية، معربة عن قلقها إزاء عدم التوصل إلى حل وتدهور الأوضاع,ومن هذا المنطلق أعربت القمة عن دعمها الكامل للخطوات التي اتخذتها جمهورية مصر العربية لمعالجة تداعيات العدوان الإسرائيلي وتقديم مساعدات فورية ومستدامة وكافية لغزة حيث دعا الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الحكام العرب إلى استخدام قوتهم لوقف ما أسماه الأعمال “الصهيونية القمعية”، مشددا على ضرورة حماية الشعب الفلسطيني فيما صرح الرئيس السوري بشار الأسد بأن الوضع الإنساني بفلسطين قد إزداد ظلما وقهرا
هل يحتاج الفلسطيني منا المعونات الإنسانية أولاً أم يحتاج إلى الحماية مما هو قادم من إبادة بحقه؟، السلام الفاشل أدى إلى زيادة عدوانية الاحتـ ـلال، والوضع الفلسطيني ازداد ظلما وقهرا
الرئيس السوري بشار الأسد
ومن جهتها دعمت القمة المبادرات القانونية والسياسية لدولة فلسطين، بما في ذلك طلب الرأي الاستشاري من محكمة العدل الدولية و أمرت بتكليف أمانتين لإنشاء وحدة رصد إعلامي مشتركة لتوثيق الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني وفضحها على المنصات الرقمية وتهدف هذه القرارات بشكل جماعي إلى معالجة الأزمة الإنسانية المباشرة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وإحلال السلام الدائم في المنطقةوكسر الحصار على قطاع غزة وتؤكد القمة على ضرورة التحرك الدولي وتدعو الدول إلى ممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية لوقف الجرائم التي ترتكبها سلطات الإحتلال الاستعماري.