من أدرار إلى القدس: تطلعات في التعاون العلمي و الأكاديمي الجامعي
أعلنت جامعة أدرار أحمد درايعية عن توقيع إتفاقية شراكة وتوأمة مع جامعة القدس الفلسطينية و التي تم توقيعها من قبل مدير الجامعة البروفيسور محمد الأمين بن عمر ومدير جامعة القدس المفتوحة البروفيسور سمير النجدي حيث سيستفيد طلبة جامعة القدس من الحصول على منح للدراسة وتبادل الخبرات مع الجامعة الإفريقية والتي قد تشمل عدة تخصصات اهمها الإعلام الرقمي .
حيث أكد رئيس جامعة القدس المفتوحة بأن جامعة القدس تضم حالياً 35 ألف طالب منهم 8 آلاف طالب في غزةكما وأشار النجدي إلى أن الجامعة تُعد واحدة من كبرى الجامعات الفلسطينية، حيث تقدم خدمات تعليمية متميزة عبر 8 كليات و45 تخصصاً، متوافقة مع متطلبات سوق العمل .
جاءت تصريحات النجدي خلال توقيع اتفاقية توأمة بين جامعة القدس المفتوحة وجامعة أدرار، حيث أكد على أهمية هذه الشراكة في تبادل الطلاب والأساتذة، وإشراك الدراسات العليا في مناقشات الدكتوراه والإشراف على الرسائل والأطروحات العلمية. وأعرب عن أمله في أن يكتمل هذا التعاون وأن يسعى الطرفان لإيجاد تخصصات مشتركة، مشيراً إلى اهتمام جامعة القدس بالإعلام الرقمي وصحافة الموبايل.
وأشار النجدي إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها الجامعة، خاصة في قطاع غزة، حيث توقف 8 آلاف طالب عن الدراسة بسبب الدمار الذي طال العديد من المدارس والجامعات، وأكد أن الجامعة تمتد عبر كل ربوع فلسطين من خلال 18 فرعاً دراسياً، منها 5 فروع في قطاع غزة دمرتها آلة البطش والإجرام الصهيوني في حرب الإبادة الأخيرة على الشعب الفلسطيني.
وختم النجدي بتأكيده على التزام الجامعة بمواصلة رسالتها التعليمية رغم كل الصعوبات، معبراً عن أمله في أن تثمر هذه الشراكة مع جامعة أدرار عن تحقيق تطلعات الطلبة وتقديم خدمات تعليمية متقدمة تساهم في بناء مستقبل أفضل للشباب الفلسطيني.
وفي كلمته الترحيبية، عبر مدير جامعة أدرار عن سعادته باستقبال وفد جامعة القدس المفتوحة، ناقلاً تحيات وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري كما أشار إلى أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي في وقت حرج حيث يواجه الشعب الفلسطيني عدواناً صهيونياً على غزة وسط صمت دولي، مؤكداً على دعم الجزائر الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية في كافة المجالات.
من جهته، أعرب البروفيسور سمير النجدي عن شكره لحفاوة الاستقبال وأكد على أهمية هذه التوأمة في تحقيق الشراكات البحثية والعلمية بين الجامعات العربية. وأشار إلى أن الثورة الجزائرية تعد مصدر إلهام للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية.
وفي كلمته خلال الإشراف على مراسم التوقيع، أعرب والي ولاية أدرار العربي بهلول عن سعادته بزيارة وفد جامعة القدس المفتوحة، مشيراً إلى موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والذي أكده رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بأن فلسطين هي “أم القضايا”.
وأكد مدير جامعة أدرار البروفيسور محمد الأمين بن عمر في كلمته على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى الجرائم المرتكبة في غزة والتي وصفها بأنها “جرائم حرب مكتملة الأركان” و“وصمة عار في جبين الإنسانية”. ودعا إلى تقديم دعم قانوني ودولي لرفع دعوى قضائية ضد الكيان الإسرائيلي.
هبّة طلابية عالمية لنصرة فلسطين ودعم غزة تواجه القمع والتهديدات
كما تشهد الجامعات في عدة دول حول العالم هبّة طلابية عارمة لنصرة القضية الفلسطينية ودعماً لقطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير. انطلقت هذه الهبّة من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأمريكية، وسرعان ما انتقلت شعلتها إلى مئات الجامعات في مختلف أنحاء العالم، لتصل إلى اليابان، وإسبانيا، وإنجلترا، وغيرها من الدول، مكونة موجة تضامن طلابية غير مسبوقة.
نظّم الطلاب في مختلف الجامعات فعاليات ومظاهرات حاشدة للتعبير عن رفضهم للاحتلال الإسرائيلي وسياساته الوحشية. رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات منددة بالعدوان على غزة، مرددين شعارات تدعو إلى الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني. إلى جانب التنديد بالعدوان، عبّر الطلاب عن رفضهم القاطع لسياسات التطبيع مع إسرائيل التي تمارسها بعض الدول العربية، ونددوا بزيارات المسؤولين العرب لإسرائيل، مطالبين بقطع العلاقات معها ومقاطعة بضائعها.
لاقى هذا الحراك الطلابي تفاعلاً واسعاً من قبل مختلف فئات المجتمع المدني في العالم، حيث أشاد العديد من الشخصيات السياسية والمثقفين بموقف الطلاب الداعم للقضية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن تضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني.
تحت وسوم #طوفان_جامعات_العالم و #طوفان_الجامعات، وجه كثيرون التحية للطلاب لحرصهم على مناصرة فلسطين رغم ما يواجهونه من احتمالات تضرر مسيرتهم التعليمية والمهنية. وأكد الأستاذ الفلسطيني في جامعة كولومبيا، رشيد الخالدي، خلال وقفة له مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، أن هذا الحراك سيخلد في التاريخ كشاهد على وقوف المشاركين فيه في الجانب الصحيح من التاريخ، مثلما حدث مع الحراك الطلابي الذي عارض حرب فيتنام.
ورغم الزخم العالمي للحركة الطلابية، واجهت هذه الحملة في بعض الدول، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حملات قمع من قبل سلطات الجامعات والشرطة. تم اعتقال مئات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، كما واجه بعضهم تهديدات بالفصل من الجامعة. كما سخر ناشطون من محاولة إسرائيل ربط المظاهرات الطلابية في العالم بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو محاولة تشويهها عبر ادعاءات معاداة السامية والاعتداء على اليهود.
ورغم هذه التحديات، يواصل الطلاب حول العالم وقوفهم بحزم لدعم الشعب الفلسطيني ورفضهم للعدوان الإسرائيلي، مؤكدين أن صوتهم سيظل مسموعاً وأن نضالهم سيبقى رمزاً للتضامن والعدالة.
كتبه : رافعي محمد محي الدين