منظمات دولية تدعو الحكومة الفرنسية للكشف عن مواقع دفن النفايات النووية الناجمة عن جرائمها النووية برقان 

دعت منظمة شعاع لحقوق الإنسان إضافة لعدد من المنظمات العالمية تعنى بشؤون حقوق الإنسان و نزع الأسلحة النووية في بيان لها اليوم عن مطالبها للحكومة الفرنسية للكشف عن الأرشيف و رفع السرية عن الملفات المتعلقة بجرائمها النووية برقان بالجنوب الغربي للجزائر ,وذلك بمناسبة الذكرى 64 للتفجير النووي الفرنسي المسمى باليربوع الأزرق و الذي يعتبر أول جريمة نووية ترتكبها الحكومة الفرنسية على أراضي الصحراء الجزائرية والذي بلغت قوته من 60إلى 70 كيلوطن بما يمثل أربعة أضعاف حجم قوة قنبلة هيروشيما , إذ كشف البيان بأن الحكومة الفرنسية قد أجرت حوال 16 تجربة نووية ناجحة من بين 58 تجربة بمختلف المناطق الصحراوية بالجزائر أبرزها مدينة رقان و عين إيكر بتمنراست مابين 1961 إلى 1967  .

تحرس الجزائر اليوم للدفاع عن حقها في الحصول على وثائق الأرشيف الفرنسي و تعويض عائلات المتضررين جراء الآثار الكارثية الناجمة عن الإشعاع النووي والذين يتجاوز عددهم 42 ألفا إذ لاتزال منطقة حمودي برقان تشهد على إنبعاث إشعاعات نووية خطيرة على البشريةو البيئة في آن واحد .

محمد برويس طفولة شاهدة على الجريمة النووية الفرنسية 

كان يوما مرعبا أصبحت فيه السماء سوداء والأرض ترتجف كالزلزال

برويس محمد

لا تزال ذكرى أحداث القنبلة الذرية عالقتا في ذكريات الطفولة  للفنان محمد برويس من مواليد 1952  برقان وهو شاعر سابق بفرقة انغام الجنوب التي نشطة منذ سنوات الثمانينات و عمل كمصور و موظف في قاعة السينما بأدرار, قضى برويس سنين عمره في حياة الفن ,وقد كان ضحية لآثار الإشعاعات النووية برقان التي تسببت في إصابته بأمراض العيون و التي يعاني منها لحد اليوم إذ أصبح اليوم بأمس الحاجة لإجراء عملية خاصة بالعيون تصل تكلفتها لغاية 120000.00 دج , حيث تعد أمراض العيون من أبرز الأمراض إنتشارا بمنطقة رقان , فضلا عن الإصابة بالتشوهات الخلقية التي أصبحت تنتقل من جيل إلى جيل و كذا إنتشار الأمراض السرطانية والأمراض الجلدية .

يذكر محمد برويس بأن الجيش الفرنسي قد قام وقتها بحملة تلقيح شاملة لسكان رقان وهو ما ذكره العديد من المؤرخين بأن الجيش الفرنسي قد حضر لتفجير القنبلة الذرية بعد قيامه بالعديد من الإختبارات الشاملة للمواطنين , وفي المساء بدأت تحلق المروحيات وهي تنادي أيها المواطنون أيتها الموطنات لا يبات أحدكم اليوم في منزله , إذ دعى الجيش لتفريغ رقان من سكانها كلهم وتهجرهم بعيدا , 

يوم وقوع الإنفجار كان الأمر شبيها بيوم القيامة كانت الأرض تهتز من تحتنا و تحطمت أبواب المنازل , وتدمرت السواقي , كان صباحا مرعبا والسحب الدخانية المظلمة تغطي على المكان , لم نعلم ما الذي يحدث , الجميع كان يدعوا الله للنجاة كنا نخال بأن يوم القيامة قد حان , كانت الساعة قد تجاوزة السابعة صباحا لكن السماء ظلت مظلمة , حتى هبت ريح جنوبية تسببت في تبديد غمامة الليل تلك ,

تظهر السجلات بأن الجيش الفرنسي لم يقم بإبادة سكان رقان فحسب بل كانت التجارب النووية شاملة بإستخدام الجزائريين كفئران للتجارب إذ تسببت إنفجارات القنبلة النووية بمقتل  اكثر من 150 من المساجين الذين تم إحضارهم قصرا من مختلف المناطق بقصر رقان إضافة إلى المساجين الذين تم إحضارهم من سجون مدينة سيدي بلعباس ومعسكر

 النفايات النووية ملف غامض تتحفظ عليه الحكومة الفرنسية إلى اليوم 

أكد البيان على أهمية كشف البيانات المتعلقة بمواقع دفن النفايات النووية بالجزائر التي عمدة الحكومة الفرنسية على إخفائها منذ عهد حكومة شارل ديغول في ستينيات القرن الماضي , حيث منذ إعلان استقلال الجزائر لا تزال فرنسا تتحفظ على الأرشيف المتعلق بجرائمها العسكرية بالجزائر والمتمثلت بملفات السجناء و المحكوم عليهم بالإعدام و مواقع الألغام الأرضية وملف التجارب النووية والبيولوجية التي كان يتم إجرائها على الأراضي الجزائرية بإستغلال المواطنين كفئران لتجاربها , وتسعى الجزائر إلى حد الساعة على إبراز الملفات المتعلقة بالمتضررين من الجرائم النووية  حيث صادقة الجزائر على معاهدة حظر الأسلحة النووية TPNW بداية من 20 سبتمبر 2017 إذ تساهم هذه المعاهدة على النظر في المخاطر الصحية و البيئية و إعادة تأهيل المناطق المتضررة و مساعدة الضحايا , كما دعى البيان في السياق ذاته الحكومة الجزائرية لتقديم كل التسهيلات أمام الجمعيات والمؤسسات القانونية والبيئية والصحية و إسهام المجتمع المدني للوصول إلى ادق المعلومات المتعلقة بملف أرشيف الجرائم النووية .

دعم المنظمات الدولية لملف الجزائر 

يمثل دعم المنظمات الدولية وتوافق اللجان في العلاقات الجزائرية الفرنسية خطوة هامة أمام إبراز الملفات المتعلقة بملف الجرائم النووية الفرنسية ,و التي بدأت على مستوى إنشاء لجان مشتركة من المؤرخين و التي وقع عليها كل من الرئيس عبد المجيد تبون و نظيره الفرنسي إيمانوال ماكرون , إذ دعى البيان للتعجيل بدراسة الملفات و الأرشيف خاصة بما يتعلق بإطارها القانوني و عواقب اجراء التجارب النووية . ما يتطلب إستخداما بارزا لأهم الوسائل القانونية والدبلوماسية ,و إجراء جرد و إحصاء شامل للضحايا المتضررين من التجارب النووية على المستوى النفسي و المادي

حيث وقع على هذا البيان مجموعة منظمات الحقوقية ومنظمات معنية بنزع السلاح كمنظمة شعاع لحقوق الإنسان و المجتمع الكونغولي في جنوب إفريقيا , وتحالف نهر الأفعى ومعهد تعلم السلام والتواصل الفني ورابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية ومن جهة وقع على البيان منظمات دولية تدعوا لنزع الأسلحة النووية كمنظمة” آيكان “ومبادرة نزع السلاح النووي وإلغاء الأسلحة النووية , التي تتطلع مستقبلا لجعل الحكومة الفرنسية تقدم ملفات الأرشيف وتعترف بجرائمها النووية بالجزائر . 

كتبه رافعي محمد محي الدين

Comments (0)
Add Comment