منظمة حماية المستهلك تساند حملة مقاطعة شراء البيض
دعمت منظمة حماية المستهلك الحملة التي شنها المواطنين لمقاطعة شراء البيض الذي يشهد إرتفاعا في أسعاره فيما نفت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في بيان لها عن إستيراد الدجاج البيوض ذات 18 أسبوع .
أعربت منظمة حماية المستهلك عن مساندتها لحملة مقاطعة شراء البيض التي أطلقها المواطنون بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الطبق الواحد من البيض التي وصلت لحدود 700 دج في جل الولايات من الوطن والذي اعتبرته منظمة حماية المستهلك بأنه ارتفاع تصاعدي للأسعار غير مبرر , فيما يدعي الموزعين لشعبة البيض بأن أسبابه تعود لغلاء الأعلاف و نقص الإستيراد , فتم تداول معلومات مغلوطة مفادها بأن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تسعى لاستيراد الدجاج البيوض من الخارج وهو ما نفته الوزارة في بيان لها بأن إنتاج دجاج البيض ذات 18 أسبوع ايبقى إنتاج وطني وعليه فإن المعلومة المتداولة بهذا الخصوص لا تعتمد على أي أساس من الصحة .

يسعى المواطنون من مختلف ولايات الوطن لمقاطعة شراء البيض حيث تداول نشطاء عبر صفحات الفيسبوك منشورات تدعوا لعدم شرائه فيما أغلق أحد باعة البيض محله في ولاية أدرار ووضع لافتة على محله يبرر سبب غلق محله لإرتفاع أسعار البيض الذي يبيعه الفلاحين موضحا بإعلان على واجهة المحل بأنه مغلق لأجل غير مسمى بسبب إرتفاع أسعار البيض عند الفلاحيين …..إقطعوا طريق رفع الأسعار بالمقاطعة انا تاجر.. أنا مقاطع لا نشتريه ولا نبيعه ولا نأكله , في دعوة منه لمقاطعة شراء مادة البيض وفي سياق دعم جمعية حماية المستهلك بولاية أدرار صرح لنا رئيس الجمعية عامر رابح أن مساندتهم لهذا القرار يعود للارتفاع التصاعدي لأسعار البيض بولاية أدرار والتي لم تشهد أي انخفاض مقارنة مع الولايات الأخرى مما ينعكس بالضرر على المصالح المعنوية للمواطنين , وقد بدأت هذه الحملة منذ حوالي عشرين يوما تدعوا فيها الجمعية للمقاطعة شراء مادة البيض مما قد يجبر الموزعين على تخفيض أسعارها والتي من الملائم أن تتراوح بين 250 دج الى 300 دج للطبق الواحد , كما تدعوا جمعية حماية المستهلك بولاية أدرار الجهات القانونية لوزارة التجارة ووزارة الفلاحة والتنمية الفلاحية لضبط السوق و الموزعين و السعي نحو تشديد الرقابة ضد المضاربين الذين يسعون لاستغلال فرصة ارتفاع الأسعار لصالحهم , كما تنصح المنظمة المواطنين بالالتزام بحملة مقاطعة الشراء مادة البيض فهو مادة ليست بسريعة التلف في المواسم الشتوية و تكدسه لدى الموزعين سيؤدي لانخفاض سعره في نهاية المطاف .
وقد ذكر الأمين العام للمجلس الوطني المهني لتربية الدواجن الهادي تبحيرت لجريدة الشروق بأن أسباب ارتفاع مادة البيض يرجع لغلاء سعر الأعلاف و بالخصوص في مادة الذرة التي ارتفعت لنحو 5500 دج للقنطار الواحد و أسعار الصوجا التي وصلت لسعر 12 ألف دينار جزائري كما أشاربأن تأزم الوضع يرجع كذلك لإنتشار الأمراض و الانفلوانزا H5 و الذي تسبب بالضرر لنحو 300 الف دجاجة بالمدية بقيمة تقدر 25 مليار سنتيم ,و رجح الهادي تبحيرت بأن الأسعار سوف لن تعرف اي انخفاض في ظل إفلاس مربي الدواجن و عجزهم عن إقتناء الدجاج الأحمر و شراء الادوية والأعلاف , ومن جهته صرح الناطق الرسمي للفيدرالية الوطنية لمربي الدواجن جلول بوداود لجريدة الخبر بأن ظاهرة ارتفاع اسعار البيض لا تمس الجزائر فقط بل هي ذات بعد عالمي حيث ارتفع سعر البيض بفرنسا و إيطاليا لنحو 5 يورو ,و صرح لذات المصدر بأن الأسعار قد تعرف انخفاضا مع حلول شهر رمضان .

و قد مس ارتفاع أسعار البيض دولا كثيرة في العالم كمصر التي وصل فيها سعر البيضة لنحو 90 جنيها مصري والذي تعود أسبابه لغلاء سعر الأعلاف و القمح والشعير الذي تاثر بسبب انخفاض التصدير القادم من أوكرانيا والذي إنعكس على سعر بيع الدواجن واللحوم التي تعتمد على الأعلاف و الأدوية كما يشهد العالم ارتفاعا في أسعار البيض حيث وصلت الأسعار ذروتها في السوق العالمية في نهاية ديسمبر 2022 ووفقا لمايكل سواسنسون كبير الاقتصاديين الزراعيين في Wells fargo بأمريكا فإن الأسعار عرفت إرتفاعا بسبب إنتشار انفلوانزا الطيور الذي ادى لنفوق 44 مليون دجاجة بياضة لوزارة الزراعة الامريكية .

كما أن إرتفاع اسعار البيض قد إنعكس بالسلب على أصحاب المطاعم والأكلات السريعة وكذا محلات الحلويات و المرطبات حيث شهدت زيادة في أسعار العديد من الحلويات والأكلات السريعة في مختلف المحللات كون مادة البيض تعتبر مادة اساسية في إعداد الحلويات والمخبوزات بشتى أشكالها , مما قد يحرم العديد من المواطنين من الحصول على مستلزماتهم الغذائية ,إذ تعتبر مادة البيض من الأغذية البروتينية الأساسية التي ينصح الأطباء بتناولها كونها تمد الجسم بالبروتين و الأوميغا 3 والكولين اللازم لصحة الإنسان وبالخصوص الأطفال الذين يمرون بمرحلة النمو التي تستدعي حصولهم على مقدار من هام من الغذاء اللازم لبناء الخلايا و الحصول على الفيتامينات لتحقيق التوازن العقلي والجسدي لديهم وهو ما يتطلب بأن تقف جمعيات حماية حقوق الاطفال و الأمومة للسعي نحو توفير هذه المادة الأساسية و دعم العائلات التي لا تملك القدرة الشرائية اللازمة لدعم أطفالها و تحقيق الأمن الصحي لهم .

سيشكل إستمرار إرتفاع أسعار مادة البيض خطرا صحيا و إقتصاديا كبيرا على المواطنين إذا ما إستمر لفترات طويلة , وهو ما يجعلهم يستمرون بمقاطعة شراء هذه المادة حتى تعرف استقرارا في أسعارها محليا وعالميا بدعم من جمعيات حماية المستهلك والجمعيات حماية الأمومة والطفولة والمجتمع المدني فيما تحاول الجهات المختصة في شعب البيض والدواجن تأمين الحصول على الدجاج البيوض و تخفيض أسعار الأعلاف على باعة البيض و الدواجن حتى يتحقق مراد المواطنين .
كتبه : رافعي محمد محي الدين