رائحة القهوة بشكل مختلف ومذاق مخفف الكافيين هذا مايميز مشروع sudbioacafé من إبتكار الطالبتين عائشة ديكو ورحاب بولحية من جامعة أدرار , قهوة مبتكرة عملت الطالبتان على تطويرها في مختبر الجامعه بكلية الهندسة الكيميائية والذي كان ضمن القرار الوزاري 1275 إذا تحصلتا على شهادة مؤسسة ناشئة/براءة اختراع بعنوان Valorisation et contribution d’un biomasse local pour production du café et extraction de la caféineيهدف مشروعهما لإبتكار نوع جديد من القهوة الطبيعيه باستغلال الكتله الحيويه لبذور نخلة الواشنطونيا Washingtonia المعروفة كونها نخله تستخدم للزينه ولها بذور مميزة تشبه الى حد كبير بذور البن , استغلت الطالبتان فكرة التشابه بين بذور البن وبذور نخلة الواشنطونيا من أجل صناعة وابتكار قهوة فريدة بدعم من الجامعة وحاضنة الأعمال ,إذ حصلت الطالبتان على المشروع بعدما عرضه عليهما أستاذهما خليفي عمر والذي قام بمساعدتهما للعمل على هذا المشروع الذي يحتاج إلى القيام بعدد كبير من التجارب حتى يخرج للواجهة .
قمن بالعمل على هذا المشروع عند تحضيرهما للتخرج بشهادة الليسانس تخصص هندسة الطرائق ويستكمل المشروع ذاته بعد إنتقالهما للماستر تخصص هندسة كيميائية , شكل سعيهما للحصول على التحاليل الكيميائية وجمع النتائج التي بوسعها إثبات إمكانية استغلال بذور الواشنطونيا عائقا أمام بداية هذا المشروع لعدم توفر المواد الكيميائية والآلات الخاصة لتحليل عناصر البذور لكن بإرادتهم تمكنوا من مواصلة البحث والاستكشاف عبر مخبر البحث بكلية التكنولوجية و إجراء مقارنة تحليلية خاصة ببذور الواشنطونيا ومقارنتها مع عناصر مادة البن لتكشف لهم النتائج النهائية عن تقارب كبير بين تركيبة المادتين وهو ما سمح ببداية العمل على استكمال مشروع صناعة قهوة الواشنطونيا إذ أظهرت النتائج المخبرية عن تميز هذه المادة بعدم احتوائها على كميات كبيرة من نسبة الكافيين مما يجعلها بمثابة مادة نافعة للمصابين بداء السكري وأمراض القلب والأطفال وحتى الاشخاص العاديين الذين يسعون لتجنب شرب كميات كبيرة من الكافيين طوال اليوم .
تعد نخلة الواشنطونيا من فصائل النخيل التي يصل إرتفاعها في كثير من الأحيان إلى 24 مترا ولها نوعان واشنطونيا غليظة الساق و واشنطونيا رقيقة الساق وموطنها الرئيسي هو بجنوب امريكا بكاليفورنيا وصحراء اريزونا والمكسيك , تملك هذه النخلة قدرة على تحمل الحرارة وهي تتوفر بمدينة ادرار بشكل كبير إذ يتم إستغلالها كنخلة للزينة تزين طرقات المدينة وحتى في بعض المؤسسات العمومية والخاصة حيث يميزها شكلها الجميل الذي يشبه المروحة ولها بذور سوداء تنمو على أعرافها طوال فصل الربيع , إذ يشكل توافرها بولاية أدرار فرصة هامة أمام هذا المشروع الذي يستغل نوعا مختلفا من النخيل بصحراء الجزائر
من الصداقة إلى شركاء في مشروع
تعد الصداقه التي تربط الطالبتين رحاب وعائشة أحد أسرار نجاح مشروعهما الذي تم عرضه على مستوى إحدى المعارض بمدينة معسكر , إذ تعود علاقة صداقتهما إلى الدراسة الابتدائية بحي تيليلان بولاية أدرار تقول عائشة: “كنا نرغب منذ الصغر في تحقيق شيء مبتكر ومفيد للمجتمع. وبفضل دراستنا في مجال الكيمياء وإلمامنا بأسرار الطبيعة، تمكنا من الوصول إلى هذه الفكرة الرائعة”
حيث تسعى الطالبتين اليوم للترويج لمشروعهما حتى يخرج للعالم حيث قامت الطالبه عائشه بتصميم غلاف الماده الكرتونية الخاصة بالمشروع بجانب زميلتها رحاب .
تقول رحاب وهي توزع أكياس القهوه الورقيه على الطلبة الذين حضروا ملتقى واقع المقاولاتية النسوية في الجنوب بمناسبة عيد المراة على مستوى كلية العلوم التكنولوجيه بأننا متحمستين لاطلاق مشروعنا واظهاره للعلن خصوصا ان ان هذه القهوه تتميز بقيمتها الغذائية وعدم احتوائها على كمية كبيرة من الكافيين التي تضر بصحة مرضى السكري والقلب
نال المشروع إستحسان العديد من الطلبة الذين كانوا يتذوقون هذه القهوة والتي بدت لهم انها تملك مذاقا مختلفا عن القهوه المعروفة ومذاقها الفريد سيجعلهم يسعون لشرائها عندما تتوفر في الأسواق يوما ما حيث تسعى طالبتان للإستمرار على مشروعهما بجانبه الاقتصادي وتطويره حتى بعد نهاية التخرج وتحقيق طموحهم كي يصبحوا من النساء الرائدات في عالم الأعمال بولاية أدرار
و من خلال حديثنا مع الطالبتين عن العوائق التي قد تواجهها النساء في الولوج لعالم الأعمال فذكرتا بأن اليوم الوضع قد أصبح مختلفا عما كان عليه من قبل فالعوائق التي واجهتها النساء قبل سنوات لم يعد لها وجود اليوم فقد حصلنا على دعم العائلة والأصدقاء للعمل على مشروعنا واليوم الفتاه بوسعها ان تدخل لعالم الاعمال بعدما كانت تطمح فقط للحصول على شهادة دراسية فقط أو وظيفة ما.