ولاية أدرار باب تاريخي مفتوح نحو العلاقات الجزائرية مع الغرب الإفريقي
الروابط الدينية و الثقافية بين الجزائر والغرب الإفريقي موضوع الملتقى الحادي عشر للمدرسة القرآنية مالك بن أنس الذي نظم بدار الثقافة أدرار
تعتبر ولاية أدرار منطقة عبور للتبادلات التجارية مع الغرب الإفريقي ونشر الديانة الإسلامية الذي خلق بعدا جغرافيا وتاريخيا , حيث تناول الملتقى الحادي عاشر للمدرسة القرآنية مالك بن أنس الروابط الدينية والثقافية بين الجزائر والغرب الإفريقي ليوضح القيمة التاريخية بين هذه الروابط التي تمثلت في الزاوية القادرية والتيجانية و شخصيات تاريخية كالشيخ عبد الكريم المغيلي الذي ساهم في نشر الإسلام بمنطقة الغرب الإفريقي التي يشار لها بالسودان الغربي و أبرزت فيها مناقشات الملتقى عن أهمية دور التجار التواتيين في نهضة الإقتصاد الإفريقي منذ القرن الثامن الهجري وقد ساهمت علاقات المصاهرة و وهجرة المصلح الديني عبد الكريم المغيلي الذي نشر الفكر الإسلامي معتمدا على الخطاب الديني الوسطي والإرشاد .
الخطاب الديني وتوسع العلاقات الدبلوماسية من اهم المواضيع عالجها الملتقى
الخطاب الديني الوسطي في ظل النزاعات القبلية بإفريقيا

تطرق الملتقى للدراسات التاريخية التي تحدثت عن هجرة الشيخ المغيلي من مسكنه في عاصمة الدولة الزيانية بتلمسان متوجها نحو توات أدرار حاليا في القرن 9 هجري الموافق للقرن الخامسة عشر ونشره لعلوم الدين الإسلامي ومن ثمة إنتقل نحو الغرب الإفريقي وقدم فيها مراسلات للحكام دولة الهوسة والسينغال و القبائل الإفريقية , فقد ذكر بعض الأساتذة من الملتقى عن الدور التاريخي الذي لعبه الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني في مساعدة الحكام و تطبيق الحكم العادل بكل من مملكة الهوسة و نيجيريا , حيث تأثر به العديد من الأفارقة من بعده ومنهم عثمان الدافودي الذي ظهر بعد قرنين في نيجيريا والذي يشترك معه في رسالته التي تقول
صلاح الراعي من صلاح الرعية
حيث يؤكد أن صلاح المجتمع لن يكون إلى بصلاح أفكار حكامه ومدى عدلهم وحكمتهم , وهو ما تحتاج الجزائر لإستخدامه حاليا للسعي نحو نبذ التطرف الديني المفتعل في المنطقة , ومن خلال التدخلات العلمية للمحاضرين برز دور التجار التواتيين في نشر تعاليم الإسلام بواسطة تعاملاتهم التجارية مع الأفارقة و أخلاقهم الإسلامية , تساهم الجزائر حاليا بفض النزاعات القبلية والتدخلات الأجنبية في دول الغرب ومنطقة الساحل الإفريقي وتمثل ذلك في البعثات الدبلوماسية والمراسلات مع حكام هذه الدول التي تسببت فيها الإرشادات الدينية المغلوطة في إنتشار النزاعات المسلحة بين القبائل والإرهاب .
آفاق العلاقات الدبلوماسي في توطيد العلاقات مع الغرب الإفريقي

تسعى الجزائر لتوسيع علاقاتها الدبلوماسية مع دول الغرب الإفريقي من خلال عدة ملفات إقتصادية أهمها السماح بالتبادلات التجارية والمقايضة في السلع و تبادل التمور والحبوب الذي يخص الولايات الجنوبية أدرار تمنراست وتندوف واليزي وذلك من خلال انخراطها في منطقة التبادل الحر الإفريقي سنة 2021 فضلا عن برنامج رئاسة الجمهورية الذي يركز على إعادة ربط العلاقات الجزائرية الافريقية والتي بدأت بفتح الطرقات والمعابر نحو الغرب الإفريقي كمعبر تيندوف و موريتانيا و تشكيل خطوط بحرية وجوية نحوها , كما تشكل نقطة التبادل الثقافي والديني محورا هام و توجها حضاري لتوسع التبادلات الفكرية
كما أوضح الدكتور محمد العربي فلاح أحد المحاضرين في الملتقى بأن الأسس الدبلوماسيات الجديدة عبر العالم حاليا للتوسع عبر نشر أفكارها وتحويل بلدانها كقطب فكري وهي نقطة تاريخية تحسب على الجزائر بغرب افريقيا , و تمثل ولاية أدرار منطقة مهمة في هذا الشأن الدبلوماسي في خضم العلاقات الافريقية والتواتية التاريخية التي يجب انعاشها من خلال النشاطات الثقافية الدينية المتمثلة في زيارات متبادلة بين أصحاب الطريقة التيجيانية وانشاء نقاط للسفارات والقنصليات حيث تحضر الجزائر لملتقى عبد الكريم المغيلي المقرر تنظيمه سنة 2023 .
كتبه :رافعي محمد محي الدين