الشاعر عبد القادر اعبيد … مسيرة مثقف نخبويّ، تُعَانِقُ ألَقَ الحرْفِ والكَلِمَة.

هو الشاعر والمثقف الكبير عبد القادر أعبيد ابن أحمد،  وأمّه خديجة فتحي، من مواليد 16/05/ 1974 بأولف ولاية أدرار ، تلقّى تعليمَه الأوّل في الكتّاب على يد المشايخ الفضلاء: سيدي دحمان بختى وأخيه سيدي مبارك رحمهما الله، و الطالب محمد الخنوسي أطال الله بقاءَه، ثم انتقل إلى التعليم النظامي بعد ذلك حيث  درسَ المرحلة الابتدائية (1979 – 1985) بالمدرسة الابتدائية عبد الحميد بن باديس. والمرحلة الإكمالية (1985- 1988 ) بإكمالية الإمام مالك.والمرحلة الثانوية  ( 1988 – 1991) بمتقنة الشهيد حكومي العيد بأدرار. وهو الآن موظف بدار الثقافة لولاية أدرار.

 

الميول الأدبية وكتابة الشعر:

      كان الشاعر عبد القادر اعبيد منذ الصّغر يُمارس النشاط المسرحي في الكشافة والمدرسة، وفي بداية الثمانينات عرض على التلفزيون الجزائري مسلسل أمير الشعراء احمد شوقي فأُعجبَ أيما إعجاب بهذه الشخصية وبدأ في تقليدها وهو في السنة الخامسة ابتدائي آنذاك.

     وبما أنّ غرسَ حبِّ القراءة في النشء منذ الصغر كفيلٌ بصقل الموهبة، فقد كان للكتاتيب دورٌ كبير في ذلك من خلال حفظ كتاب الله عز وجل والمتون والمنظومات وغيرها، كما يذكر أن أولَّ هدية قيّمة  تحصّل عليها وهو في السنة الثالثة ابتدائي ، كانت عبارة عن قصة عنوانها “الغزالة الضائعة” وقد كان لها الأثر الطيب في إثراء معجمه اللغوي  وسلامة سليقته وتفتّق موهبته الأدبية.

    ومع الوقت فقد تطورت علاقته بالشعر وموسيقاه وقرضه عبر القراءة والسماع معا، قارئاً كلَّ ما تقع عليه عينه من الأسفار دون تردّد، ومستمعاً إلى شرائط العلماء والفقهاء وعيون القصائد المغناة بصوت أم كلثوم والأناشيد وغيرها.

    ثم توطّدت هذه الصِّلة بالبحث في كتب العروض، والأشرطة لتعلُّم العروض بالنّقر والإنشاد، وكتب التراثِ الشعري كشرح المعلقات للزوزني…. وغيره. وتقليد الفحول من الجاهليين، ثم قراءة وتقليد المجيدين من المحدثين، والمشاركة في المساجلات الشعرية بالقول والمنقول، دون أن يُهمل ما بثَّه فيه الوالدان الكريمان (عليهما رحمة الله) وغيرهما من الأهل والجيران من الحكم والأمثال والأشعار الشعبية.ثم رافقَ ذلك كله بالمجالسة والبحث،  حتى غدا متمثِّلاً (ولله الحمد والمنّة) قولَ الزمخشري:

 

وتَمايُلي طرباً لحل عويصة *** أشهى وأحلى من مدامة ساقي

وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمل عن أوراقي.

 

النَّشاط الثّقافي.

     لقد كان بداية هذا النشاط بانخراطه في صفوف الحركة الكشفية التي كان لها أثر بالغ في تكوين شخصيته الثقافية والاجتماعية والسياسية، بداية من سنة 1982م، مما أتاح له المشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات الكشفية داخل الولاية وخارجها، إلى غاية انسحابه منها سنة 2005م .

     وأما عن تنشيط الفعاليات الثقافية وغيرها فهي موهبة أخرى كان الشاعر عبد القادر اعبيد فارساً فيها بلا منازع، فقد قامَ بتنشيط أكثر مما يقارب 500 فعالية بين أمسية شعرية وعرض فني وندوة وحفل ومحاضرة وتكريم وتأبين وافتتاح لملتقى…. وغيرها مما قل شأنه أوعلا، وكان أكثرها بحضور السلطات المحلية في الولاية وشخصيات هامة في الدولة كالوزراء ورؤساء الهيئات الوطنية والمحلية والعلماء والمشايخ والشخصيات الثقافية والعلمية. بالإضافة إلى الكتابة في الصحف والمجلات وإن كان ذلك قليلا.

  والشاعر اعبيد عبد القادر عضو في العديد من الهيئات الأدبية والثقافية، كما أن له مشاركات عديدة في مختلف التظاهرات الثقافية الوطنية مثل تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007م،  والعكاظيات التظاهرات والملتقيات الأخرى داخل الولاية وخارجها.

1546437_417962798357750_3984280111902373176_n

  علاقاته مع أعلام الفنّ والأدب.

    إنّ المنزلة الأدبيّة والثقافية التي يتبوّؤُها الشاعر عبد القادر اعبيد سمحتْ له بأن يلتقيَ بنخبة كبيرة من الأسماء الأدبية والفنية في الساحة الثقافية الوطنية والعالميّة، من أمثال: عبد الله عيسى لحيلح، بوزيد حرزالله، أحمد بن صبان، سليمان جوادي، د.مصطفى قيصر، عمر ازراج، عبد الرزاق بوكبة، د.عبد المالك مرتاض، وفي الفن التشكيلي:محمد بوكرش،المرحوم لعروسي، العراقي د.عبد الرحمن الكيناني، وفي الرواية والنقد: د.أحمد خياط، د.سعيد بوطاجين، د.سعيد بن زرقة، د.الحبيب مونسي، والروائي لحبيب السايح الذي كتب عموداً عن مجموعته الشعرية الأولى “رياحولينا” بجريدة صوت الأحرار سنة 2005، والمجاهد أ.بشير خلف، كما تجمعه علاقات مع عديد من الأسماء الأدبية الشابّة في الجزائر، وتُزين خزانته بأكثر من 30 إصداراً بتوقيع أصحابها، أما في الشعر الشعبي فله صداقات وطيدة مع أهم الأسماء الشعرية في الجزائر ولله الحمد والمنة.

 

 

 

المطبوعات والدراسات

 

*- صدرت له مجموعة شعرية بعنوان: “رياحولينا” في الشعر الفصيح صادرة عن دار الغرب- وهران(2004).

*- صدرت له مجموعة شعرية بعنوان :” روح تتمرأى… قلب يتشرق ” عن دار فيسيرا –العاصمة(2014).

*- صدرت له المجموعة الشعرية المشتركة مع آخرين ” صهوات الكلام” عن دار الكتاب العربي- العاصمة ( 2015)

*- تحت الطبع المجموعة الشعرية ” كهيئة الطير.. عن دار الكلمة للنشر – العاصمة.

*-  كان شعره الشعبي موضوع ثلاث مذكرات تخرج لنيل شهادة ليسانس بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة أدرار،سنوات (2008،2011،2013).

*- كانت مجموعته ” روح تتمراى…. قلب يتشرق”موضوع مذكرة لنيل شهادة ماستر دراسات جزائرية بقسم اللغة بجامعة أدرار 2015.

*- تحت الإنجاز دراسة لنيل شهادة دكتوراه جامعة ادرار حول المجموعة الشعرية” روح تتمراى…. قلب يتشرق”

الجوائز

 

*- حاصل على الجائزة الثانية في المهرجان الوطني للشعر الشعبي بأولاد بسام ولاية تيسمسيلت في طبعته الرابعة 2004.

*- حاصل على الجائزة الثامنة للمسابقة الوطنية في مدح الرسول (ص)لجريدة الشروق الأسبوعي 2008.

*- حاصل على الجائزة الأولى في المسابقة الولائية لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم 2012.

*-  فازت جمعية أفراح الجنوب (فرقة الأفراح للإنشاد ) بالمرتبة الثانية في المهرجان الوطني للإنشاد بورقلة 2011 بقصيدته “غزة” التي لحنتها الفرقة وصدرت ضمن إصدارها السمعي الثاني “زاير النبي”

 

الإنتاج الفني

*- كتب نص الأبريت الغنائية “مسارد السلام” إنتاج دار الثقافة 2011.

*- له مجموعة من المشاركات في التشخيص والتنسيق في إعمال الابريت الوطنية منها:(نصرة الشهيد 2011، نبض وطن 2012، يوبيل المجد 2012 ، وطن البطولة شهد القصيد 2013 …الخ من إنتاج دار الثقافة).

*- عمل في التصحيح اللغوي لعدد من العروض المسرحية منها: مسرحية”نزيف” للتعاونية الثقافية النخلة 2013.

*- كتب  نص الابريت الوطنية ” امجاد القصور انتاج تعاونية اصيل نوفمبر 2014

*- شارك في اعداد وتقديم البرنامج الإذاعي “خيار القول ” بإذاعة أدرار، برنامج اسبوعي يهتم بالشعر الشعبي (2011)

كلمة الشاعر اعبيد عبد القادر في منتدى الإشراقات العلمية.

“لقد كانت لي فرصة الانضمام إلى منتدى الإشراقات العلمية تحت اسم مستعار منذ فترة، وقد أعجبت أيَّما إعجاب بالجهد الفني والتقني وحتى المعرفي لهذه”الإشراقات العلمية”، صحيح أنّ زمن صفحات التواصل الاجتماعي قد حدَّت شيئاً ما من هيمنة المنتديات على اهتمام الناس ، ولكن يبقى هذا المنتدى يشقّ طريقه بثبات ليثبت لنا ولأبناء هذه المنطقة ولغيرنا أن التقنية والعلوم الحديثة على اختلافها، سيما ما تعلق منها بالالكترونيات ليست حكراً على شعب دون آخر، ولا على مجتمع دون آخر ، كما أن المنتدى مساحة جميلة، تعرّف الناس بمنطقة تيدكلت، وعن عراقتها التاريخية ومكانتها كحاضرة من حواضر المعرفة بالإضافة إلى أدوارها الأخرى لذلك أشدُّ على أيدي الأحبة في المنتدى أن يواصلوا بعزم والله والمستعان وبالله التوفيق”

4 تعليقات
  1. غ عبد العزيز يقول

    عظيم تلك هي مسيرة الادباء دائما يتركون في القلب اثار تكاد لا تمحو

    1. أقواس يقول

      شكرالمروركم

  2. احمد يقول

    عبد القادر عبيد مكسب للثقافة في ولاية ادرار برمتها .. و زيادة على رصيده الثقافي و الادبي .. اخلاقه العالية .. عبد القادر دمت لنا زميلا محترما و مزيدا من النجاحات ان شاء الله .. تحياتنا.

    1. أقواس يقول

      شكرا لمروركم الكريم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.