قنواتُ برازافيل

عندما كانت الجزائر تناضلُ دبلوماسياً من أجل دعم الثورة وتحرير افريقيا، كانت مجموعة برازافيل المكونة من عبيدٍ يدعمهم الجنرال ديغول , يعرقلون عمل فرانز فانون سفير الحكومة المؤقتة الجزائرية في غانا بخصوص التمدد الدبلوماسي في افريقيا.
برازافيل هي عاصمة الكونغو ,والمجاهد فرانز فانون طبيب وفيسلوف ولد في طرف الدنيا بجزر الإنيتيل بحر الكاريبي, آمن بالتحرر من العبودية والإستعمار فناضل من أجل ذلك ، لايبتعد عن مشروع مالكوم اكس ولوثر كينغ ، وقد بحث فانون كثيراً عن جواب سؤاله: من أنا؟
وجد الجواب، عندما استقال الطبيب والفيلسوف اليساري الشهير من مستشفى البليدة احتجاجاً على السياسات الإستعمارية والتحق بالثورة طبيباً وصحفياً في جريدة المجاهد بصفته “فيلسوف الثورة” ثم سفيراً للحكومة المؤقتة بغانا حيث أشرف على فتح الجبهة الجنوبية بدولة مالي التي قادها عبد العزيز بوتفليقة وبلهوشات بغرض عرقلة مشروع فصل الصحراء .
فرانز فانون لم يقل له الثوار”أنت براني”, في الوقت الذي كان التلفزيون الإستعماري المؤسس بعد أسبوع من إطلاق إذاعة صوت الجزائر الحرة24ديسمبر1956 ينعتهم بالفلاقة والخارجين عن القانون ولازال المبنى نفسه .
_ تلفزيون صباحيات الذي نفى صفة الجهاد عن المجاهد لخضر بورقعة وأدخل كلمة زواف للحقل الإخباري الرسمي ، قدم “شكشوكة ” صحفية البارحة في وهران بعنوان الوحدة الوطنية ، اكتشفنا خلاله أن الحراك متكون من السكان الأصليين والمهاجرين، إنطلاقاً من رصيد ثقافة الحومة التي تخنقه، مثلما ردد للعاصميين قبل فترة أن القبائل “برانية” ولايحق لهم التظاهر في العاصمة.
وفي اطار فلكلور الرداءة عمل روبرتاجاً بعنوان “المجاهد عبد القادر بن صالح مسيرة حافلة بالإنجازات ” تحدث فيه رئيس بلدية ندرومة بتلمسان عن بن صالح ، ولا أدري ما علاقة رئيس بلدية بالتاريخ؟. سوى كون الفريق الصحفي أنجز شيئاً عن الصرف الصحي واستغل فائض الشريط في إضافة “مسخ” يسمى عملاً صحفياً.
وتبعا لعقلية نشر ثقافة “ولد الحومة تاعنا “، جند فرقة لنقل البارود وطبل الشلالي من مدينة بوسمغون لإنها موطن عبد المجيد تبون. ورئيس بلديتها من الأفلان يدعى “عمر تبون” وبقى له أن ينقل الفرحة من مسكنه وبلاد اصهاره بأدرار، ولاينسى تصوير الأوساخ المنتشرة ووضعية الطرقات في الشارع الرئيسي الذي لازال يحمل اسم مشاريعه وتجارته “حوانيت تبون” في قلب أدرار.
طبعاً البوق الذي رافع رسمياً لعقيدة خالد النزار ورفقائه الإستئصالية، كان يصف منتصف التسعينيات الزعماء احمد بن بلة ،عبد الحميد مهري, حسين آيت أحمد ، بعملاء الأيادي الخارجية ،الخونة،المرتزقة، حول إجتماع سانت ايجيديو، ثم ظهر مؤخرا مديره السابق حمراوي يتمنى أن يموت مع بوتفليقة، تخصص على مدى عشرين عاماً في فبركة مونتاج صور الرئيس الذي يحرك يديه لدى إستقباله الإبراهيمي .واتخمنا بخطابات حتى لا ننسى ” جيتكم رسول سلام ، جيتكم بجاه الشهداء والجزائر تناديكم بقتلاها… تناديكم بثكلاها فهبوا من أجل نصرة بلادي ” .
-وسائل الإعلام الجزائرية لها وعليها ،لكن أن يستعمل المرفق العمومي في نشر الكراهية والتزلف من أجل ترقية مسؤول “شكام” رديء عند أسياده ، فنحن أيضا نستطيع النبش في التاريخ .لوقف العبث بالنسيج الإجتماعي.
_ من حق الجزائريين على إختلاف مشاربهم أن يعبروا عن آرائهم دون تخوين. وحقهم مشاهدة القناة العمومية التي يدفعون ضرائبها أن تحترمهم لإنها صارت لاتختلف عن صفحة فايسبوك وان توثري فيفا لالجيري, موغلة في توزيع الكراهية وثقافة الأصلي والبراني….

للتاريخ:

عندما كان “البراني” فرانز فانون القادم من بحر الكاريبي يناضلُ بوطنية في أدغال افريقيا من أجل القضية الجزائرية نهاية الخمسينيات ،كان الدخلاني يبيعها بقطعة الخبز الحافي قبل اكتشاف الكاشير.
لذا مهمة الإعلام الحقيقي بناء جسور التلاحم الوحدوي وقيم المواطنة بدل تخوين الناس بالمد الشعبوي الموبوء.
كتب فرانز فانون في كتابه معذبو الأرض” إذ يكتشف الشعب أن ظاهرة الاستغلال الظالمة يمكن أن تأخذ مظهراً أبيضاً أو عربياً. والخيانة هاهنا ليست وطنية فحسب بل ثقافية، لذا على الشعب أن يتعلم كيف يُندد باللصوص”

كتبته: لحسن حرمة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.