صعوبات التعلم من أكثر العوائق المنتشرة في المدارس إذ يعتبر اضطراب يعيق عملية التعلم الطبيعية , وهذا الاضطراب يكون في العمليات التي تدخل في التعلم مثل الذاكرة , الإدراك , الانتباه , التفكير , استراتيجيات التعلم و كيفية معالجة المواد اللغوية الشفوية و المكتوبة وغالباً تتأثر في القراءة و الكتابة ” الإملاء , التعبير الكتابي , الخط ” بحيث ينتج عنها آثار تمتد لمدى الحياة إن لم تعالج في وقت مبكر , غير أن صعوبات التعلم تتشابه مع عدة صعوبات واضطرابات خاصةً في الوسط المدرسي .
كتابان جديدان يساعدان الأولياء في اكتشاف مشكل صعوبة التعلم لدى أطفالهم
خلال إجراء مقابلة مع البروفيسور دليل سميحة أستاذة في التعليم العالي بجامعة أحمد درايعية بأدرار _ الجزائر و أخصائية في علوم الأرطفونيا و التي ألّفت كتابين حول صعوبات التعلم النمائية و صعوبات التعلم الأكاديمية أضافتهما لمؤلفاتها السابقة إذ يحتويان على معلومات نظرية و معلومات للتشخيص و العلاج , كما أشارت إلى سبب تأليف هذين الكتابين هو أن صعوبات التعلم النمائية من المشاكل المدرسية الأصعب تشخيصاً في المؤسسة لأنها تتشابه مع عدة مشاكل مدرسية أخرى من بينها التأخر في التعلم , البطئ في التعلم , المشاكل في التعلم و غيرها وهي كلها مصطلحات مرادفة لصعوبات التعلم , فالأسباب التي جعلت مجموعة من الأطفال لديهم صعوبة في التعلم هو أن هاته الصعوبات تدخل أولاً في صعوبات اللغة المكتوبة وهي المشاكل المدرسية , فبالنسبة لهؤلاء التلاميذ أحياناً قد تكون أسباب متجذّرة , لكن مايميز هذا الإضطراب أنه في صعوبات التعلم لا يرجع إلى مشاكل في الذكاء أو مشاكل نفسية أو جسدية لكن توجد احتمالات بالنسبة للأسباب قد تؤدي إلى هذا المشكل و تتمثل غالباً في مشاكل ما قبل الولادة أو أثناء الولادة أو ما بعد الولادة والتي تم أخذها كقالب لكل ذوي الاحتياجات الخاصّة ولكن تبقى احتمالات فقط ولكن ما يجب التأكيد عليه هو البحث عن درجة الذكاء لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم, البحث عن الأسباب العقلية , النفسية أو البيئية , فعند غياب كل هاته الأسباب نستطيع القول أن الطفل لديه صعوبة في التعلم , فصعوبات التعلم هي صعوبات نوعية بحيث تؤثر عليه مستقبلاً مثل ” التوجيه المدرسي” . و يوجد سبب آخر لتأليف الكتابين وهو أن محتواهما يتطابق تماماً مع المقرر الوزاري لطلبة الليسانس و الماستر , وهذا للإستفادة منهما و أخذهما كمرجع في مجال البحث العلمي و كذلك في العمل و بينت الدكتورة أنها حاولت أن تشمل بين التشخيص و العلاج و كذلك الأدوات الخاصة بالعلاج و التشخيص , و أكدت أيضاً أنه يوجد برنامج لكل صعوبة أو اضطراب و كيف يقوم المختص في علم النفس المدرسي أن يقوم بعلاجه.
العمل على كتابين في آنٍ واحد لم يكن سهلاً ” دليل سميحة “
أجابت الدكتورة دليل على هذا السؤال : بما أن صعوبات التعلم هو مجال واسع بحيث يكتب فيه المختص وغير المختص” الهواة” فلهذا يوجد الكثير من المعلومات غير دقيقة ليعتمد عليها الباحثين و المختصين , فمن خلال الجانب النظري و الإطلاع على الكتب المختصة استطاعت أن تفرق بين المؤلف الدقيق و غير الدقيق , ووصفت لنا أيضاً مدى صعوبة تجسيد التجربة الميدانية في كتاب و خاصةً أنها تعتبر أمانة تؤدى للأخصائيين و الباحثين , بالإضافة إلى العمل على كتابين في آن واحد لم يكن بالأمر السهل حيث أخذا هذين المؤلفين عاماً كاملاً و هما في مرحلة التحيين مقارنةً بمؤلفاتها السابقة منها : مؤلف فردي حول التعرف البصري على الكلمة المكتوبة المكتسبة باللغة العربية (2017) , مؤلف جماعي حول تعاطي المخدرات (2021) , مؤلف جماعي حول التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية (2020) , وغيرها من الكتب الأخرى التي ألّفتها البروفيسور دليل سميحة
لا توجد مراكز مختصة بأطفال ذوي صعوبات التعلم
“..يوجد العديد من المراكز المتخصصة في ولاية أدرار لكن عدد الحالات في الولاية أكثر مما تحتويه المراكز و كذلك بالنسبة للأخصائيين النفسانيين أو الأرطفونيين فهم يحتاجون إلى تكوينات متخصصة “
الدكتورة دليل سميحة
أشارت الدكتورة أنه لا يوجد مراكز أو أقسام مختصة بذوي صعوبات التعلم لأنهم تلاميذ ذوي ذكاء عادي لهذا هم الفئة المهمشة في المدارس علماً بأنهم هم التلاميذ الذين يعانون من “التسرب المدرسي” و قد يكونون تلاميذ موهوبين أيضاً فبالنسبة للمراكز الموجودة في ولاية أدرار فهناك أقسام مكيفة و أقسام مدمجة حسب فئة ذوي الاحتياجات الخاصة , فيوجد مركز خاص بالمكفوفين , مركز خاص بالصم و البكم , مركز خاص بالتوحد و المركز البيداغوجي للمعاقين ذهنياً و هي مراكز متخصصة حسب الفئات و كذلك تحتوي التلاميذ في مرحلة من المراحل و التي توصلهم لمراحل أخرى , و بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة في مراكز التكوين المهني فهم يحضون بتكوين متخصص بالإضافة إلى المجهودات التي تقوم بها الولاية من خلال دمج هاته الفئة في الحياة المهنية بمقرر التشريعات الأخيرة بتوظيفهم بنسبة 3 بالمئة .
خلال زيارة السيدة رئيسة المفوضة و الهيئة الوطنية لحماية الطفولة و ترقيتها , و السيدة ممثلة صندوق الأمم المتحدة للطفولة ” يونيسيف ” بالجزائر نوهت الدكتورة دليل سميحة بأنه يوجد العديد من المراكز المتخصصة في ولاية أدرار لكن عدد الحالات في الولاية أكثر مما تحتويه المراكز و كذلك بالنسبة للأخصائيين النفسانيين أو الأرطفونيين فهم يحتاجون إلى تكوينات متخصصة “
كتبه : روميسة فاتح