مالمقصود بحيادية الإنترنت؟
ألغت الولايات المتحدة حيادية الإنترنت، بعد تصويت لجنة الاتصالات الفدرالية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي لصالح مشروع قانون يلغي القانون الصادر في عهد أوباما، إذ مالت نتيجة التصويت بأفضلية صوت واحد لصالح الراغبين بإلغاء الحيادية، ممّا يعني الانتصار لشركات تزويد خدمة الإنترنت، المعروفة اختصاراً بـ”ISP” التي كانت تعارض هذا القانون، في وقت يُعتبر فيه القرار خيبة أمل كبيرة لجمعيات مستخدمي الإنترنت.
ما المقصود بحيادية الإنترنت؟
حيادية الإنترنت هي مجموعة المبادئ والقواعد التي تحدد سلوك الشركات المزودة لخدمة الإنترنت والتي على أساسها يتم التعامل مع خدمات الإنترنت كأنها مرافق أو خدمات عامة تخضع للقوانين التنظيمية، وبالتالي لا يمكن لمزودي خدمات الإنترنت التلاعب في سرعات الإنترنت ويجب عليهم تقديم محتوى مفتوح للجميع.
ويوجد ثلاث قواعد رئيسية تقوم عليها حيادية الإنترنت حاليا بالولايات المتحدة وهي:
– لا حجب للمحتوى: أي أنه لا يمكن لمزودي خدمة الإنترنت منع المستخدم من الوصول إلى المحتوى القانوني (رغم اختلاف الآراء حول المقصود بالقانوني).
– لا تحكم في سرعات الإنترنت: أي أنه لا يجوز لمزودي الإنترنت إبطاء سرعة تحميل البيانات عمدا من تطبيقات ومواقع على الإنترنت.
– لا أولوية لمن يدفع أكثر: أي أنه لا يمكن لمزودي الإنترنت تقاضي أموال أكثر من منتجي المحتوى -مثل فيسبوك أو نتفلكس- لتوفير البيانات لهم أسرع من الخدمات الأخرى.
وبشكل عام، فإن حيادية الإنترنت تعني أن على مزودي خدمات الإنترنت توفير شبكات مفتوحة وحرة للجميع، ولا يجب عليهم أن يحجبوا أو يعطلوا الوصول إلى أي تطبيق أو محتوى عبر هذه الشبكات.
ما الذي يعنيه غياب حيادية الإنترنت؟
بدون حيادية الإنترنت، فإن مزودي خدمات الإنترنت قد يخلقون مسارات إنترنت سريعة وأخرى بطيئة، وقد يعمدون إلى إبطاء محتوى شركات منافسة بشكل ينفر زبائنها منها.
كما قد يلجأ مزودو خدمات الإنترنت إلى طلب رسوم إضافية من شركات المحتوى التي بإمكانها الدفع للحصول على معاملة تفضيلية، مما يترك الشركات الأخرى أمام خدمات أبطأ.
وتعتبر كومكاست وفيرايزون و”أي تي آند تي” من أكثر الشركات الأميركية المزودة لخدمة الإنترنت معارضة لتلك القواعد لأنها تحد من طموحاتها في تحقيق مزيد من الأرباح.
فعلى سبيل المثال، بإمكان كومكاست طلب رسوم من نتفلكس مقابل الحصول على معاملة تفضيلية في بث الفيديو، فإذا لم تدفع الشركة فإن بإمكان كومكاست جعل خدمتها بطيئة لدرجة لا يمكن الوصول إلى المحتوى أو الوصول إليه إلا بجودة سيئة.
وعليه، فإن شركات مثل فيسبوك ونتفلكس وتويتر ويوتيوب قد تضطر للدفع أكثر مقابل أن يحصل المستخدمون على دفق أفضل للبيانات عبر خدماتها، في حين قد تواجه شركات أخرى مشاكل في بطء الوصول إلى محتوى خدماتها، وربما تخسر نهاية المطاف جمهورها من المستخدمين.
لماذا تدافع مواقع كبرى عن حيادية الإنترنت؟
مجموعة من المواقع الشهيرة، مثل “فيسبوك” و”جوجل” و “نتفليكس” وقفت بدورها مع هذا المبدأ وشاركت في حملة كبيرة شهر جويلية ضد أيّ خطط للتراجع عن حيادية الإنترنت التي تراها ضرورية لعدم تفضيل مواقع على أخرى. وكتب أليكسيس أوهانيان، أحد مؤسسي موقع “ريديت” الاجتماعي، إن حيادية الإنترنت تتيح سوقاً حُرة يجمع الجميع – الرابحين أو الخاسرين. كما صرّحت شركة “نتفليكس” أنها تحس بـ”خيبة أمل من القرار الجديد الذي ينهي حيادية الإنترنت الضامنة للإبداع والابتكار والالتزام المدني”.
تحرير: سالم جمعاوي
المصدر: الجزيرة.نت, مواقع إلكترونية