ماذا بعد الاحتفاء بنوفمبر؟

"جلسة شاي (1)" بقلم مبروكي محمد

في كل سنة يهلُّ علينا شهر نوفمبر الأغر حاملا في طياته أريج الذكريات الخالدة والانتصارات المدوية والهزائم النكراء التي ألحقها المجاهدون الأشاوس بأفظع مستدمر عرفه القرن العشرون، كان نصرا من الله وفتحا قريبا للجزائرين الذي تحمّلوا قرابة قرن وثلاثين سنة القتل والتعذيب والتشريد والتطبيع من لَدُن فرنسا التي لاترحم أطفالا رُضّعا ولا شيوخا رُكّعا.

وفي ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة، يرتفع عندنا الحس الوطني إلى أَوجّه ويرفع العلم في المنازل والمدارس والجامعات والمؤسسات، وتصدح الأبواق ومكبرات الصوت بما لذا وطاب من الأغاني والأناشيد والأهازيج التي تبعث على حب الوطن وعدم نسيان الشهداء الذي هم أحياء عند ربهم يرزقون، والمجاهدون الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، كما تشهد الساحة الثقاقية حظا وافرا من الندوات التاريخية والسهرات الفنية والأماسي الشعرية، ناهيك عن المراسيم الرسمية السنوية من وضع باقات من الورود على المعالم التذكارية المطرزة بأسماء الشهداء وقراءة الفاتحة على روحهم الطاهرة، وبعدها ننصرف ونضرب الذكرى صَفْحا عن هذا الحدث مجيد، ضاربين موعدا آخر معه مطلع العام القادم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما هل هنا يختزل حب الوطن ؟ وهل هذا كاف لنسدد ولو قطميرا واحدا من دَين الشهداء علينا ؟ وهل ما تعيشه الجزائر من صعود نحو الهاوية باحتراف وتدهور صارخ في جُل قطاعاتها السياسية والصحية والاقتصادية والثقافية ؟ يُخوّل لبعض  الذين وضعتهم الصدفة أو القدر على أحد كراسي الــحَلِّ والعقد عندنا تصدير الوطنية والتحدث عنها على مسمع من هم دونه في الشأن والمكانة رغم ما يمر به الوطن من محن وشدائد شتى  تتساقط عليه كقطع الليل المظلم، ويدفع ثمنها المواطن البسيط المغلوب على أمره، بل كيف تجبرا شابا على حب الوطن وهدفه الهجرة منه والابتعاد عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

أقول  إن حفظ أمانة مليون ونصف مليون شهيد لاتنتهي عند المظاهرة الممكيجة  ولا الكلمات الرنّانة،  بل أهدافها أسمى ومعانيها أرقى وبيان أول نوفمبر الذي حرره الشهيد (زدور محمد إبراهيم قاسم) يلخص ذلك كلـــــــــــه.

كتبه: مبروكي محمد

2 تعليقات
  1. Ismaïl Dz يقول

    للاسف واقع نتاسف لمشاهدته و حضور حضرتنا فيه لان هي الاقدار ومشيئة الخالق ترفع البليد وتبقي اهل ومستحقي المكانة

    1. أقواس يقول

      شكرااا لك على مروروك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.