قواعد للتربية الرقمية لفئة المراهقين والشباب من مخرجات الملتقى الإعلامي الأول لصناعة المحتوى بجامعة ادرار
دراسات عن صناعة المحتوى ووضع حماية فكرية لملاك المحتوى و مسابقات جامعية لتشجيع صناعة المحتوى الهادف بين الطلاب .
انتهت أشغال الملتقى الاعلام الدولي الأول بجامعة أدرار عنوان : رهان صناعة المحتوى الرقمي وتداعياته على الأمن الإجتماعي ,وقد خلصت أشغال المنتدى العلمي بعدة مخرجات هدفت إلى توجيه التربية الرقمية و وضع تشريعات وحماية قانونية للمحتوى وضمان حقوق الملكية الفكرية لصناع المحتوى ومرافقتهم كما سيتم صياغة هذه المدخلات والمخرجات من خلال كتاب جامع سيتناول معظم الدراسات لتصبح في متناول الجامعات والدراسات الأكاديمية , و قد تناول الملتقى الذي دام ليومين متتالين مداخلات تناولت مواضيع مختلفة برئاسة الدكتور أسباعي محمد وتنظيم دكتور علي زين العابدين .وعلى هامش الملتقى عقدت جامعة أحمد درايعية إتفاقية تعاون مع المنتدى الوطني الإقتصادي والإجتماعي والبيئي والتي تهدف لتكوين الطلبة في عدة مجالات تخص علم الاجتماع والدراسات الإقتصادية لجانب تنظيم مشاريع ومسابقات علمية اجتماعية وبيئية والتي ستدوم لثلاث سنوات قابلة للتجديد و التي وقعها رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد سيدي محمد بوشناق خلادي مع رئيس جامعة أحمد درايعية أ.د بن عمر محمد الأمين .
سعت مخرجات الملتقى لوضع قواعد التربية الرقمية في المؤسسات التعليمية والتربوية وبالخصوص لفئة المراهقين والشباب حيث تسعى المخرجات لتأسيس مركز رصد لتقييم صناعة المحتوى على المستوى العربي و وضع أسس تهدف لتصحيح مسار المحتوى في مواقع التواصل الإجتماعي والإنترنت والتي باتت في حاجة ماسة لتعزيز الوعي بين الصناع وتجنب السعي نحو الترند والشهرة ,إذ اصبح العالم العربي اليوم يمتلك عدة صناع محتوى في مجالات متعددة في مجال السياحة والفن وحتى الترويج الحياة والعادات اليومية الذين يطلق عليهم بالمؤثرين أو اللفظ الأعجمي الأنفلونسرز حيث تمثل مصدرا ماليا هاما لروادها مقابل ما يحضون به من مدخول الإعلانات و مردود المحتوى الذي يحصلون عليه من مواقع التواصل الإجتماعي كل شهر , إذ أصبحت ظاهرت المؤثرين تشكل هاجسا إجتماعيا ومتابعة كبيرة من طرف رواد مواقع التواصل الإجتماعي في العالم والعالم العربي خاصة و الذين أصبحوا لا يهتمون بوجود أي فارق في تقييم محتواه الذي يختلف ما بين محتوى هادف ومحتوى آخر يتم تقييمه بالمحتوى الهابط أو الغير هادف , حيث ستبرز من خلال هذه المخرجات سعي الجامعات لوضع دراسات أكاديمية تتمكن من وضع تقييم للمحتوى و إصدار تقارير سنوية بوسعها أن تسلط الضوء على كيفية إعداد المؤشرات التي بوسعها ان تكون فكرة عن ماهية الصناعة المحتوى الهادف وتقييمه وكيفية جلب أنظار المتابعين وخصوص فئة الشباب لمعرفة المحتوى الهادف من غيره
وقد باتت صناعة المحتوى في الوقت الحالي ذات تأثير كبيرعلى المتابعين وسلوكاتهم المهتمة بالسعي دوما نحو تحقيق الشهرة و الرواج و و الترند دون وضع أي حدود للسلوكيات الخاطئة والمؤدية للمجتمع حيث تعرض الشباب والأطفال للعديد من الحوادث بسبب محاولتهم تقليد حركات رياضية أو المشاركة في تحديات تبث عبرمواقع التواصل الإجتماعي كالقفز من اماكن عالية أو حبس الانفاس بواسطة شريط لاصق مثلا , حيث عرفت عدة دول عربية كمصر وتونس والجزائر والإمارات وفيات وحالات الانتحار في أوساط المراهقين والأطفال الذين لم يدركوا مدى خطورة هذه التحديات وممارستها, ومن جهة أخرى أصبحت صناعة المحتوى التي تقدم الحياة اليومية للمؤثرين و تصوير الروتين اليومي تمثل هاجسا لدى المتابعين الذين أصبحوا مهوسين بتقليد حياة المؤثرين و إتباع أسلوب حياتهم الذي يرتبط دوما بالحياة الرفاهية و المتعة , وبمنظور آخر أصبحت صناعة المحتوى تشكل خطرا حتى على المؤثرين والصناع المحتوى بحد ذاتهم الذين بات عليهم تقديم عدت تنازلات وكشف أسرار تتعلق بحياتهم للعامة لصالح وكالات الإشهار ,فظهرتحالات تمثلت في إنتحار صناع المحتوى أو تعرضهم للابتزاز و الأمراض النفسية من طرف متابعيهم و المهوسين بهم والوكلات الممولة لهم ,وهوما يدعوا اليوم لتشكيل قاعدة لإرساء قواعد و دراسات أكاديمية تسعى لتنظيم و إعداد المحتوى اذ ابرزة مخرجاته عن ضرورة إنشاء مجالس رقابية تضمن أخلاقيات صناعة المحتوى وتنظيمه حسب قواعدسلطات الضبط لإبراز الصناعات الهادفة للمحتوى و جعلها تنالاحقيتها في المجتمع لنشر الثقافة و المعرفة , إذ يحصى وجودشريحة كبيرة من صناع المحتوى الشباب الذين يسعون لنشر ثقافتهم والترويج للسياحة ونشر العبر و العاداتوالسلوكات الهادفة و إبراز مواهبهم من خلال الفن والتمثيل والغناء والرسم وغيره إذ إنبثقعنمخرجات وتوصيات الملتقى إطلاق مسابقات سنوية للإخيار أفضل صناعة في المحتوى الرقمي وذلك في إطار تشجيع المواهب الجامعيةوالطلابية وزرع الثقة في صناع المحتوى و كذا مرافقتهم في طريقة إعداد محتواهم بالشكل الصحيح .
تمثل صناعة المحتوى في العصر الحالي صناعة اقتصادية لروادها وتقدم لهم مدخولا كبيرا وهو ما يدعو لوضع إستراتيجيات تسويق المحتوى الرقمي بشكل هادف و إمكانية جعله كمصدرللدخل بشكل قانوني وإثبات الملكية الفكرية والحقوق المجاورة للمحتوى لأصحابهم حيث برزت في السنوات الأخيرة عدة قضايا تتعلق بالملكية الفكرية و استنساخ المحتوى الفكري دون الإشارة لمالكيه ,وبرغم من السياسات التي وضعتها قنوات ومنصات التواصل الإجتماعي وصناعة المحتوى المحتوى كاليوتيوب و تويتر و ميثا إلى ان هذه القوانين قد لا تتناسب مع القوانين المحلية و التشريعية للعديد من البلدان ,مما يتسبب في غختلاسالمحتوى وعدم إمكانية أصحابه من الحصول على حقوقهم بالملكية أو الحصول على مردود مادي مقابل شراء بياناتهم ومحتواها حيث قدمت توصيات الملتقى مخرجات تسعى لوضع مرافقة قانونية لصناع المحتوى الرقمي ليدركوا اهمية الحقوق والواجبات المعمول بها في بلدانهم وكذا ضبط المحتوى الرقمي بما يتناسب مع اخلاقيات المجتمع كما تسعى التوصيات للحرس على حماية المحتوى من التهكير أو الحذف من المنصات وعدم قدرة مالكيه على استرجاعها وذلك بتأسيس قواعد لحفظ البيانات و المعلومات الرقمية ليسهل نقلها وحمايتها وكذا وضع آليات لإسترجاع هذه البيانات وحفظها بشكل آمن
إن أشغال الملتقى الإعلامي الأول بولاية سيمثل بتوصياته الأكاديمية دفعت هامة في تقديم الدعم الأكاديمي والجامعي في صناعة المحتوى الرقمي وصناعة البيئة الرقمية وتقييمها من خلال معرفة أسس صناعة المحتوى الهادف و الحرص على حماية الرواد والمتلقين من المحتوى الهابط ووضع أخلاقيات مضبوطة في نشره وكذا توفير الأدوات والبرمجيات المناسبة لرواده . كما ان هذا الملتقى سيقدم دعما ومرافقة قانونية وتشريعية تمكن صناع المحتوى من حماية منتجاتهم وإعطائها حماية فكرية وقانونية تمكنهم من إستغلال بشكل بشكل شرعي والحصول على مردودها بشكل آمن من خلال حماية شبكة البيانات الرقمية , سيقدم هذا الملتقى أهمية كبيرة للطلاب لإبراز مواهبهم من خلال المسابقات والندوات و المشاريع المبرمجة بين جامعة أحمد درايعية والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي , وستحرص الجامعة على نشر أشغال الملتقى العلمي في مجلات علمية مصنفة أكاديميا إضافة لوضع كتاب جامع يتناول مختلف المداخلات والدراسات التي تم نشرها حضوريا أو عبر التواصل المرئي مع الجامعة لتنشر وتصبح في متناول الطلاب والجامعات