محرقة رقان الجريمة الفرنسية تكشف على ركح المسرح الجهوي بأدرار
محرقة رقان 1960 مسرحية يحضر لعرضها بمناسبة عيد النصر ستقدم قضية الجريمة الفرنسية على صحراء الجزائر في سنوات الستينية .

يستعد المسرح الجهوي أدرار لعرض مسرحية محرقة رقان 1960 من إنتاج المسرح الجهوي ادرار وبرعاية والي ولاية أدرار العربي بهلول و التي ستعرض في 19 من شهر مارس , أشرف على كتابة المسرحية كاتب السيناريو المسرحي عبد القادر رواحي والذي كتب عدة مسرحيات كمسرحية إلتباس و زعفران و سمر وغيرها من الأعمال التي أشرف على كتابتها وإخراجها وحتى بتنفيذ السينوغرافيا الخاصة بها وسيشرف على الإخراج المخرج محمد بلقيصرية القادم من ولاية تيارت والذي أخرج عدة اعمال مع المسارح الجهوية والوطنية كمسرحية مسرى ومسرحية رحلة قطار مع توفيق الحكيم و المسرح الجهوي للعلمة ومسرحية المستور مع تعاونية اصدقاء الفن بشلف وأزقة الابطال مع مديرية الحماية المدنية ,لجانب المسلسل التلفزيوني نعمان أبوالمقالب من إنتاج التلفزيون الوطني الجزائري , ومن خلال حوارنا مع المخرج محمد بالقيصرية صرح لنا بأن عملية انتقاء الممثلين المشاركين في المسرحية تمت عن طريق تكوينهم من خلال الإقامات الإبداعية والتي تمت من خلال مرحلتين ,المرحلة الأولى دامت لمدة أسبوع كامل من 11 إلى 18 من فبراير تم فيها اختيار الممثلين وتكوينه لدخول مجال الاحتراف في التمثيل ,بعدها دخلت مرحلة ثانية بدأت في 19 من فبراير والتي تعتبر المرحلة الهامة والتي يتم فيها تحضير النص والعمل على جعل الممثلين يتقمصون الشخصيات ويفهمون تركيبتها , وذلك بإتباع طرق منهجية تقربهم للعمل الإحترافي في المسرح , حيث ستقدم هذه المسرحية قضية هامة في ملف الذاكرة الجزائري بتناولها ملف جريمة تفجيرات رقان 1960 والتي قامت بها السلطات الفرنسية على أرض الوطن بالصحراء الكبرى بولاية أدرار .

تعتمد المسارح في جلها على عملية انتقاء الممثلين عن طريق الكاستينغ من أجل بناء أعمالها التي تحتاج لإنتقاء ممثلين محترفين لهم قدرة عالية وتجارب في التمثيل في الأعمال الملحمية ,فيما إختار المسرح الجهوي لولاية أدرار إعتماد طريقة الإقامة الإبداعية للفنانين حيث أضاف المخرج محمد بلقيصرية بأن هذه الطريقة ستخلق لبنة حقيقية في صناعة فنانين متمكنين في المسرح وتعليمهم طرق الإحتراف الأصلي للدخول المسرح و تمكنهم من تقمص شخصياتهم بشكل أفضل , بما يتناسب مع النص الذي يتناول حقبة هامة في تاريخ الجزائر وولاية أدرار خاصة .

يعمل الممثلون الشباب في التحضير للعمل حيث معظمهم من فئة الشباب يبرز نشاطهم في الإجتهاد والعمل بعد انتقائهم تقديم أدوارهم في المسرحية يعمل الممثلين المختارين لأداء المسرحية على الإندماج في قراءة نصوصهم والتعايش مع شخصيتهم وقد بدى ذلك واضحا من خلال تجاوبهم مع بعضهم البعض إذ عمل المخرج على تقييم أدائهم و خلق روابط تواصل بينهم , حتى يكون العمل أكثر اتساقا و إحترافية ويشعر المشاهد بالروابط العاطفية التي تربط بين الشخصيات المقدمة في العرض ,كما سيعرض العمل على ركح المسرح بصور سينوغرافيا لمنفذ السينوغرافيا مبروك بدري والذي كان له عمل مسبق مع ذات المخرج في مسرحية مسرى بتشارك فلسطيني .

البرامج الثقافية المسرحية وملف الذاكرة الجزائرية
سيقدم هذا العمل الملحمي قصة مختلفة تتناول جوانب إجتماعية عاشها سكان منطقة رقان في وقت قيام فرنسا بالجريمة النووية على أراضيهم إذ يعتبر ملف الجريمة النووية التي حدثت فيها إنفجارات للقنبلة الذرية منذ عام 1960 والتي استمرت لأربع تجارب مختلفة في مناطق بالصحراء الجزائرية سميت بقنبلة عش الغراب أو كما أطلق عليها باليربوع الأزرق , وتسعى الجزائر منذ سنوات لنيل الاعتراف الفرنسي بالجرائم النووية عبر عدة ملفات على مستوى المحاكم الدولية , وفي إطار الإحتفالات بستينية الإستقلال فقد عمدت وزارة الثقافة على تقديم عدة برامج ثقافية وأعمال مسرحية وسمعية بصرية تتناول الحقبة الإستعمارية في مختلف مناطق الوطن ,حيث ستكون البرامج الوثائقية بمثابة تعزيز لملف الذاكرة و تسليط الأنظار نحو القضية الجزائرية في إسترجاع الملفات المسروقة والمسكوت عنها من الطرف الفرنسي , فلطالما قدمت العروض الفنية المسرحية القضية الجزائرية منذ أيام الحرب التحريرية عملت جبهة التحرير على توصيل القضية الجزائرية للرأي العام عبر إستغلال الفن والثقافة بواسطة المسرحيات والصناعات السينمائية إذ تكشف وثائق من ارشيف المسرح الوطني عن تأسيس جبهة التحرير لفرقة مسرحية لها توجهة نحو فرنسا في 1955 و 1958 تم تونس 1958 حيث عرضت عدة مسرحيات لتقديم القضية الجزائرية كمسرحية نحو النور من تأليف عبد الحليم رايس وبإدارةمصطفى كاتب والتي تحكي قصةفدائي يقع في قبضة الرجال المظليين و كذلك كمسرحية الباب الأخير للأشرف مصطفى التي عرضت بتونس عام 1957 و مسرحية الجثة المطوقة لكاتب ياسين التي عرضت في 1958 ببروكسل ثم فرنسا عام 1959 حيث كشفت كمأساة الجزائر و حرب الإبادة التي مارستها فرنسا على الجزائريين ,وحتى العالم العربي قد عرف عرض مسرحيات تناولت الواقع الجزائري ايام الحرب التحريرية وايصال قصص المجاهدين الذين كان يتم تعذيبهم كتناول قضية المجاهدة جميلة بوحيرد في عدة أعمال بمسرحيةجميلة للأديب السوري الجزائري الأصل عبد الوهاب حقي و المسرحية المصرية جميلة للشاعر كمال الشناوي الذي رسم قضيةكفاح المرأة الجزائرية في الحرب ,وبالخصوص من تعرضن للتعذيب من طرف العساكر و السجانين كالمجاهدة جميلة بوحيرد ,مما ساهم في إنتشار قصة كفاح المجاهدة جميلة بوحيرث على الصعيد العربي والدولي ليبرهن على قدرة الفن على إيصال رسالة كفاح أي شعب و توجيه الرأي العام لمساندة القضايا الإنسانية وملفات الجرائم الحرب .

إن عرض هذا الإنتاج الفني بإسم محرقة رقان 1960 سيقدم توجيها وإعادة تذكير للرأي العام العالمي على قضية الشعب الجزائري في ملف الذاكرة , حيث قدمت الجزائر منذ سنوات الإستقلال عدة ملفات قانونية للمحاكم الدولية من أجل تجريم فرنسا على جرائمها النووية في الجزائر والتي مارستها على مستوى الصحراء الكبرى في مناطق من ولاية أدرار و تمنراست فضلا عن عدم الكشف عن الملفات السرية التي تتكتم عنها فرنسا لحد الآن فيما يخص إنشاء مخابر صناعية ودفن نفايات نووية في الجزائر دون الكشف عن أماكن تواجدها .
ستكون مسرحية محرقة رقان بمثابة ملحمة تقدم قضية هامة على الركح المسرحي في الصحراء الأدرارية التي شهدت فيها منطقة رقان على وقائع الجريمة النووية الفرنسية .