قمح الجزائر يثير هستيريا في المغرب: حملة تشويه تكشف التحديات والإنجازات الجزائرية
أثار إنتاج القمح في الجزائر ردود فعل قوية في المغرب، حيث شنت قناة “ميدي 1” المغربية حملة تشويه ضد الجزائر في الأيام الأخيرة، محاولة تضليل الرأي العام المغربي بشأن إنتاج الحبوب الجزائري، ولكن مع توضيح الحقائق، يُظهر الوضع صورة مغايرة تمامًا.
وفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن فيديوهات انطلاق موسم حصاد القمح في ولاية أدرار، التي تميزت بإنتاج قياسي للحبوب، أثارت جدلاً واسعًا، وتم بثها عبر وسائل الإعلام العالمية، مما أدى إلى حالة من الهستيريا والتكالب غير المسبوق من الجهة المغربية ومن جهته أوضح المصور المعتمد و المسؤول التقني لدى مؤسسة أقواس الإعلامية و next dream والقائم على تصوير الفيديو الأصلي وتركيبه منير سيلا بأن أي مختص في التصوير المونتاج بوسعه التفرقة بين الفيديوهات المفبركة بالذكاء الإصطناعي و بين ما تلتقطه العدسة وذلك خلال مداخلته مع قناة السلام الجزائرية كما أشار ذات المتدخل بأن الفيديو ماهو إلا جزء من حركة التنمية الفلاحية بالمنطقة
وعلى الرغم من محاولات تشويه الصورة، فإن البيانات الفلاحية تُظهر أن ولاية أدرار تحقق إنتاجًا ضخمًا من الحبوب، ومن المتوقع أن تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي للجزائر. يُتوقع أن يتجاوز إنتاج الجزائر للحبوب هذا العام 5 مليون طن، بارتفاع ملحوظ عن السنوات السابقة.
وتأتي هذه الإنجازات في إطار جهود حثيثة تبذلها الحكومة الجزائرية، حيث تم تضخيم الاستثمارات في القطاع الزراعي وتحسين البنية التحتية، بالإضافة إلى تبني استراتيجيات جديدة لتعزيز الإنتاجية والتحكم في الاستيراد.
مع ذلك، فإن الحملة التشويهية لا تزال مستمرة، ويرجى من الرأي العام المغربي أن يتعامل بحذر مع الأخبار المشبوهة، وأن يلتفت إلى الحقائق والأرقام الموثقة قبل اتخاذ أي انطباعات نهائية.
مقطع الفيديو الجزائري لوصول العتاد الفلاحي إلى أدرار: حقائق تكشفها التحقيقات “وكالة مسبار “
تحققت “مسبار” من مقطع الفيديو المتداول الذي ادعى بعض الناشرون أنه تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل التلفزيون الجزائري. وتبيّن أن المقطع يُظهر لقطات حقيقية لوصول عتاد فلاحي إلى ولايتي أدرار وتيميمون في الجزائر، وهذه اللقطات تم التقاطها بواسطة طائرة مسيرة (درون) وليست مولّدة بالذكاء الاصطناعي كما ادعي.
وفي عملية التحقق، استخدم “مسبار” الصور الفضائية المتوفرة عبر خدمة غوغل إيرث لتحديد مواقع التقاط المشاهد في الفيديو، وتبين أن المكان المصور هو الطريق الوطني رقم 6 في ولاية أدرار.
كما أظهرت الصور الفضائية التحقق من المعالم والعلامات الموجودة في الفيديو، مثل الأشجار والطرق والأعمدة الكهربائية والمحاصيل الزراعية، وأكدت مطابقتها مع ما ظهر في الفيديو.
وتمكن “مسبار” أيضًا من التعرف على اللافتات والشعارات الموجودة على الشاحنات والمركبات في الفيديو، ووجد أنها تعود لشركات وهيئات جزائرية حقيقية، مما يؤكد صحة المقطع المصور.
كما يُظهر التحقق الشامل من مقطع الفيديو أن التلفزيون الجزائري لم يولّد هذا المقطع باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل يُظهر مشاهد حقيقية لوصول العتاد الفلاحي إلى مناطق الحصاد في الجزائر.
و يُشير هذا التحقق إلى أهمية التحري الدقيق وراء الأخبار والمقاطع المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وضرورة التحقق من مصداقيتها قبل تداولها أو اعتمادها كمصادر موثوقة وتعد وكالة مسبار من أهم الوكالات المتخصصة في التحقق من الأخبار المغلوطة والمفبركة حول العالم وقد اعتمدت في تحقيقها على مختلف المصادر من موقع غوغل إيرث والصفحات الرسمية سونلغاز وسوناطراك و المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري .
إنتاج قياسي للحبوب في أدرار خلال حملة الحصاد للموسم الفلاحي 2023/2024
وفقًا للمديرية الفلاحية بالولاية فقد تحققت نتائج مذهلة في إنتاج الحبوب خلال حملة الحصاد للموسم الفلاحي 2023/2024 في ولاية أدرار حيث تجاوز الإنتاج مليون قنطار بفضل الجهود المبذولة والاستثمارات الفعّالة في القطاع الزراعي كما بلغت المساحة المزروعة بالحبوب أكثر من 22.950 هكتار، منها 17.249 هكتار تحت الرش المحوري، بزيادة قدرها 20% مقارنة بالموسم السابق وتنوعت أصناف الحبوب المزروعة حيث بلغت مساحة القمح الصلب أكثر من 16.000 هكتار و المتوقع منها إنتاج يفوق 800.000 قنطار بالإضافة إلى المساحات المخصصة للقمح اللين، الشعير، والخرطال.
تم تجهيز الحملة بكافة الإمكانيات اللازمة، بما في ذلك العتاد الحديث والشاحنات لنقل المحاصيل، وتخصيص مراكز لتجميع الحبوب لضمان نقلها بسلاسة إلى مراكز التخزين.
ومن جانبها، شهدت زراعة الذرة الصفراء زيادة ملحوظة في المساحة المزروعة، حيث ارتفعت من 6.230 هكتار إلى أكثر من 7.440 هكتار تحت الرش المحوري، مما أدى إلى إنتاج 221.130 قنطار من هذه الحبة الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تحقيق إنتاج كبير من الأعلاف، حيث بلغ إنتاج الذرة الصفراء للأعلاف قرابة 860.000 قنطار من مساحة محصودة تقدر بحوالي 3.370 هكتار.
تأتي هذه النتائج في إطار استثمارات متزايدة في الزراعة بولاية أدرار، حيث توفرت مساحات كبيرة للزراعة، وتم تحسين البنية التحتية وتوفير الدعم الفني للفلاحين، مما ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير في إنتاج الحبوب وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة