يحمل شهر ديسمبر لهذا العام معه وعدًا مشرقًا لعشاق الفن المسرحي، حيث يتوجه الأنظار نحو مدينة أدرار في الجزائر لاستقبال الدورة الثانية من مهرجان ليالي مسرح الصحراء الدولية. تعد هذه الفعالية الثقافية الرائدة واحدة من أبرز الأحداث الفنية التي تعزز التبادل الثقافي وتعزز التجربة الفنية في المنطقة.
تحت شعار “المسرح مقاومة”، ينطلق المهرجان في الفترة من 21 إلى 26 ديسمبر 2024، ليعبر عن تضامنه مع قضايا العالم وروح المقاومة من خلال فن الأداء . تكريمًا للفلسطينيين، تحمل اسم البروفيسور الجزائري الراحل محمد حمومي، مما يمثل رمزًا للروح الجامعة للمسرح والثقافة.
يشكل المهرجان منصة للعروض التنافسية على جوائز فنية متنوعة، حيث سيتنافس الفرق الوطنية والدولية في عروضها المبتكرة والملهمة. ولتعزيز التبادل المعرفي، يتزامن المهرجان مع ملتقى فكري علمي وورش تكوينية في عناصر اللعبة المسرحية، مما يسهم في تطوير المشهد الثقافي وتعزيز المهارات الفنية.
تعتمد الدورة الثانية على مسارين رئيسيين للعروض: فضاء الصحراء وعروض الصالة، مما يتيح للجمهور تجربة متعددة الأبعاد للفن المسرحي. كما تشمل الفعاليات المرافقة عروضًا متنوعة في مختلف بلديات وقرى أدرار، ما يعزز التفاعل الثقافي في المجتمع المحلي ويعمق الاندماج بين الفن والتراث.
وفيما يمثل المهرجان فرصة للاحتفاء بالمسرح والمبدعين، يتوقع أن يشكل منبرًا لتكريم الشخصيات البارزة في عالم الفن المسرحي، سواء من الداخل أو الخارج، وذلك تقديرًا لإسهاماته الرائعة في إثراء المشهد الثقافي.
تأتي هذه الدورة في سياق تأكيد المكانة المتميزة التي تحتلها ولاية أدرار كقاعدة للفنون والثقافة، حيث تقدم محطةً فريدةً للاستكشاف الفني والتواصل الثقافي.
بهذا، يعلن مهرجان ليالي مسرح الصحراء الدولية بأدرار عن بداية رحلة جديدة من الابتكار والتميز في عالم الفن المسرحي، مع وعد بتقديم عروض مبهرة وتجارب ثقافية مميزة للمشاهدين والفنانين على حد سواء.
دعم الفنانين المبدعين: محرك أساسي لترسيم مهرجان ليالي مسرح الصحراء
يُعد دعم الفنانين والمبدعين من مختلف المناطق لترسيم مهرجان ليالي مسرح الصحراء ظاهرة ملهمة تعكس الروح الجماعية والتعاونية التي تحيط بالمسرح والفنون الأخرى. إن انخراط الفنانين في هذا الجهد يمثل عمق الارتباط بين الثقافة والهوية ويبرز أهمية الحفاظ على التراث الفني والثقافي.
تجسيداً لروح الوحدة والتضامن، توجه الفنانون برسائل داعمة وتشجيعية لمهرجان ليالي مسرح الصحراء، معبّرين عن تعاطفهم مع قرار تأجيله وعن رغبتهم القوية في دعم عودته بقوة يُعد دعم الفنانين والمبدعين من مختلف المناطق لترسيم مهرجان ليالي مسرح الصحراء ظاهرة ملهمة تعكس الروح الجماعية والتعاونية التي تحيط بالمسرح والفنون الأخرى. إن انخراط الفنانين في هذا الجهد يمثل عمق الارتباط بين الثقافة والهوية ويبرز أهمية الحفاظ على التراث الفني والثقافي.
من بين الفنانين الذين أعربوا عن دعمهم لمهرجان ليالي مسرح الصحراء، الممثل والمخرج بن شرنين ادريس الممثل والمخرج البارز، يشدد على أهمية دور المهرجان في تقديم فرص للمسرحيين والفنانين لتبادل الخبرات والتجارب. يعتبر بن شرنين أن المهرجان ليس مجرد مناسبة فنية، بل هو منصة لبناء جسور التواصل الثقافي وتوطيد العلاقات الإنسانية بين الفنانين. وهذا الرؤية تتماشى مع تصريحات نصر الدين جودي، الذي يعتبر المهرجان واحداً من أهم الأحداث الفنية التي تساهم في إثراء المشهد الثقافي العالمي.
من جهته، يؤكد عبد الرزاق بوكبة على استعداده لدعم المهرجان وضمان نجاح الدورة المقبلة، مما يبرز التفاني والتضامن بين الفنانين في بناء وتطوير هذا الحدث الفني الكبير. وفي السياق ذاته، يشير يوسف تعوينت إلى صعوبة تنظيم المهرجانات وضرورة دعم السلطات لفرق المسرح، مما يعكس الحاجة الملحة إلى دعم الجهات المعنية لضمان استمرارية هذا الحدث الثقافي الهام.
من الجانب الدعم العربي والعالمي ، يشدد المخرج والممثل العراقي مصطفى هلالي على أهمية إعطاء المهرجان هوية وجعله يمثل ولاية أدرار بشكل مميز، مما يسهم في تعزيز صورة المنطقة وجذب الزوار والمشاركين من مختلف أنحاء العالم. ومع تأكيد لونيس فخر الدين على دور المسرح في إعادة الانتعاش لعالم المسرح والفن، يتضح مدى أهمية المهرجان في تعزيز الحياة الثقافية والفنية في المنطقة.
بجانب ذلك، يبرز حسان كشاش سعادته بعودة المهرجان ويشجع ولاية أدرار على استمرار هذه الخطوة الهامة، مما يعكس التفاؤل والأمل في استمرارية هذا الحدث الفني الكبير. وعلى صعيد التجربة الشخصية، يوضح عزوز عبد القادر أن المهرجان جمع مسرحيين من مختلف الأنحاء، مما يؤكد على تنوع وتعدد الفنون التي يقدمها ويشجع على تبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين.
وفيما يتعلق بالتجارب الشخصية للفنانين، يوضح احمد عمراني أن تجربته في المهرجان كانت رائعة ويعبر عن أمله في استمرار دعم السلطات لنسخ جديدة من المهرجان. ومن خلال مشاركتها كممثلة وعضوة في لجنة التحكيم، تؤكد نسرين بالحاج على أهمية المهرجان في تعزيز صورة الجزائر وتحقيق التواصل الثقافي مع المجتمع الدولي.
كما يدعوا الممثلين نزار لكشو ووليد خضراوي من تونس على أهمية المهرجان كفخر لشمال إفريقيا ويدعمون استمراريته كمنصة لتبادل الخبرات والتجارب الفنية. وبالمثل، يشيد السفير علي مهدي النوري من السودان بالمسرح كوسيلة للتواصل الثقافي ويؤكد على أهمية تعزيز الصورة الإيجابية للمنطقة. ومن جهته، يعبر الفنان العراقي فاروق صبري عن سعادته بعودة المسرح وتمنى له الخير، مما يعكس الأمل والتفاؤل في عودة الحياة الثقافية والفنية إلى المنطقة.
فيما عبرت الكاتبةالمصرية صفاء البيلي على أملها في عودة المهرجان بشكل مميز بناءً على تجربتها السابقة كعضو في لجنة التحكيم، مما يعكس الرغبة في استمرارية هذا الحدث الثقافي البارز. ومع تأكيد محمد زاوي على أهمية المهرجان في جلب الانتباه للصحراء وإضافة قيمة ثقافية، يتجلى تأثير هذا الحدث في تعزيز التبادل الثقافي والتواصل الفني بين مختلف الثقافات والمجتمعات.
إن تجمع الفنانين والمثقفين من مختلف المناطق لدعم مهرجان ليالي مسرح الصحراء يعكس وحدة الإرادة والتضامن في ترسيم التراث الثقافي وتعزيز التبادل الثقافي والفني بين الشعوب. وبفضل هذا الدعم الواسع والمستمر، يتم تعزيز مكانة المهرجان كواحد من أهم المنصات الثقافية الدولية التي تعزز التواصل الثقافي وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة.
ومن خلال تعليقات الفنانين المشاركين، يظهر التفاني والتحضير الذي يُبذل لجعل هذا المهرجان تجربة فنية وثقافية فريدة من نوعها. يعكس الدعم الواسع من قبل الفنانين لهذا الحدث، رغبتهم في رؤية مهرجان ليالي مسرح الصحراء يزدهر وينمو، وهو ما يعكس التزامهم القوي بتعزيز التفاعل الثقافي والفني بين مختلف المجتمعات.
من جهة أخرى، يتجلى دعم الفنانين للمهرجان في إشاراتهم إلى القيمة الثقافية والسياحية التي يضيفها هذا الحدث إلى مدينة أدرار وإلى الجزائر بأسرها. إن احتضان مهرجان ليالي مسرح الصحراء يعزز الهوية الثقافية ويساهم في تعزيز صورة الجزائر كوجهة ثقافية وسياحية متميزة على الساحة الدولية.
علاوة على ذلك، فإن تفاعل الفنانين مع مهرجان ليالي مسرح الصحراء يعكس رغبتهم في دعم وتعزيز المسرح كوسيلة فعالة للتعبير الفني والتواصل الثقافي. يشكل هذا الدعم المستمر من قبل الفنانين تحفيزاً للمنظمين والجهات المعنية للاستمرار في تطوير وتنظيم المهرجان بشكل يلبي تطلعات الجمهور والفنانين على حد سواء.